النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: خطبة جمعة بعنوان ( السبع الموبقات )

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,680
    المشاركات
    1,680

    خطبة جمعة بعنوان ( السبع الموبقات )



    الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً كَثِيرَاً طَيِّبَاً مُبَارَكَاً فِيهِ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلالِ وَجْهِهِ وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِهِ , وَأَشْهَدُ أَنْ لاإِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدَاًعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , بَلَّغَ الرِّسَالَةَ وَأَدَّى الأَمَانَةَ وَنَصَحَ الأُمَّةَ وَكَشَفَ اللهُ بِهِ الْغُمَّةَ وَجَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِين , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً إِلَى يَوْمِ الدِّين .
    أَمَّا بَعْدُ : فِإِنَّ دِينَنَا مَبْنِيٌّ عَلَى فِعْلِ أَوَامِرِ اللهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ , فَلا تَتِمُّ نَجَاتُنَا إِلَّا بِهَذَيْنِ الأَمْرَيْنِ , وَلِذَلِكَ كَثُرَتْ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الأَوَامِرُ وَالنَّوَاهِي , وَهَذَا هُوَ مُقْتَضَي رُبُوبِيَّةِ اللهِ لَنَا أَنْ يَأَمُرَنَا وَيَنْهَانَا , وَمُقْتَضَى عُبُودِيَّتِنَا لَهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ نُطِيعَهُ فِي أَوَامِرِهِ امْتِثَالاً وَفِي نَوَاهِيهِ اجْتِنَابَا .
    وَفِي هَذِهِ الْخُطَبِةِ بِإِذْنِ اللهِ سَوْفَ نَتَنَاوَلُ حَدِيثَاً عَظِيمَاً جَمَعَ سَبْعَاً مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ الْمُوبِقَةِ وَالْمَنْهِيَّاتِ الْمُهْلَكِة
    أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ رَحِمَهُمَا اللهُ فِي صَحِيحِهِمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ (الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ،وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه .
    فَهَذَا حَدِيثٌ عَظِيمٌ عَجِيبٌ , حَذَّرَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّتَهُ مِنْ سَبْعَةِ أَعْمَالٍ تُوجِبُ لَهُمُ الْهَلاكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .
    -1- فَأَوُّلُهَا : الشِّرْكُ , وَهُوَ جَعْلُ شَرِيكٍ مَعَ اللهِ تَعَالَى فِي رُبُوبِيَّتِهِ أَوْ أُلُوهِيَّتِهِ أَوْ أَسْمَائِهِ أَوصِفَاتِهِ , وَالشِّرْكُ أَشَرُّ الذُّنُوبِ وَأَسْوَأُ الْعُيُوبِ وَمَا عُصِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذنب أَقْبَحَ وَلا أَسْوَأَ مِنْهُ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ ؟ قَالَ (أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَخَلَقَكَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه , وَإِنَّ الشِّرْكَ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ خَطِيرٌ جِدّا , فَلا نَأْمَنُ عَلَى أَنْفُسَنَا مِنْ أَنْ نَقَعَ فِيهِ , وَقَدْ خَافَهُ نَبِيُّ اللهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى نَفْسِهِ وَبَنِيهِ , وَخَافَهُ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَإِذْ قَال إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ)
    وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ) قَالُوا : وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ (الرِّيَاءُ )
    -2- وَأَمَّا الموبقة الثانية فهي السِّحْرُ : وهو ذَنْبٌ كَبِيرٌ وَشَرٌّ مُسْتَطِير , وَهُوَ قَرِينُ الشِّرْكِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ , وَسَمَّاهُ اللهُ كُفْرَاً فِي الْقُرْآنِ , فَالْمَلَكَانِ اللَّذَانِ أَنْزَلَهُمَا اللهُ عَزَّوَجَلَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَامْتِحَانَاً كَانَا يُعَلِّمَانِ النَّاسَ السِّحْرَ , وَلَكِنْ قَبْلَ التَّعْلِيمِ يُحَذِّرَانِ مِنْهُ , قَالَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا (وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ)
    وَتَبَرَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ السَّاحِرِ وَمِمَّنْ يَتَعَامَلُ مَعَهُ , فعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الحُصَيْنٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ ، أَوْتَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ , وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَحَسَّنَ إِسْنَادَهُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ رَحِمَهُ اللهُ .
    -3- أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَأَمَّا النُّفُوسُ الْمُحَرَّمُ قَتْلُهَا فَهِيَ أَرْبَعٌ : الْمُسْلِمُ وَالذِّمِّيُّ وَالْمُعَاهَدُ وَالْمُسْتَأْمِنُ , فَالذِّمَّيُّ هُوَ الذِي يَسْكُنُ فِي بِلادِ الْمُسْلِمِينَ بِشَكْلٍ دَائِمٍ وَيَدْفَعُ الْجِزْيَةَ , وَأَمَّا الْمُعَاهَدُ فَهُوَ كَافِرٌ مِنْ بِلادٍ كَافِرَةٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَلَدِهِ عَهْدٌ وَأَمَانٌ بِعَدَمِ الْحَرْبِ , وَدَخَل بِلادَنَا لِتِجَارَةٍ أَوْ غَيْرِهَا , وَأَمَّا الْمُسْتَأْمِنُ فَهُوَ شَخْصٌ وَاحِدٌ مِنْ بِلادٍ كَافِرَةٍ مُحَارِبَةٍ لَكِنْ دَخَلَ بِلادَنَا بِعَهْدٍ خَاصٍّ لِحَاجَةٍ كَتِجَارَةٍ أَوْ لِيَسْمَعَ الْقُرْآنَ أَوْ يَزُورَ قَرِيبَاً أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ أَصْنَافٍ وَهُمُ الذِّمِّيُّونَ وَالْمُعَاهَدُونَ وَالْمُسْتَأْمِنُونَ دِمَاؤُهُمْ مُحَرَّمَةٌ , وَوَاجِبٌ عَلَيْنَا حِفْظُ نُفُوسِهِمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلامِ , وَمَن اعْتَدَى عَلَيْهِمْ فَقَدْ وَقَعَ فِي مَهْلَكَةٍ مِنَ الْمُهْلِكَاتِ وَكَبِيرَةٍ مِنَ الْمُوبِقَاتِ بِنَصِّ هَذَا الْحَدِيثِ الذِي مَعَنَا , وَلِحَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللهُ عَنْهُما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ , وَإِنَّ رِيحَهَا لِيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًّا) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ
    وَأَمَّا حُرْمَةُ دَمِ الْمُسْلِمِ فَهِيَ أَبْيَنُ مِنْ أَنْ تُظْهَرَ وَأَوْضَحُ مِنْ أَنْ تُشْهَرَ , وَمَعَ الأَسَفِ فَقَد تَهَاوَنَ بَعْضُ النَّاسِ بِهَذَا الْجَانِبِ , وَمَا عَرَفَ أَنَّهُ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلْهَلاكِ الدُّنْيَوِيِّ وَالأُخْرَوِيِّ , وَقَدْ تَكَاثَرَتْ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فِي حُرْمَةِ الاعْتِدَاءِ عَلَى الْمُسْلِمِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
    وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِّيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا) رَوَاهُ البُخَارِيُّ .
    لَكِنْ إِنْ فَعَلَ الْمُسْلِمُ أَوْ غَيْرُهُ مِنْ مُعَاهَدٍ أَوْ ذِمِّيٍّ أَوْ مُسْتَأْمِنٍ مَايُبِيحُ سَفْكَ دَمِهِ فَإِنَّ وَلِيَّ الأَمْرِ هُوَ الذِي يَتَوَلَى ذَلِكَ وَليَسْ أَيُّ أَحَدٍ ,
    -4- أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَأَمَّا الرِّبَا فَبِئْسَ الطَرِيقُ وَسَاءَ السَبِيلُ لِتَحْصِيلِ الْمَالِ , وَهُوَ مِنْ أَشَدَّ الْمُحَرَّمَاتِ حَتَّى لَقَدْ تَكَاثَرَتْ نُصُوصُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فِي الْوَعِيدِ فِيهِ بِمَا لا يُعَادِلُ ذَنْبَاً مِثْلَهُ سِوَى الشِّرْكِ , قَال اللهُ تَعَالَى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَابَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)
    وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا ، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ ،وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ (هُمْ سَوَاءٌ)
    فَاحْذَرْ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ مِنَ الرَّبَا إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ النَّجَاةَ لِنَفْسِكَ , وَاعْلَمْ أَنَّ الرِّبَا لا يَزِيدُكَ إِلَّا فَقْرَاً وَلَنْ يُخَلِّصَكَ مِنَ الْحَاجَةِ التِي رُبَّمَا سَوَّلَ لَكَ الشَّيْطَانُ أَنَّكَ مُضْطَرٌ مَعَهَا إِلَى الرِّبَا , فَإِنْ تَرَدَّدْتَ فِي مُعَامَلَةٍ هَلْ هِيَ رِبَوِيَّةُ أَمْ لا فَاسْأَل أَهْلَ الْعِلْمِ , لِتَكُونَ عَلَى بَصِيرَةٍ فِي دِينِكَ وَعَلَى نُورٍ فِي بَيْعِكِ وَشِرِائِكِ .
    أَقُولُ مَاتَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرِّحِيمُ .





    الخطبة الثانية
    الحَمْدُ للهِ حَمْدَاً كَثِيرَاً طَيِّبَاً مُبَارَكَاً فِيهِ , أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّااللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وُرَسُولُهُ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً .
    -5- أَمَّا بَعْدُ : فَإِن الْيَتِيم هُوَ مَنْ مَاتَ أَبُوهُ وَلَمْ يَبْلُغْ , فِرِعَايَتُهُ وَالْقِيَامُ عَلَيْهِ مِنْ أَعْظَمِ الأَبْوَابِ الْمُقَرِّبَةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى , لِأَنَّهُ فَقَدَ كَاسِبَهُ وَمَنْ يُرَاعِيهِ وَيَحْمِيهِ , فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِي عَنْ سَهْلٍ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا ) وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا !!!
    فَإِذَا كَانَتْ كَفَالَتُهُ بِهَذَهِ الْمَثَابَةِ فَالتَّفْرِيطُ فِي حَقِّهِ وَأَكْلُ مَالِهِ مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)
    -5- وَأَمَّا التَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ , فَهُوَ هُرُوبُ الْمُسْلِمِ مِنَ الْكُفَّارِ وَقَدْ حَضَرَ الْمَعْرَكَةَ , فَإِذَا انْهَزَمَ وَهَرَبَ مِنْ أَعْدَائِهِ فَهَذَا مُحَرَّمٌ تَحْرِيمَاً شَدِيدَاً , لِأَنَّهُ يُوجِبُ قُوَّةَ الْكُفَّارِ وَإضْعَافَ الْمُسْلِمِينَ , وَالْوَاجِبُ هُوَ تَقْوِيَةُ الْمُسْلِمِينَ وَإِضْعَافُ الْكُفَّارِ وَلَيْسَ الْعَكْسُ , لَكِنْ إِنْ كَانَ هُرُوبُهُ مُخَادَعَةً أَوْ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَنْضَمَّ إِلَى فِرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُعِينُهُمْ أَوْ يُعِينُونَهُ فَلا بَأْسَ بِذَلِكَ , قَال رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَد بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)
    -6- أَمَّةَ الإِسْلامِ : وَالْمُوبِقَةُ السَّابِعَةُ هِيَ التَّلَفُّظُ بِأَلْفَاظٍ فِيهَا نِسْبَةُ الْمُسْلِمَةِ إِلَى الزِّنَا , بَيْنَمَا الْوَاقِعُ أَنَّهَا بَرِيئَةٌ مِنْ ذَلِكَ وَغَافِلَةٌ حَتَّى عَنْ مُجَرَّدِ التَّفْكِيرِ فِي هَذِهِ الْمَشِينَةِ , وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْجِنَايَات , لِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَشْوِيهَا لِسُمْعَتِهَا وَتَلْطِيخَاً لِعِرْضِهَا وَعِرْضِ أَهْلِهَا وَسُمْعَتِهِمْ , وَهَذَا الْحُكْمُ يَشْمَلُ الْمَرْأَةَ وَالرَّجُلَ , فَتُهْمَةُ الرَّجُلِ بِزِنَا أَوْ لِوَاطٍ كَبْيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ وَعَظِيمَةٌ مِنَ الْعَظَائِمِ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)
    فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ , وَاحْذَرُوا الذُّنُوبَ كَبِيرَهَا وَصَغِيرَهَا , وَلا سِيَّمَا هَذِهِ السَّبْعَ الوَارِدَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ , وَهِي : الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَال اليَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ .
    أيها المسلمون : صلوا على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه
    اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْمَاً نَافِعَا وَعَمَلاً صَالِحَاً مُتَقَبَّلاً , اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُبِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ , وَمِنْ نُفُوسٍ لا تَشْبَعُ وَمِنْ عُيُونٍ لاتَدْمَعُ وَمِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَع , اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاها وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنَّ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا , اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا , وَأَصْلِحْ لَنَادُنْيَانَا التِي فِيهَا مَعَاشُنَا وَأَصْلِحْ لَنَاآخِرَتَنَا التِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا .
    رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا , اللَّهُمَّ أَصْلِحْ وُلاةَ أَمْرِنَا وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلامِ وَاجْعَلْهُمْ هُدَاةً مُهْتَدِينَ



    الملفات المرفقة


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان 1442 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-05-2021, 05:09
  2. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان ) عام 1440 هـ
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2019, 16:54
  3. خطبة جمعة بعنوان ( أنا )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-01-2019, 02:06
  4. خطبة جمعة بعنوان ( آخر جمعة في رمضان 1437 )
    بواسطة الشيخ/عبدالله الواكد في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-06-2016, 22:35
  5. خطبة جمعة الغد بعنوان ( أول جمعة في رمضان ) 1436/9/2هـ
    بواسطة محمدالمهوس في المنتدى خطب جمعة جاهزة . . اطبع واخطب، منبر مضايف شمر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-06-2015, 15:01

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته