خطبة جمعة
بعنوان
الصلاة نور 1
كتبها
عبدالله فهد الواكد
جامع الواكد بحائل
الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ الذِي جَعَلَ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحَدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ : فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ القَائِلِ ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا المُسْلِمُونَ :
قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلاَمُ : " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ الصَّلَاةُ ، فَإِنْ صَلَحَتْ صَلَحَ سَائِرُ عَمَلِهِ ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ" صحيح الجامع
فَالصَّلَاةُ هِيَ عَمُودُ الدِّينِ ، لَهَا مَنْزِلَةٌ عَظِيمَةٌ ، وَأَهَمِّيَةٌ بَالِغَةٌ فِي الإِسْلَامِ وَفِي حَيَاةِ المُسْلِمِ ، وَهِيَ العِبَادَةُ الوَحِيدَةُ التِي لاَ تَسْقُطُ بِحَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ ، إِلاَّ فِي حَالِ فُقْدَانِ الوَعْيِ وَذَهَابِ العَقْلِ ، وَالصَّلَاةُ تُؤَدَّى جَمَاعَةً مَعَ المُسْلِمِينَ وَفِي المَسَاجِدِ قَالَ تَعَالَى: ( وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلوٰةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ ) [البقرة:43]. قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ: " أَمَرَهُمْ أَنْ يَرْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ يَقُولُ : كُونُوا مَعَهُمْ وَمِنْهُمْ "
وَلِعِظَمِ شَأْنِهَا ، شَرَعَ اللهُ بِنَاءَ المَسَاجِدِ لَهَا فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : ( فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ ) [النور:36] وَأَوَّلُ عَمَلٍ بَدَأَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ المَدِينَةَ بِنَاءُ المَسْجِدِ لِأَدَاءِ الصَّلَاةِ فِيهِ ، وَشَرَعَ اللهُ النِّدَاءَ لِلصَّلَاةِ مِنْ أَرْفَعِ مَكَانٍ وَبِأَعْلَى وَأَنْدَى صَوْتٍ ، وَقَدْ شَهِدَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِمَنْ يُحَافِظُ عَلَى الصَّلَاةِ فِي المَسَاجِدِ بِالإِيمَانِ حَيْثُ يَقُولُ سُبْحَانَهُ: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتَىٰ ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَعَسَىٰ أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ) [التوبة:18[
وَقَدْ أَخْبَرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الذِي يُدَاوِمُ عَلَى صَلَاةِ الجَمَاعَةِ وَقَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِهَا وَبِالمَسْجِدِ فَإِنَّهُ يَكُونُ فِي ظِلِّ اللهِ تَعَالَى يَوْمَ القِيَامَةِ فَذَكَرَ السَّبْعَةَ الذِينَ يُظِلُّهُمْ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ وَذَكَرَ مِنْهُمْ : ((وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ))
وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى المَشْيَ إِلَى صَلَاةِ الجَمَاعَةِ مِنْ أَسْبَابِ مَحْوِ السَّيِّئَاتِ وَزِيَادَةِ الحَسَنَاتِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ، قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولُ اللهِ قَالَ : إِسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إِلَى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ ، فذَلِكُمْ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ ).
وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : ((مَنْ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ الجَمَاعَةِ فَخَطْوَةٌ تَمْحُوا سَيِّئَةً ، وَخَطْوَةٌ تَكْتُبُ لَهُ حَسَنَةً ، ذَاهِباً وَرَاجِعاً)) أحمد 10/103
وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : ((بَشِّرْ المَشَّائِينَ فِي الظُلَمِ إِلَى المَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِ يَوْمَ القِيَامَةِ)) صحيح ابن ماجه. وَأَخْبَرَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ أَنَّ اللهَ يُعِدُّ نُزُلاً فِي الجَنَّةِ لِلْمُحَافِظِينَ عَلَى الجَمَاعَةِ ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : (( مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّة كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ)) متفق عليه وَإِذَا كَانَ هَذَا الأَجْرُ عَلَى الذَّهَابِ وَالإِيَابِ مِنْ المَسْجِدِ ، فَمَاذَا سَيَكُونُ الأَجْرُ وَالثَّوَابُ عَلَى أَدَاءِ الصَّلاَةِ فِي المَسْجِدِ ؟
فَاتقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ وَحَافِظُوا عَلَى الصَّلاَةِ قَالَ تَعَالَى : (قُلْ لِعِبَادِي الذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراً وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ) [إبراهيم:31].
بارك الله لكم في القرآن العظيم
الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ
أَمَّا بعدُ أيهاَ المسلمونَ : فأُوصيكُمْ ونفسِي بتقوَى اللهِ جلَّ وعلاَ القَائِلِ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : ((مَنْ صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ)) فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَحَافِظُوا عَلَى هَذِهِ الشَّعِيرَةِ العَظِيمَةِ ، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى أَفْضَلِ الخَلْقِ مُحَمَّدٍ
https://sites.google.com/view/www-al...1-1?authuser=0
المفضلات