خطبة جمعة
بعنوان
( معاول هدم السنة (البدع) )
كتبها
عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
7/7/1445 هـ
الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ الذِي وَهَبَ لَنَا عُقُولاً وَقُلُوبًا نُدْرِكُ بِهَا عَظَمَتَهُ ، وَنَفْهَمُ بِهَا أَوَامِرَهُ ، وَنُفَرِّقُ بِهَا بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ ، وَالظُّلُمَاتِ وَالنُّورِ ، ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ ،
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ :
الإِبْتِدَاعُ فِي الدِّينِ ، ذَنْبٌ عَظِيمٌ وَخَطَرٌ جَسِيمٌ ، وَالبِدْعُ مِثْلُ الأَدِلَّاءُ الجَهَلَةُ ، الذِينَ يُوَجِّهُونَكَ إِلَى غَيْرِ وِجْهَتِكَ ، وَيُوصِلُونَكَ إِلَى حَيْثُ ضَيَاعِكَ وَخَسَارَتِكَ ، وَالبِدْعَةُ عَمَلٌ مَرْدُودٌ ، وَطَرِيقٌ مَسْدَودٌ ، وهِيَ الخُطْوَةُ المُوَطِّأَةُ لِلشِّرْكِ ، فَالشَّيْطَانُ يَنْقُلُ المُسْلِمَ بِحَبَائِلِهِ وَشِرَاكِهِ خُطْوَةً خُطْوَةً حَتَّى يَصِلَ بِهِ إِلَى الشِّرْكِ ، وَالشِّرْكُ مِنْ أَخْطَرِ المُهْلِكَاتِ قَالَ تَعَاَلَى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ) النساء (48) فَالشَّيْطَانُ يَجْعَلُ المُسْلِمَ يَتَعَبَّدُ اللهَ بِغَيْرِ شَرِيعَةِ اللهِ ، لِيُضِلَّهُ عَنِ الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ ، فَيَبْقَى ذَلِكَ الْعَبْدُ المِسْكِينُ يَعْمَلُ طِوَالَ حَيَاتِهِ عَمَلاً يُرَدُّ عَلَيْهِ ، وَلَا يَجِدُ لَهُ ثَوَاباً عِنْدَ اللهِ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلاَمُ : كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ (( مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ )) أَيْ مَرْدُودٌ عَلَيْهِ غَيْرُ مَقْبُولٍ ، وَالبِدْعَةُ فِي اللُّغَةِ : مِنْ البَدْعِ وَهُوَ اخْتِرَاعُ الشَّيْءِ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ أَيْ مُبْدِعُهُمَا؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَهُمَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ ، وَأَمَّا البِدْعَةُ فِي الشَّرْعِ : فَإِنَّهَا كُلُّ عَقِيدَةٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ يَتَعَبَّدُ بِهِ الإِنْسَانُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَيْسَ مِماَّ جَاءَ فِي شَرِيعَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، فَالإِبْتِدَاعُ فِي الدِّينِ أَمْرُهُ خَطِيرٌ وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَفَاسِدُ عَظِيمَةٌ ، وَلِهَذَا حَذَّرَ اللهُ مِنْهُ قَالَ تَعَالَى ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
أَيُّهاَ المُسْلِمُونَ : مَا مِنْ مَوْضِعٍ فِي الشَّرِيعَةِ يُعْبَدُ بِهِ اللهُ وَيُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيْهِ إِلَّا وَعَصَا السُّنَّةِ مَرْكُوزٌ فِيهِ لِأَنَّ السُّنَّةَ هِيَ الطَّرِيقُ التِي تَعْبُرُ مِنْ خِلَالِهَا العِبَادَاتُ وَبِالتَّالِي فمَاَ مِنْ بِدْعَةٍ تُحْدَثُ إِلاَّ وَيَذْهَبُ مُقَابِلُهاَ سُنَّةٌ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مَا ابْتَدَعَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلاَّ نَزَعَ اللهُ عَنْهُمْ مِنَ السُّنَّةِ مِثْلَهَا )) فَالدِّينُ مِثْلُ حُرُوفِ الهِجَاء تَامَّةً وَكَامِلَةً وَسَابِغَةً عَلَى اللِّسَانِ العَرَبِيِّ وَمُسْتَوْعِبَةً لِلْقُرْآنِ وَالبَيَانِ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَزِيدَ فِيهَا وَلاَ يَنْقُصَ ، فَالحَصِيفُ يَعْرِفُ البِدْعَةَ كَمَا يَعْرِفُ الحَرْفَ الدَّخِيلَ عَلَى لُغَتِهِ وَلِسَانِهِ ، وَالبِدَعُ تَنْشُرُ الجَاهِلِيَّةَ وَتُنْبِتُ التَّفَرُّقَ وَتَخْلُقُ التَّمَزُّقَ وَالإِخْتِلَافَ فِي المُجْتَمَعَاتِ ، فَأَهْلُ الْبِدَعِ كُلٌّ يَنْتَصِرُ لِبِدْعَتِهِ ، فَتَتَفَرَّقُ جَرَّاءَ ذَلِكَ الأُمَّةُ الوَاحِدَةُ التِي أَمَرَنَا اللهُ بِالمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا،قَالَ تَعَالَى( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون)
أَيُّها المُسْلِمُونَ : نَحْنُ نَمْتَطِي نَاصِيَةَ شَهْرِ رَجَبَ المُحَرَّمُ ، وَنُوجِفُ أُولَى أَيَّامِهِ ، فَهُوَ مِنَ الأَشْهُرِ الأَرْبَعَةِ الحُرُمِ ، وَهِيَ ذُو القِعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ وَرَجَبُ ، وَالبِدَعُ دَائِماً تَظْهُرُ فِي مُحِيطِ العِبَادَاتِ كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالحَجِّ وَالعُمْرَةِ ، وَمِنَ البِدَعِ فِي هَذَا الشَّهْرِ ، مَا يَفْعَلُهُ الجَهَلَةُ مِنَ النَّاسِ حَيْثُ يَخُصُّونَهُ بِصِيَامِ بَعْضِ أَيَّامِهِ ، وَبِقِيَامِ بَعْضِ لَيَالِيهِ ، وَبِذَبْحِ الذَّبَائِحِ قُرْبَةً للهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخُصُّهُ بِعُمْرَةٍ ، وَيَرَى أَنَّهَا أَفْضَلُ مِنْ عُمْرَةٍ فِي رَمَضَانَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخُصُّهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَعْمَالِ التِي لَمْ تَرِدْ فِي الكِتَابِ وَلَا فِي السُّنَّةِ ، وَلَمْ يَفْعَلْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَصْحَابُهُ مِنْ بَعْدِهِ .
وَشَهْرُ رَجَبَ ، شَهْرٌ مِنَ الشُّهُورِ ، إِلاَّ أَنَّهُ مِنَ الأَشْهُرِ الحُرُمِ ، لاَ قِتَالَ فِيهِ ، أَمَّا خَصُّهُ بِنَوْعٍ مِنَ العِبَادَةِ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ ، فَهُوَ بِدْعَةٌ لَا أَصْلَ لَهَا صَاحِبُهاَ غَيْرُ مَأْجُورٌ .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ فِي اللهِ : وَمِنَ البِدَعِ المُحْدَثَةِ فِي مِثْلِ هَذَا الشَّهْرِ ، بِدْعَةُ الإِحْتِفَالِ بِمُنَاسَبَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ ، فَالمُبْتَدِعَةُ يَحْتِفِلُونَ بِهَذِهِ المُنَاسَبَةِ فِي لَيْلَةِ السَّابِعِ وَالعِشْرِينَ مِنْ رَجَبَ ، إِذْ يَجْتَمِعُونَ فِي المَسَاجِدِ ، وَيُلْقُونَ الخُطَبَ وَالمُحَاضَرَاتِ وَالكَلِمَاتِ وَيُضِيئُونَ المَصَابِيحَ ، وَالإِسْرَاءُ وَالمِعْرَاجُ ذَكَرَهُماَ اللهُ فِي القُرْآنِ ، وَيَجِبُ الإِيمَانُ بِهِمَا ، لَكِنَّ المَحْذُورَ هُوَ الإِحْتِفَالُ بِهِمَا ، فَهَذَا بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ ، فَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ المُسْرَى بِهِ ، وَلَمْ يَفْعَلْهُ أَصْحَابُهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُمْ أَحَبُّ النَّاسِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَيْلَةُ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ التِي يَحْتَفِلُونَ بِهَا ، أَصْلاً لَمْ تَثْبُتْ أَنَّهَا لَيْلَةُ السَّابِعِ وَالعِشْرِينَ ، بَلْ لَمْ تَثْبُتْ بِأَنَّهَا حَتَّى فِي شَهْرِ رَجَبَ ، وَلَا فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ ، وَلَا دَلِيلَ وَلَا فَاِئِدَةَ فَي تَعْيينِهَا فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاحْذَرُوا البِدَعَ وَأَهْلَ البِدَعَ ، وَتَمَسَّكُوا بِكَتَابِ رَبِّكُمْ ، وَبِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَفِيهِمَا النَّجَاةُ وَالفَوْزُ وَالفَلاَحُ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا ، ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).
أَيُّهَا الأِخْوَةُ فِي اللهِ : يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي حَدِيثِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاُكْم وَمُحْدَثَاتِ الأُمْورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) رَوَاُه الإمَامُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاودَ وَالتِّرمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، وَالأَحَادِيثُ فِي هَذَا المَعْنَى كَثِيرَةٌ.
وَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطَبِهِ : (( أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ محُمدٍ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهاَ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٍ )) وَالبِدْعَةُ فِي عَادَاتِ النَّاسِ مُبَاحَةٌ ، فِي أَكْلِهِمْ وِشُرْبِهِمْ وِسِائِرِ أُمُورِ حَيَاتِهِمْ ، وَأَمَّا فِي العِبَادَاتِ فَهِيَ مُحَرَّمَةٌ لِأَنَّ العِبَادَاتِ تَوْقِيفِيَّةٌ ، تَمَّتْ وَاكْتَمَلَتْ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ تَعَالَى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة:3]فَالزِّيَادَةُ أَوْ النُّقْصَاُنُ فِي شَرْعِ اللهِ بِدَعٌ مُضِلَّةٌ ، وَالبِدْعَةُ إِمَّا أَنْ تَكُونَ فِي أَصْلِ العِبَادَةِ كَمَنْ يُصَلِّي صَلَاةً لَا أَصْلَ لَهَا أَوْ أَنْ تَكُونَ فِي صِفَةِ العِبَادَةِ كَمَنْ يَضَعُ يَدَيْهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ فِي الصَّلَاةِ أَوْ أَنْ تَكُونَ زِيَادَةً فِي العِبَادَةِ المَشْرُوعَةِ كَمَنْ يُصَلِّي الظُّهْرَ خَمْسَ رَكَعَاتٍ ، أَوْ تَخْصِيصُ وَقْتٍ لَمْ يُخَصِّصْهُ الشَّارِعُ كَهَذِهِ البِدَعِ فِي شَهْرِ رَجَبَ وَشَعْبَانَ ، وَمَنْ يَحْتَفِلُ بِمَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ بِذِكْرَى الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ ، مِنْ إِخْوَانِنَا المُسْلِمِينَ فَهُوَ بِحُكْمِ عَادَةٍ رَسَخَتْ فِي مُجْتَمَعَاتِهِمْ ، وَأَلِفَهَا النَّاسُ ، وَيَجِبُ عَلَى مَنْ بَلَغَهُ بَيَانُ ذَلِكَ ، تَصْحِيحُ هَذَا المَفْهُومَ فِي مُجْتَمَعِهِ ، وَلاَ نَشُكُّ فِي حُبِّ هَؤُلَاءِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَوْ لَمْ يُحِبُّوهُ لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ لَكِنَّ حُبَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِي هَدْمِ دِينِهِ وَسُنَّتِهِ بِهَذِهِ البِدَعِ إِنَّمَا كَمَالُ حُبِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ بِاتِّبَاعِ شَرْعِهِ وَالتَّمَسُّكِ بِسُنَّتِهِ ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران(31) نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنْ أَهْلِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَمَاعَةِ المُسْلِمِينَ وَأَنْ يَنْصُرَ إِخْوَانَنَا أَهْلَ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَأَنْ يَنْشُرَ دِينَهُ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
المفضلات