النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: خطبة جمعة بعنوان ( أهمية القدوة في الدعوة )

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,686
    المشاركات
    1,686

    خطبة جمعة بعنوان ( أهمية القدوة في الدعوة )



    ( أهمية القدوة في الدعوة )

    الجمعة : 23 صفر 1445ه
    عبدالله بن فهد الواكد
    جامع الواكد بحائل

    الْخُطْبَةُ الأُولَى
    الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَيَّنَنَا بِالإِيمَانِ، وَكَرَّهَ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، دَعَا إِلَى الشَّرْعِ الْمُنِيرِ، وَحَذَّرَ مِنَ الْفِتَنِ وَالتَّكْفِيرِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
    أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
    أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: الإسلامُ جوهرةٌ ثمينةٌ ودرةٌ عتيقةٌ ، يرى الناسُ جمالهَا من جوانبَ عديدةٍ ففي جوهرةِ الإسلامِ الأخلاقُ والمعاملاتُ والعلاقاتُ والعباداتُ والإعتقادُ ، وأولُ ما يَرَى الكافرُ من دينِنا هو الأخلاقَ والمعاملاتِ ، فهي البوابةُ الأولى لهذا الدينِ قالَ تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) هذا الكلامُ قالَهُ ربُّ العالمينَ لأفضلِ الخلقِ نبيِّهِ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فكيفَ بمنْ دونَهُ ، لا يمكنُ أنْ يكونَ هذا الدينُ العظيمُ الذي كسىَ الأرضَ وغمرَ شعوبَها بشآبيبِ الرحمةِ والسلامِ ، لا يمكنُ أنْ يتجردَ منْ تلكَ القيمِ اللامعةِ على كسائِهِ المهيبِ ، كيفَ يكونُ دينٌ بلا أخلاقٍ ولا رحمةٍ ولا معاملةٍ حسنةٍ ، قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ( إنما بُعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ ) كانَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أفضلَ الناسِ أخلاقاً ، وأحسنَهُم معاملةً ، وأوفرَهُم رغبةً في دخولِ الناسِ في دينِ اللهِ ، لَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ بِرِسَالَةٍ عَظِيمَةٍ؛ تُحَقِّقُ للأمةِ الْخَيْرَ وَالسَّعَادَةَ ، وَتَكْفُلُ لَها السَّلاَمَ وَالْوِئَامَ، وَالرَّاحَةَ وَالاِطْمِئْنَانَ، وحملَ هذهِ الرسالةَ العظيمةَ أصحابُهُ من بعدِهِ ثم التابعونَ ومن تبعَهُم بإحسانٍ ، ففتحوا الديارَ ومصَّروا الأمصار َ، ونشرُوا هذهِ الرسالةَ العظيمةَ في مشارقِ الأرضِ ومغاربهِا ، وحفظَ اللهُ بهم الكتابَ والسنةَ ، ودرسَ اللهُ بهم غياهبَ الشركِ والضلالِ ، وصارَ الأمرُ في هذا الزمانِ إلينا ، فنحنُ أمةُ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، ونصيبنُا من هذا الميراثِ العظيمِ هو دعوةُ الناسِ لدينِهِ ، وتعليمُهُم شَرعَهُ ، حينما نمثِّلُ الإسلامَ بأخلاقِنا وتعامُلِنا ورحمتِنا وشفقتِنا ، حينَها نكونُ دعاةً لدينِ اللهِ بل ومن طلائعِ أهلِ الدعوةِ ، وأشدِّها جذباً لهذا الدينِ العظيمِ ،
    أيها المسلمون : إمرأةٌ يهوديةٌ في فرنسا ، في الآونةِ الآزفةِ ، أرسلتْ رسالةً إلى إمامِ مسجدٍ هناكَ فقالتْ لهُ أنا امرأةٌ يهوديةٌ ولكنني لستُ متعصبةً ضدَّ الإسلامِ ولكنني قرأتُ في كتبكُم أن نبيَّكم محمداً صلى اللهُ عليه وسلمَ كانَ لهُ جارٌ يهوديٌّ ، فمرِضَ هذا الشابُ اليهوديُّ ، فعادَهُ رسولُكم صلى اللهُ عليه وسلمَ ، وقالَ له أسلمْ ، فأسلمَ ذلكَ الشابُ ، ثم قالتْ إنَّ رسولَكُم لم يناقشْ ذلكَ الشابُ ولم يذكرْ لهُ محاسنَ الإسلامِ إنما قالَ لهُ أسلمْ فأسلمَ ، أتدري لماذا أسلمَ بهذهِ السرعةِ ؟ فأجابتْهُ قائلةً : لأنهُ كانَ يرى من الرسولِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أموراً كثيرةً ، بحكمِ أنهُ جارُه ، حملتهُ هذهِ الأمورُ على أن يبادرَ للإسلامِ ، ثم قالتْ هذه اليهوديةُ لإمامِ المسجدِ : ونحنُ نريدُ أنْ نرى منكم شيئاً يدعونا إلى دينِكُم لنُسلمَ ، فمالذي رأى مناَّ غيرُ المسلمينَ في التعاملِ والأخلاقِ والصدقِ والرحمةِ ، ألا يجدرُ بنا أنْ نحملَ هذهِ الرسالةَ العظيمةَ ، ونُبَلِّغُها ولو بأخلاقِنا ، دعُوا غيرَ المسلمينَ يرونَ مناَّ أخلاقَ الأنبياءِ ، واللهِ إنهُ يوجدُ بيننَاَ ونحنُ مسلمونَ مَن يستكثرُ أنْ يتبسمَ في وجهِ أخيهِ أو يُسلمَ عليهِ ، والتبسمُ والسلامُ فيهما أجرٌ وصدقةٌ ، وكما ترونَ الإعلامَ الغربيَّ شوَّهَ صورةَ الإسلامِ المشرقةِ واستغلَّ أزلاماً من بني جلدَتِنا ومِن شبابِنا في تشويهِ صورةِ الإسلامِ ، حتى ظنَّ كثيرٌ ممن يعيشونَ أطرافَ المعمورةِ ، أنَّ ديننَا دينُ قسوةٍ وظلمٍ وقتلٍ وسفكِ دماءٍ وتفجيرٍ وتدميرٍ ، لا شكَّ أنَّ من لا يعرفُ حقيقةَ الإسلامِ سينفُرُ منهُ ومِن أهلِهِ ،
    أيها المسلمونَ : أيها الشبابُ : أشعرتُمْ بعظمِ المسئوليةِ ، نعمْ أنا وأنتَ وأنتَ كلُّناَ مسؤولونَ أمامَ اللهِ عز وجل عن تقصيرِنا في هذا الجانبِ ، ماذا قدَّمْناَ لهذا الدينِ ، وليسَ واللهِ أعظمُ شأناً وأحسنُ قولاً منَ الدعوةِ إلى اللهِ قالَ تعالى ( ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )
    بارك اللَّهُ لي ولكم بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَ نَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ
    أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

    الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
    أَيُّهَا الْمُسلمون: إِنَّ أَوْلَى مَا نَتَوَاصَى بِهِ هو تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاتِّبَاعُ سُنَّةِ رَسُولِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، ولْنعلَمْ أيُّها المسلمونَ أنَّ واجبَناَ حيالَ ما سمعناهُ في الخطبةِ الأولى أمرانِ :
    الأمرُ الأولُ : هوَ الأخلاقُ الفاضلةُ والتعاملُ الحسنُ وعدمُ الظلمِ وبخسِ الحقوقِ تجاهَ المسلمينَ وغيرِ المسلمينَ فكمْ منْ كافرٍ ومشركٍ دخلوا الإسلامَ بفضلِ اللهِ ثمَّ بفضلِ ما رأوهُ بيننَا منْ العدلِ والإيثارِ التراحمِ والتلاحمِ والأخلاقِ الكريمةِ والكرمِ والمروءة ِ
    الأمرُ الثاني : أنْ نقفَ جميعاً بما نستطيعُ ، لنشرِ صورةِ الإسلامِ المشرقةِ من خلالِ الإنترنتِ والوسائلِ المتاحةِ والردِّ على كلِّ الإفتراءاتِ المغرضةِ على دينِنا وأمتِنا وأوطانِنا وذلك بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ والمجادلةِ بالتي هيَ أحسنُ فليسَ بينَكَ وبينَ منْ تجادِلُهُ أو تحاورُهُ إلا بيانُ الحقِّ ودحضُ الباطلِ ولنكُنْ مرغِّبينَ لا منفِّرينَ ميسِّرينَ لا معسِّرينَ فأنتَ أيُّها المسلمُ على ثغرةٍ من ثغورِ هذا الوطنِ العزيزِ تذودُ عنهُ وتحفظُ حقوقَهُ وتقفُ في وجهِ مَنْ يريدُ النيلَ منهُ حفظَ اللهُ بلادَنا وولاةَ أمرنِا وجنودَنا وأمتَنا من كلِّ سوءٍ
    هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).



    الملفات المرفقة


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان ) عام 1440 هـ
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2019, 16:54
  2. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان 1437 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-06-2016, 22:35
  3. خطبة جمعة بعنوان ( شتان بين الدعوة للإسلام وتكفير المسلمين )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-03-2016, 19:08
  4. خطبة جمعة الغد بعنوان ( أول جمعة في رمضان ) 1436/9/2هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-06-2015, 15:01
  5. خطبة جمعة : أهمية اللغة العربية ومكانتها
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-12-2014, 12:16

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته