الخُطْبَةُ الأُولَى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ خَلَقَنَا اللهُ لِعِبَادَتِهِ، وَرَزَقَنَا رِزْقًا نَسْتَعْمِلُهُ فِي طَاعَتِهِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: 56- 58].
وَمِنْ نِعَمِهِ عَلَيْنَا أَنْ أَرْسَلَ رَسُولاً إِلَيْنَا يَدُلُّنَا عَلَى الطَّرِيقِ الصَّحِيحِ الْمُوصِلِ إِلَى مَرْضَاةِ رَبِّنَا وَجَنَّاتِهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا﴾ [المزمل: 15].
وَمِنْ سَعَةِ فَضْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَكَرِيمِ عَطَائِهِ عَلَى عِبَادِهِ: أَنْ جَعَلَ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ مَيْدَانًا فَسِيحًا، تَنَوَّعَ فَضْلُهَا، وَحُصُولُ الأَجْرِ عَلَيْهَا؛ فَهِيَ مَا بَيْنَ عِبَادَاتٍ ظَاهِرَةٍ مُشَاهَدَةٍ؛ كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَأَعْمَالِ الْمَنَاسِكِ، وَالْجِهَادِ وَغَيْرِهَا، وَأَعْمَالٍ خَفِيَّةٍ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ، لاَ يَعْلَمُ بِهَا إِلاَّ اللهُ، فَهِيَ خَفَايَا الأَعْمَالِ، وَخَبَايَا الطَّاعَاتِ الَّتِي يَتَحَقَّقُ فِيهَا الإِخْلاَصُ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا الْقَبُولُ، وَيَكُونُ مِنْ ثِمَارِهَا: صَلاَحُ الْقَلْبِ، وَزَكَاةُ النَّفْسِ، وَثَبَاتٌ عَلَى الدِّينِ، وَمَحَبَّةُ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ وَقَدْ حَثَّ اللهُ فِي كِتَابِهِ عَلَى خَفَايَا الأَعْمَالِ، وَمَدَحَ أَهْلَهَا؛ فَقَالَ: ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 16 - 17].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [البقرة: 271].
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: «فِيهِ دَلاَلَةٌ عَلَى أَنَّ إِسْرَارَ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ مِنْ إِظْهَارِهَا؛ لأَنَّهُ أَبْعَدُ عَنِ الرِّيَاءِ، إِلاَّ أَنْ يَتَرَتَّبَ عَلَى الإِظْهَارِ مَصْلَحَةٌ رَاجِحَةٌ، مِنِ اقْتِدَاءِ النَّاسِ بِهِ، فَيَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ».
وَعَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ» [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة].
وَخَفَايَا الأَعْمَالِ وَخَبَايَاهَا هِيَ كُلُّ طَاعَةٍ فِي السِّرِّ، لاَ يَطَّلِعُ عَلَيْهَا إِلاَّ اللهُ، كَرَكَعَاتٍ تَرْكَعُهَا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، أَوْ تِلاَوَاتٍ وَخِتْمَاتٍ لِكِتَابِ اللهِ، أَوْ صَدَقَةٍ تُخْفِيهَا، أَوْ كُرْبَةٍ تُفَرِّجُهَا، أَوْ رِعَايَةِ يَتِيمٍ أَوْ أَرْمَلَةٍ، أَوِ اسْتِغْفَارٍ بِالأَسْحَارِ، أَوْ دَمْعَةٍ فِي خَلْوَةٍ مِنْ خَشْيَةِ الْقَهَّارِ، أَوْ إِصْلاَحٍ فِي السِّرِّ بَيْنَ النَّاسِ، أَوْ صِيَامٍ لاَ يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. وَقَدْ وَرَدَ فِي صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ:
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ: الَّذِي إِذَا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ وَإِمَّا أَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ وَيَكْفِيَهُ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا كَيْفَ صَبَرَ لِي بِنَفْسِهِ، وَالَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حَسَنَةٌ، وَفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ فَيَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ: يَذَرُ شَهْوَتَهُ فَيَذْكُرُنِي وَلَوْ شَاءَ رَقَدَ، وَالَّذِي إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ مَعَهُ رَكْبٌ فَسَهِرُوا ثُمَّ هَجَعُوا، فَقَامَ مِنَ السَّحَرِ فِي سَرَاءَ وَضَرَّاءَ»
[حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ –ذكر منهم- رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ»
[ متفق عليه].
وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ» [رواه مسلم].
اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلَنَا كُلَّهُ صَالِحًا، وَاجْعَلْهُ لِوَجْهِكَ خَالِصًا، وَلاَ تَجْعَلْ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فِيهِ شَيْئًا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْخَبِيئَةَ الصَّالِحَةَ هِيَ عِبَادَةٌ تَفْعَلُهَا وَلاَ تُطْلِعُ عَلَيْهَا أَحَدًا مِنَ الْخَلْقِ ؛ تُبْقِيهَا لَكَ ذُخْرًا إِلَى يَوْمٍ تُبْلَى فِيهِ السَّرَائِرُ! وَهِيَ دَلِيلٌ عَلَى الصِّدْقِ وَالإِخْلاَصِ، وَهِيَ لاَ تَخْرُجُ إِلاَّ مِنْ قَلْبٍ سَلِيمٍ، قَدْ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ، وَرَغِبَ فِيمَا عِنْدَهُ، فَأَخْفَى عَمَلَهُ، وَتَجَرَّدَ لِخَالِقِهِ، فَكَانَتْ سَبَباً فِيِ قَبُولِهَا وَحُبِّ اللهِ لَهَا ، وَجَعْلِ مَحَبَّةِ النَّاسِ لِأَصْحَابِهَا ؛ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ -رَحِمَهُ اللهُ-: « مَا رَأَيْتُ رَجُلًا ارْتَفَعَ مِثْلَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ -أي: لِمَا لَهُ مِنَ الْمَحَبَّةِ وَالْهَيْبَةِ فِي قُلُوبِ النَّاسِ- لَيْسَ لَهُ كَثِيرُ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ إِلَّا أَنْ تَكُونَ لَهُ سَرِيرَةٌ»
[حلية الأولياء لأبي نعيم :6/ 330].
وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مَنْ يُكْثِرُ الصَّلاَةَ وَالصَّوْمَ وَالصَّمْتَ، وَيَتَخَشَّعُ فِي نَفْسِهِ وَلِبَاسِهِ، وَالْقُلُوبُ تَنْبُو عَنْهُ، وَقَدْرُهُ فِي النُّفُوسِ لَيْسَ بِذَاكَ، وَرَأَيْتُ مَنْ يَلْبَسُ فَاخِرَ الثِّيَابِ، وَلَيْسَ لَهُ كَبِيرُ نَفْلٍ وَلاَ تَخَشُّعٍ، وَالْقُلُوبُ تَتَهَافَتُ عَلَى مَحَبَّتِهِ، فَتَدَبَّرْتُ السَّبَبَ، فَوَجَدْتُهُ السَّرِيرَةَ!
فَمَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ فَاحَ عَبِيرُ فَضْلِهِ، وَعَبِقَتِ الْقُلُوبُ بِنَشْرِ طِيبِهِ، فَاللهَ اللهَ فِي السَّرَائِرِ، فَإِنَّهُ مَا يَنْفَعُ مَعَ فَسَادِهَا صَلاَحٌ ظَاهِرٌ».
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ: «لَقَدْ أَدْرَكْتُ رِجَالًا كَانَ الرَّجُلُ يَكُونُ رَأْسُهُ مَعَ رَأْسِ امْرَأَتِهِ عَلَى وِسَادَةٍ وَاحِدَةٍ، قَدْ بَلَّ مَا تَحْتَ خَدِّهِ مِنْ دُمُوعِهِ، لا َتَشْعُرُ بِهِ امْرَأَتُهُ، وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ رِجَالاً يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي الصَّفِّ فَتَسِيلُ دُمُوعُهُ عَلَى خَدِّهِ وَلاَ يَشْعُرُ بِهِ الَّذِي إِلَى جَانِبِهِ» [حلية الأولياء لأبي نعيم :2/ 347].
وَعَنِ امْرَأَةُ حَسَّانَ بْنِ أَبِي سِنَانٍ قَالَتْ: «كَانَ يَجِيءُ فَيَدْخُلُ مَعِي فِي فِرَاشِي ثُمَّ يُخادِعُنِي كَمَا تُخادِعُ الْمَرْأَةُ صَبِيَّهَا، فَإِذَا عَلِمَ أَنِّي قَدْ نِمْتُ سَلَّ نَفْسَهُ فَخَرَجَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي» قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، كَمْ تُعَذِّبُ نَفْسَكَ! ارْفُقْ بِنَفْسِكَ، قَالَ: «اسْكُتِي وَيْحَكِ، فيُوشِكُ أَنْ أَرْقُدَ رَقْدَةً لاَ أَقُومُ مِنْهَا زَمَانًا»
[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ].
هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وَقَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» [رَوَاهُ مُسْلِم]