القصة الحقيقية لإسلام الدكتور جاد الله القرآني
الحمد لله أحمده وأستعينه ، وأستغفره وأستهديه ، وأومن به ولا أكفره،وأعادي من يكفر به ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحقّ والنور والموعظة والحكمة على فترة من الرّسل ، وقلّة من العلم وضلالة من النّاس وانقطاع من الزّمان، ودنوّ من السّاعة ، وقرب من الأجل.
من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصي الله ورسوله فقد غوى وفرّط وضلّ ضلالا بعيدا .وإنّ خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضّه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله ، واحذروا ما حذّركم الله من نفسه فإنّ تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربّه ، عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة .
أمّا بعد عباد الله ، يقول المولى سبحانه عزّ وجلّ في محكم التنزيل :
{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (سورة القصص 56)
قصة فى هذا الزمان وليست من زمن الصحابة رضوان الله عليهم- هذه القصة لا تحتاج لعقولكم معنا فقط بل الى قلوبكم أيضاً .هذه القصـــــــة هى قصة حقيقية كما رواها أحد علماء الدين الثقاة ، قال :
"عام 1957 ..رجل بقال تركي مسلم يدعي عم (ابراهيم)عمره 50 عاما (تركي لا يعلم من العربية الكثير و هو لا يحمل من الشهادات كما نحمل) كان يمتلك دكانا للبقالة في عمارة تسكن بها أسرة يهودية في فرنسا.
كل صباح ترسل الأسرة ابنها (جاد)وعمره 7 أعوام لشراء البقالة و يذهب الطفل لشراء احتياجات الأسرة و لا ينسى أن يسرق قطعة شوكالاته من دكان عم ابراهيم.
و تستمر الأيام هكذا..حتي جاء يوم اشتري فيه جاد البقالة و نسي أن يـــســـــرق قطعة الشوكالاته و حينما همّ بمغادرة الدكان ناداه عم ابراهيم ممسكا بقطعة الشوكالاته و هو يقول له :"نسيت أن تأخذ معك قطعة الشوكالاته يا جــاد"..
فزع جاد و سأل عم إبراهيم"أكنت تراني كل يوم؟" أجابه عم إبراهيم " نعم و هذه هي قطعة اليوم اليوم " فوعده جاد ألا يسرق شوكالاته بعد ذلك و لكن عم إبراهيم قال:"عدني ألا تسرق أبدا لأنه يمكن تسرق و تظن أن من تسرقه لا يراك و هو يعلم جيدا ما تفعل..و لكن لأني احبك فلن أسلمك للشرطة".
فوعده جاد ألا يسرق أبدا و أصبح كل يوم يشتري البقالة ثم يأخذ قطعة شوكالاته و يقول لعم ابراهيم "لقد أخذت قطعة شوكالاته " ثم ينصرف.
من أجل هذا التعامل الرحيم توطدت العلاقة بين عم ابراهيم المسلم و جاد الطفل اليهودي.
توطدت العلاقة بين عم ابراهيم و جاد حتي أصبح جاد يحكي لعم ابراهيم كل أسرار البيت بل و كل مشاكله الشخصية (تخيلوا هذا) و كان عم ابراهيم يستمع لجاد بانتباه شديد ثم يفتح درج مكتبه و يخرج كتابا يطلب من جاد أن يمسكه ثم يغمض عينيه و يفتح الكتاب على أي صفحتين ثم يعطيهم لعم ابراهيم الذي يقرأ في صمت ثم يغلق الكتاب و يضعه في الدرج و يبدأ في مناقشة جاد حتي يصلا إلي حل للمشكلة.
مرت الأيام و السيناريو نفسه يتكرر باستمرار.. وكبر عم ابراهيم فصار عمره سبعا و ستين عاما ، و كبر جاد و صار ذي أربع و عشرين عاما و كبرت العلاقة بينهما.
و مات عم ابراهيم ..و في وصيته ترك لأبنائه صندوقا أمرهم أن يسلموه لجاد جارهم اليهودي.و توجه الفتية لجاد ليسلموه الصندوق و ليخبروه بوفاة عم ابراهيم .. وحينها بكى جاد كثيرا و نسي الصندوق و أخذ يهيم على وجهه في الشوارع حزنا على عم ابراهيم ..و نسي كل شيء عن الصندوق.
و مرت شهور حتى تعرض جاد لمشكلة كبيرة جدا..
أخذ جاد يفكر في حل فلم يجد ..فتذكر عم ابراهيم فقال في نفسه"اه لو كنت هنا يا عم ابراهيم كنت ستسمعني و كنت ستفتح الدرج و تخرج الكتاب و اغمض عيني و افتح الكتاب و تأخده تقرا الصفحتين و نجلس لنفكر في الحل"
و حينها تذكر صندوق عم ابراهيم فأحضره و فتحه فوجد الكتاب فأغمض عينيه و فتح الكتاب ثم فتح عينيه فإذا بها تقع علي اللغة العربية..هرع إلى صديقه التونسي و طلب منه أن يقرا الصفحتين ثم يعطيه الكتاب ففعل الصديق التونسي فأخذ جاد الكتاب و أخذ يفكر في مشكلته فإذا بالحل أمام عينيه .
و أخيرا سأل جاد صديقه التونسي ما هذا الكتاب؟ و كانت الإجابة هذا هو كتاب المسلمين..القرآن.
و أسلم جاد..و أصبح أسمه ال د. جاد الله القرآني .
و لمّا سئل : لماذا أسلمت ؟ قال : "علمت أن حل المشكلة لم يكن بواسطة عم ابراهيم و لكن كان في الكتـــــاب الذي يقرأه عم ابراهيم ..مات عم ابراهيم و ظل القران الكريم .. فأدركت أنه الحق".
و أصبح ال د.جاد الله القرآني أكبر داعية إسلامي في أوروبا حيث أسلم على يديه أكثر من ستة ألاف يهودي و مسيحي.
و بسؤاله عن أسعد أوقات حياته يقول د.جاد الله " حينما يسلم علي يدي إنسان" فيقال له: " بالطبع فلأن يهدي الله بك رجلا خير لك من الدنيا و ما عليها " فتكون إجابة د جاد الله "لا والله ..و لكن لشعوري وقتها أنني قد رددت جزء من جميل عم ابراهيم").
ويضيف : " ظل عم ابراهيم معي سبعة عشر عاما .. لم يخبرني ما الإسلام ..لم يقل لي أنت يهودي و أنا مسلم.. لم يقل لي أنت كافر.. لم يقل لي حتى ما الكتاب الذي افتحه".
( و لنا أن نتخيل ما كان ليحدث لو قال عم إبراهيم لجاد الطفل " أنت يهودي و كذا و كذا " و لكن صبر عم ابراهيم سبعة عشر عاما حتى مات و لم يكن يعلم هل يسلم جاد أم لا .. لقد و ضع عم ابراهيم البذرة و كان الإثمار بيد الله عز و جل
{ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (سورة يونس 25)
..و لعلنا نلاحظ كم من مرات وجدنا صديقا لا يصلي أو أختا لا ترتدي الحجاب و بعد أن ندعوهم شهرا أو شهرين نشعر بالملل و اليأس و نقول " لا فائدة ترجى منهم" بل و قد يتهمهم البعض بالكفر و الزندقة فينقلبوا أسوأ مما كانوا ..لقد ظل عم إبراهيم يدعو جاد للإسلام سبعة عشر سنة دون أن يقول له "أسلم".. لم يتعجل عم إبراهيم و لم ييأس .. ولكنه استطاع بمهارة فائقة أن يربط جاد بالقران.. وضع البذرة و جني الثمرة بعد وفاته..كان شعاره "على العبد السعي و ليس عليه إدراك النجاح" .. و كل من أسلم على يد د.جاد الله أخذ عم إبراهيم ثوابهم، ألم يقل الحق سبحانه وتعالى : { مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا } (سورة النساء 85)
بعد ذلك سافر د.جاد الله إلى إفريقيا للدعوة إلي الإسلام .. و بقي فيها عشرة أعوام ..أسلم علي يديه فيها أكثر من ستة ملايين شخص من قبائل الزولو ..نعم ستّة ملايين شخص..و لك أن تتخيل ثواب عم إبراهيم..
اللطيف في الموضوع أن د.جاد سأله البعض "لماذا تركت فرنسا و ذهبت إلي إفريقيا؟"
و كانت إجابته بابتسامة " أراد عم إبراهيم ذلك.." وأخرج د.جاد الله مصحف عم إبراهيم و فتح أول صفحة حيث استقر على جلدة المصحف رسما بالقلم الرصاص لقارة إفريقيا و قد كتب تحتها.." ادع إلي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة" الإمضاء..."عم إبراهيم".
و توفي د.جاد الله عام 2003 متأثرا بما أصابه في أفريقيا من أمراض عن عمر يناهز 55 عام تقريبا.
و لنا أن نسأل بعد ذلك: "هل تعلمون من آخر من أسلم على يدي د.جاد الله؟
كانت أمه د/ مريام ..نعم ..أسلمت و هو يموت على ذراعها في المستشفي..كان عندها 72 عاما وقتها .. و لما سألت عن سبب تأخر
إسلامها قالت:
"كنت منذ أسلم جاد في حرب مع عم إبراهيم لأعيد جاد إلي اليهودية.. كل هذه الأعوام كنت سأجنّ حين أسأل نفسي كيف سيطر عم إبراهيم الجاهل البقال التركي بعد أن مات على ابني و أنا اليهودية الفرنسية أستاذة علم الاجتماع بالجامعة لا أستطيع السيطرة على جاد و قد قضى معي أوقاتا لم يقض مع عم إبراهيم ربعها. و لكن حين رأيت ابني يموت و أنا أقول له عد إلى اليهودية فيجيبني أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله..و نظراته الحانية تقابل نظراتي المتعجبة .. أدركت حينها أن السر ليس في عم إبراهيم و لكن السر في هذا الكتاب" و أمسكت بالقران الكريم في يدها و تبسمت.
عباد الله ، إنّ هذه القصة الواقعيّة لم تحدث في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم و لم تحدث في بلد إسلامي و بطلها ليس عربيا و ليس عالما إسلاميا ..
فقط هو مسلم .. رافق القران في حياته فنصره الله بالقران نصرا مبينا بعد مماته...
نسأل الله سبحانه أن يوفّقنا جميعا لنشر الدين كما يحب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم كما نسأله العفو والمغفرة في الدنيا والآخرة إنه سميع قريب مجيب ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم.
المفضلات