خطبة جمعة بعنوان
( شتان بين الدعوة للإسلام وتكفير المسلمين )
17-5-1437
عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل
مع اقتباسات من خطبة خُطُورَةُ التَّكْفِيرِ (عن موقع الامارات للخطب )
الْخُطْبَةُ الأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَيَّنَنَا بِالإِيمَانِ، وَكَرَّهَ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، دَعَا إِلَى الشَّرْعِ الْمُنِيرِ، وَحَذَّرَ مِنَ الْفِتَنِ وَالتَّكْفِيرِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ بِرِسَالَةٍ عَظِيمَةٍ؛ تُحَقِّقُ للأمةِ الْخَيْرَ وَالسَّعَادَةَ ، وَتَكْفُلُ لَها السَّلاَمَ وَالْوِئَامَ، وَالرَّاحَةَ وَالاِطْمِئْنَانَ، وَكَانَ مِنْ أُسُسِ رِسَالَتِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ التَّصْدِيقُ بأَرْكَانِ الإِيمَانِ الَّتِي بَيَّنَهَا بِقَوْلِهِ:« الْإِيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» متفق عليه. فَمَنْ صَدَّقَ بِهَذِهِ الأَرْكَانِ فَهُوَ مُسْلِمٌ وَإِنْ قَصَّرَ فِي الْعَمَلِ، وَإنَّ الإِيمَانَ مَحِلُّهُ الْقَلْبُ، وَلاَ يَطَّلِعُ عَلَى مَا فِي الْقُلُوبِ إِلاَّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، وَلاَ يَجُوزُ التَّشْكِيكُ فِي إِسْلاَمِ مَنْ نَطَقَ بِالشَّهَادَةِ، فَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ أَدْرَكَ رَجُلاً يُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ فِي سَاحَةِ الْمَعْرَكَةِ، فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. فَطَعَنَهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ مِنْ ذَلِكَ، فَذَكَرهُ لِلنَّبِيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فَقَالَ:« أَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ ؟». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاَحِ. قَالَ:« أَفَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لاَ»( رواه مسلم).
فَلاَ يَجُوزُ تَكْفِيرُ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ, وَكَيْفَ يُكَفَّرُ وَقَدْ أَتَى بَأَفْضَلِ شُعَبِ الإِيمَانِ وَأَعْلاَهَا، قَالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ :« الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» متفق عليه.
عِبَادَ اللَّهِ: في الجمعةِ القريبةِ الماضيةِ ، وفي هذا الجامعِ ، أثلجَ صدورَنَا جميعاً إشهارُ خمسةٍ من المسلمينَ الجددِ إسلامِهِم ، فضجَّ هذا الجمعُ المباركُ بالتكبيرِ والتحميدِ والتهليلِ ، على منةِ اللهِ عليهِم وهدايتِهِ لهُم ، نسألُ اللهَ أنْ يباركَ بجهودِ مكاتبِ دعوةِ الجالياتِ ، وأنْ يجزيَهُم خيرَ الجزاءِ ، فأمْرُ الدعوةِ أمرٌ عظيمٌ ، فقد وردَ أنّهَ يومَ القيامةِ ( يأتي النبيُّ ومعه الرهطُ، ويأتي النبيُّ ومعهُ الرجلُ والرجلانِ، ويأتي النبيُّ وليسَ معهُ أحدٌ ) نحنُ أمةٌ أيها المسلمونَ ، شرَّفَنا اللهُ بالرسالةِ المحمديةِ ، ندعوا إلى اللهِ ، ويهدي بنا اللهُ الكفارَ إلى الإسلامِ ، قال تعالى : ( ومن أحسنُ قولاً ممن دعا إلى اللهِ وعملَ صالحاً وقال إنني منَ المسلمين ) مساجدُ اللهِ تقامُ فيها هذهِ الشعيرةُ العظيمةُ الصلاةُ ، وينشرُ منها الخير َ، وتبثُّ من منابِرِها الفضيلةَ ، مساجدُ اللهِ يجدُ بها المسلمونَ ما يُفرحُهُم ، ويقطفونَ فيها ثمارَ الخيرِ ، وتتغيرُ من خلالِها حياةُ أُسرٍ بأكمَلِها من الكفرِ والضلالِ إلى الإيمانِ والإسلامِ ، ليستِ المساجدُ للتفجيرِ والترويعِ والقتلِ والإرهابِ ، تسفكُ فيها دماءٌ ، وتُيَتَّمُ فيها أطفالٌ وتُرمَّلُ فيها نساءٌ ، نسألُ اللهَ العافيةَ ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ ، نحنُ لسنا أمةً نكفِّرُ المسلمينَ ، ولم يتعبدْنا اللهُ بذلكَ ،ِ فالتَّكْفِيرُ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ، وَهُوَ حَقٌّ لِلَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ، ، وإِنَّ أَكْبَرَ مَا يُوصَمُ بِهِ الْمُسْلِمُ اتِّهَامُهُ بِالْكُفْرِ، وَإِخْرَاجُهُ مِنْ مِلَّةِ الإِسْلاَمِ، وَقَطْعُ صِلَتِهِ بِالْمُسْلِمِينَ، التكفيرُ مزلَّةٌ عظيمةٌ ، كَمْ زَلَّتْ بِه أَقْدَامٌ، وَكم ضَلَّتْ به أَفْهَامٌ، وكم زاغتْ بهِ قلوبٌ وأحلامٌ ، وَكم خَاضَتْ به أَلْسِنَةٌ وَأَقْلاَمٌ، فَالْحَذَرَ الحذرَ مِنْ تَكْفِيرِ الْمُسْلِمِينَ ، الحذرَ الحذرَ أيُّها الشبابُ الطيبُ الكريمُ ، فقَدْ نَشَرَ التَّكْفِيرِيِّونَ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ، كفَّرُوا الْحُكَّامَ وَالْعُلَمَاءَ, وَالشُّعُوبَ وَالْمُجْتَمَعَاتِ، وَالْحُكُومَاتِ وَرجالَ الأمنِ ؛ وَاتَّخَذُوا مِنَ التَّكْفِيرِ ذَرِيعَةً لاِسْتِبَاحَةِ الدِّمَاءِ، وَمطيَّةً لانْتِهَاكِ الأَعْرَاضِ، وَنَهْبِ الأَمْوَالِ، هذه أوبئةٌ وأمراضٌ عقديةٌ وفكريةٌ ومنهجيةٌ ، فالأفكارُ والمناهجُ والعقائدُ ، تمرضُ وتصابُ بالأوبئةِ شأنُها شأنُ الأجسادِ ، فكَماَ انتشرَ وباءُ الجُدَريُّ والطاعونُ وغيرُها من الأوبئةِ التي فتكتْ بالملايينِ منَ البشرِ ، حتى يسَّرَ اللهُ لها علاجاً ناجعاً ، كذلكم هذهِ الأوبئةُ الفكريةُ والعقديةُ ، لكنَّها أشدُّ خطراً لأنَّ ضررَهَا في الدنيا والآخرةِ ، وَقَدْ بَدَأَ هَذَا الْوَبَاءُ الْفِكْرِيُّ مُنْذُ ظُهُورِ الْخَوَارِجِ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَفَّرُوهُ، وَامْتَدَّ هَذَا الْفِكْرُ خِلالَ العصورِ الماضيةِ ، كُلَّمَا ظهرَ في زمانٍ ومكانٍ ، أقامَ اللهُ لهُ من يَقصِمُ ظهرَهُ ، فما قامتْ لهُ قائمةٌ ، إِلَى أنْ تقاربت الدنيا ، والْتَمَّ شرقُها على غربِها ، بوسائلِ الإتصالاتِ ، وانجبذَتْ إلى هذا المنهجِ الضالِ والفكرِ المنحرفِ بَعْضُ العقولِ التي انْبَتَّ ربقُها عن سَويِّ الإعتقادِ ، وسليمِ المنهجِ ، واستحوذَ عليها الجهلُ الممزوجُ بالبعدِ عن العلماءِ ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ أَسْلاَفِهِمُ الْخَوَارِجِ، وَقَتَلُوا الأَنْفُسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَتَرَكُوا وَصِيَّةَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:« لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» متفق عليه.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ مِنَ التَّكْفِيرِ, وَاعْتَبَرَهُ مِثْلَ إِهْلاَكِ الْمُسْلِمِ وَقَتْلِهِ, وَذَلِكَ لِخُطُورَتِهِ وَجَسَامَتِهِ؛ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ:« مَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ»(البخاري). وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ :« أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا، إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ»(متفق عليه). وَهَذَا وَعِيدٌ عَظِيمٌ لِمَنْ كَفَّرَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
وَقَدَ سَارَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَلَى هَدْيِهِ، وَاقْتَبَسُوا مِنْ سِيرَتِهِ وَنَهْجِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يُحَذِّرُونَ النَّاسَ مِنَ التَّكْفِيرِ, وَيُنَفِّرُونَهُمْ مِنْهُ, فَعَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: هَلْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ أَيْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: كَافِرٌ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَكُنْتُمْ تَقُولُونَ: مُشْرِكٌ؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ.
وَسُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَيْهِ وَقَاتَلُوهُ: أَمُشْرِكُونَ هُمْ؟ فَقَالَ: هُمْ مِنَ الشِّرْكِ فَرُّوا. فَكُلُّ مَنْ كَفَّرَ مُسْلِمًا فَقَدْ تَجَاوَزَ حَدَّهُ, وَتَعَدَّى طَوْرَهُ, وَشَارَكَ اللَّهَ تَعَالَى فِي حَقِّهِ, وَنَازَعَهُ فِي أَمْرِهِ, لأَنَّ التَّكْفِيرَ حَقٌّ لِلَّهِ وَحْدَهُ. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ* وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ). بارك اللَّهُ لي ولكم بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَ نَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَيُّهَا الْمُسلمون: إِنَّ أَوْلَى مَا نَتَوَاصَى بِهِ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاتِّبَاعُ سُنَّةِ رَسُولِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وَالرُّجُوعُ إِلَى الْعُلَمَاءِ، فَهُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِسُؤَالِهِمْ وَمُرَاجَعَتِهِمْ فَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ). وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَخَذُوا الْعِلْمَ عَنْ أَكَابِرِهِمْ وَعَنْ أُمَنَائِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ, فَإِذَا أَخَذُوهُ مِنْ صِغَارِهِمْ وَشِرَارِهِمْ هَلَكُوا؛ لِأَنَّ العالمَ الشَّيْخَ الكبيرَ قَدْ زَالَتْ عَنْهُ حِدَّةُ الشَّبَابِ وَعَجَلَتُهُ, وَاسْتَصْحَبَ التَّجْرِبَةَ وَالْخِبْرَةَ، فَلَا تَدْخُلُ الشُّبْهَةُ فِي عِلْمِهِ, وَلَا يَغْلِبُ عَلَيْهِ الْهَوَى, وَلَا يَمِيلُ بِهِ الطَّمَعُ, وَلَا يَسْتَزِلُّهُ الشَّيْطَانُ.
وَحَرِيٌّ بِنَا أَنْ نكونَ دعاةً للدينِ ورعاةً للخيرِ ونَتَصَدَّى لِهَذَا الْفِكْرِ الدَّخِيلِ عَلَى أُمَّةِ الإِسْلاَمِ ، فَإِنَّهُ يُفَرِّقُ وَلاَ يُجَمَعُ, وَيَهْدِمُ وَلاَ يَبْنِي، وَأَنْ نَتَمَسَّكَ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِينِ, وَأنْ نحرصَ على وحْدَةِ بِلاَدِنَا, وأمنِ ديارِنا ، وَطَاعَةِ ولاةِ أمرِنا ، وَأَنْ نَدْعُوَ لَهُمْ بِالتَّوْفِيقِ وَالْفَلاَحِ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
المفضلات