النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: خطبة جمعة بعنوان ( لمن استطاع اليه سبيلا )

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,680
    المشاركات
    1,680

    خطبة جمعة بعنوان ( لمن استطاع اليه سبيلا )



    خطبة : لمن استطاع اليه سبيلا

    الخطبة الأولى
    إنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَاِديَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيرًا،
    أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ القَائِلَ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
    أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إِنَّ الحَجَّ مِنْ أَفْضَلِ العِبَادَاتِ التِي شَرَعَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ الرُّكْنُ الخَامِسُ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ ، فَرَضَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِبَادِهِ ، وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَهُ مَقْرُوناً بِالإِسْتِطَاعَةِ ، قَالَ تَعَالَى ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) وَفِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيْهِ ( بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَحَجِّ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ لِمَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) وَمِنْ تَيْسِيرِ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنَّهُ أَوْجَبَ الحَجَّ عَلَى المُسْلِمِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي عُمُرِهِ ، وَرَبَطَ ذَلِكَ بِالإِسْتِطَاعَةِ ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلاَمُ ( الحَجُّ مَرَّةً ، فَمَا زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ ) وَقَدْ ذَكَرَ العُلَمَاءُ أَنَّ مِنْ شُرُوطِ الحَجِّ ، تَخْلِيَةُ الطَّرِيقِ ، وَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِالتَّعَاوُنِ عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يُلْقُوا بِأَيْدِيهِمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ،
    أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : وَمِنَ القَوَاعِدِ المُقَرَّرَّةِ عِنْدَ العُلَمَاءِ : أَنَّ السَّلَامَةَ مِنْ إِثْمِ الحَرَامِ ، مُقَدَّمَةٌ عَلَى اكْتِسَابِ مَثُوبَةِ النَّفْلِ .
    وَلَا يَخْفَى مَا يَحْصُلُ مِنْ الحُجَّاجِ المُتَنَفِّلِينَ الذِينَ حَجُّوا حَجَّةَ الفَرِيضَةِ ، مِنْ التَّضْيِيقِ عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ المُسْلِمِينَ المُفْتَرِضِينَ وَإِيذَائِهِمْ ، وَمُزَاحَمَةِ المَكَانِ عَلَيْهِمْ ، وَحُصُولِ المَشَقَّةِ وَالمَهَالِكِ فِي مَوَاطِنِ المَنَاسِكِ وَالمَشَاعِرِ ،
    أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : المُتَأَمِّلُ لِحَالِ النَّاسِ اليَوْمَ ، يَرَى العَجَبَ ، فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا فِي بَابِ النَّوَافِلِ إِلَّا الحَجَّ ، فَيَا أَخِي المُسْلِمُ : إِنْ كَانَ لَدَيْكَ مِنْ المَالِ مَا تَسْتَطِيعُ الحَجَّ بِهِ ، وَأَنْتَ قَدْ أَدَّيْتَ فَرِيضَةَ الحَجِّ ، وَتُرِيدُ الأَجْرَ وَالثَّوَابَ مِنْ اللهِ ، فَأَعْطِ هَذَا المَالَ لِمَنْ لَمْ يَحُجْ لِيَحُجَّ بِهِ ، فَيَكُونَ لَكَ أَجْرُ عَظِيمٌ ، فَالدَّالُ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ ، وَيَكُونُ لَكَ أَجْرُ العَوْنِ وَالمُسَاعَدَةِ ، فَاللهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا دَامَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ، وَلَكِ أَجْرُ التَّوْسِعَةِ عَلَى إِخْوَانِكَ المُسْلِمِينَ فِي المَشَاعِرِ ، أَبْوَابُ الخَيْرِ كَثِيرَةٌ جِداً ، فَلِمَاذَا نَخْتَزِلُ الخَيْرَ فِي الحَجِّ ، وَالمُؤْمِنُ البَصِيرُ هُوَ مَنْ يَخْتَارُ مِنْ أَعْمَالِ الخَيْرِ مَا يَلِيقُ بِحَالِهِ وَوَاقِعِهِ ، وَمَا يَكُونُ أَرْفَقَ بِزَمَانِهِ وَمَكَانِهِ ، وَلَا يَتَجَشَّمُ أُمُوراً قَدْ يَأْثَمُ فِيهَا ، كَمَا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى مَنْ أَرَادَ الحَجَّ الحُصُولُ عَلَى تَصْرِيحٍ لِلْحَجِّ ، لِئَلَّا يَقَعَ فِي حَرَجٍ وَمُسَاءَلَةٍ ، فَالتَّعْلِيمَاتُ التِي صَدَرَتْ بِذَلِكَ صَارِمَةٌ ، حِفَاظاً عَلَى أَمْنِ الحُجَّاجِ وَسَلَامَتِهِمْ ،

    وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى ،
    أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَلِيَّ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .



    الخطبة الثانية
    أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : الحَجُّ عِبَادَةٌ بَدَنِيَّةٌ ، يُطْلَبُ مِنْ العَبْدِ فِعْلُهَا بِنَفْسِهِ ، إِنْ اسْتَطَاعَ ذَلِكَ ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ، فَقَدْ جَاءَتْ السُّنَّةُ بِجَوَازِ الإِسْتِنَابَةِ فِيهِ ، وَذَلِكَ فِي الفَرِيضَةِ ، وَفِي حَالِ اليَأْسِ مِنْ فِعْلِهَا ، وَذَلِكَ لِمَا وَرَدَ فِي البُخَاريِّ ، مِنْ حَدِيثِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا ( أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَارَسُولَ اللهِ ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ الحَجَّ ، أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخاً كَبِيراً ، لَا يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ ؟ قَالَ نَعَمْ ) وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ ( أَنَّ امْرَأةً قَالَتْ يَارَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ ، وَلَمْ تَحُجْ حَتَّى مَاتَتْ ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا ؟ قَالَ نَعَمْ ، قَالَ اقْضُوا حَقَّ اللهِ ، فَاللهُ أَحَقُّ بِالوَفاَءِ ) وَلَا فَرْقَ بَيْنَ مَا كَانَ أَصْلاً فِي الشَّرِيعَةِ ، وَمَا أَوْجَبَهُ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ ، بِنَذْرٍ أَوْ نَحْوِهِ ، وَهَذَانِ الحَدِيثَانِ يَدُورَانِ حَوْلَ حَجَّةِ الفَرِيضَةِ ، وَحَجَّةِ النَّذْرِ وَهُوَ مَا أَوْجَبَهُ العَبْدُ عَلَى نَفْسِهِ بِنَذْرِهِ ،
    وَهُنَا إِنْتَبِهُوا أَيُّها المُسْلِمُونَ ، لَا بَأْسَ بِالإِنَابَةِ فِي الحَجِّ ، فِي حَجَّةِ الفَرِيضَةِ وَحَجَّةِ النَّذْرِ فَقَطْ وَأَمَّا حَجُّ التَّطَوُّعِ ، وَهُوَ الزَّائِدُ عَنْ الفَرِيضَةِ ، فَلَا يَنْبَغِي الإِنَابَةُ فِيهِ ، لِأَنَّ النَّاسَ قَدْ تَسَاهَلُوا ، فِي التَّوْكِيلِ فِي حَجِّ التَّطَوُّعِ ، ، وَقَدْ مَنَعَ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ ، فِي إِحْدَى رِوَايَتَيْنِ عَنْهُ ، مِنْ تَوْكِيلِ القَادِرِ ، شَخْصاً آخَرَ يَحُجُّ عَنْهُ تَطَوُّعاً ، وَلَا يَصْلحُ التَّسَاهُلُ فِي ذَلِكَ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ ، وَأَمَّا حَجَّةُ الفَرِيضَةِ فَتَعَجَّلُوهَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تَعَجَّلُوا الحَجَّ ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ ) نَسْألُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَ المُسْلِمِينَ لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ ، هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ فَقَاَلَ ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)



    الملفات المرفقة


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( من استطاع إليه سبيلا )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-06-2021, 02:43
  2. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان ) عام 1440 هـ
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2019, 16:54
  3. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان 1437 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-06-2016, 22:35
  4. خطبة جمعة بعنوان ( لمن استطاع إليه سبيلا )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-09-2015, 04:08
  5. خطبة جمعة الغد بعنوان ( أول جمعة في رمضان ) 1436/9/2هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-06-2015, 15:01

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته