الخطبة الأولى : فضل قول " لا إله إلاّ الله "
الحمد لله ذي العزة والجلال، غافر الذنب وقابلِ التوب شديد المِحال، مانِح كلِّ غنيمةٍ وفضلٍ، كاشِفِ كل عظيمةٍ وضيقٍ، أحمده - سبحانه - على سوابغِ نعمِه وواسع كرمِه وعظيمِ آلائه، وأشهد أن لا إله إلا الله أولاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، أرسلَه إلى الثَّقَلَيْن الإنسِ والجنِّ بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا مُنيرًا، صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليما.
أما بعد عباد الله فلا شك أن كلمة الشهادة هي أفضل الذكر بعد القرآن الكريم، وقول (لا إله إلا الله) مائة مرة أمر مشروع حسب السنّة النبويّة الشريفة على صاحبها أفضل الصّلاة وأزكى التسليم، فقد جاء في مسند أحمد عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: (مرّ بي ذات يوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت:
يا رسول الله، إني قد كبرت وضعفت - أو كما قالت - فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة، قال: "سبحي الله مائة تسبيحة، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة، تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة، تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة، فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، وهللي الله مائة تهليلة، قال ابن خلف: أحسبه قال: تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به.)
والحديث أورده الألباني في السلسلة الصحيحة، وقال: أخرجه أحمد (6 / 344) والبيهقي في شعب الإيمان (1 / 379 - 380) من طريق سعيد بن سليمان.
قال سيدي العربي بن السائح في البغية "لا اله إلا الله" هي أشرف الذكر، وكل فضل للذكر على الإطلاق فهو لها، والآي القرآنية المؤذنة بالترغيب في ذكرها كثيرة: قال تعالى (شهد الله أنه لا اله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم)، وقال سبحانه (الله لا اله إلا هو الحي القيوم)، وقال عز وجل (فاعلم أنه لا اله إلا الله).
ولا إله إلا الله هو شعار الإسلام وركن الدين الأعظم.
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت إن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى". رواه البخاري ومسلم وأحمد.
ولا إله إلا الله حصن الله ومفتاح الجنة وأمان من العذاب
ففى الحديث القدسي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يقول الله تعالى لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن عذابي"؛ مسند الشهاب.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل هذا ثم يقول أتنكر من هذا شيئا أظلمك كتبتي الحافظون فيقول لا يا رب فيقول أفلك عذر فيقول لا يا رب فيقول بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فقال إنك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء" رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب، وابن حبان في صحيحه، والحاكم والبيهقى، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وشهادة أن لاإله إلاّ الله ، عباد الله تستوجب في حالتيْ الصحّة والمرض ، وتصبح متأكّدة عند دنوّ الأجل ،فعن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله فمن قالها عند موته وجبت له الجنة قالوا يا رسول الله فمن قالها في صحة قال تلك أوجب وأوجب ثم قال والذي نفسي بيده لو جئ بالسماوات والأرضين ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعت في كفة الميزان ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن" رواه الطبرانى.
ولا إله إلا الله أكبر سبب لمغفرة الذنوب وموجبة لشفاعة النبى صلى الله عليه وسلم ،
ففى الصحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه قال "قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا اله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه" رواه البخاري.
ولا إله إلا الله هى أفضل الذكر, وليس بينها وبين الله حجاب ، عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التسبيح نصف الميزان والحمد يملأه ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه" رواه الترمذى.
وشهادة التوحيد ، عباد الله ، فيها من الأسرار ما لا يعلمه إلا الله عزّ وجلّ ويؤكّد ذلك ما ورد عن يعلى بن شداد قال حدثني أبي شداد بن أوس وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال إنا لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: "هل فيكم غريب يعني أهل الكتاب قلنا لا يا رسول الله فأمر بغلق الباب فقال ارفعوا أيديكم فقولوا لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد ثم قال أبشروا فإن الله قد غفر لكم" رواه الحاكم وأحمد والطبراني وابن حبان.
وقد أودع سبحانه وتعالى سرّ قول " لا إله إلاّ الله " لأنبيائه الأصفياء ولقّنهم إيّاها في السرّ والعلن ، إذ جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال موسى عليه السلام يا رب علمني شيئا اذكرك به وأدعوك به قال يا موسى قل لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقول هذا قال قل لا إله إلا الله قال لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو كانت السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله" رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد، ورواه النسائى وابن حبان في صحيحه.
عباد الله ، القرآن الكريم شاهد على وحدانيّة الخالق سبحانه ، وهو شهادة حقّ تدلّ على أنّه ما من أله إلاّ الله مصداق قوله تعالى :
(شهد الله أنه لا اله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم)، فهي شهادة نابعة من أصل الإيمان مردّها إلى الله عزّ وجلّ ولا يعرف قدرها إلاّ أصفياؤه من الملائكة والعلماء العارفون بحقّ الله ..
ومع ذلك عباد الله ، فلا بدّ مع الذكر ، ذكر قول " لا إله إلاّ الله " من العمل الصّالح الذي يصدّق تلكم الشهادة ، و من نيّة وعزم على الدّعوة إلى الله بصدق وإخلاص نيّة ، فليست الفائدة تحصل بمجرّد القول اللّفظي وإنّما المولى مطّلع على السرائر ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
فلنتقّ الله حتى يرضى عنّا ، ولنخلص له العبادة كي ننعم برحمته ونفوز بجنّته.
نسأل المولى سبحانه أن يوفّقنا جميعا لما يحبّ ويرضى ، وأن يجعل خالص أعمالنا في ميزان حسناتنا يوم القيامة إنّه سميع قريب مجيب ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم .
الحطبة الثانية : درجات الشهداء
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أمّا بعد ، عباد الله فما زالت قوافل شهداء الوطن تتوالى وتتّسع بمرور الأيّام ، وهي دليل على عزيمة لا تفلّ من لدن جنودنا البواسل و حماة أمننا برّا وبحرا وجوّا ، باذلين أنفسهم في سبيل مناعة الوطن و مضحّين براحتهم وبسعادة أهليهم من أجل إخوانهم المواطنين ..وهو ما يستوجب منّا على أقلّ تقدير الترحّم على شهدائهم والدّعاء الصّادق لأهليهم وذويهم سائلين المولى عزّ وجلّ أن يجعل لهم من كلّ همّ فرجا ومن كلّ ضيق مخرجا.
مرتبة الشهداء مرتبة عظيمة تلي مرتبة النبيين والصدِّيقين :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وقد قال تعالى ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) وهذه الأربعة هي مراتب العباد ، أفضلهم : الأنبياء ثم الصديقون ثم الشهداء ثم الصالحون " انتهى .
"مجموع الفتاوى" ( 2 / 223 ) .
وقد جعل الله تعالى الجنة درجات ، وللمجاهدين منها مائة درجة كما جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فالشهداء ليسوا في منزلة واحدة بل يتفاوتون في منازلهم .
قال ابن حجر رحمه الله بعد أن عدَّد الشهداء غير من قتل في المعركة :
" وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة ... .
قال ابن التين : هذه كلها ميتات فيها شدة ، تفضَّل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصاً لذنوبهم ، وزيادة في أجورهم ، يبلغهم بها مراتب الشهداء .
قلت ( ابن حجر ) : والذي يظهر أن المذكورين ليسوا في المرتبة سواء ، ويدل عليه ما روى أحمد وابن حبان في صحيحه من حديث جابر والدارمي وأحمد والطحاوي من حديث عبد الله بن حبشي وابن ماجه من حديث عمرو بن عنبسة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الجهاد أفضل ؟ قال : من عُقر جوادُه وأُهريق دمه ) " انتهى .
" فتح الباري " ( 6 / 43 ، 44 ) باختصار .
وقد ورد في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يبيِّن هذا التفاوت بين الشهداء , ومن ذلك :
أ. عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ( الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لا يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا , أُولَئِكَ يَنْطَلِقُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنْ الْجَنَّةِ , وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ , وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَلا حِسَابَ عَلَيْهِ ) .
رواه أحمد (21970 ) ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2558)
. عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْقَتْلى ثَلاثَةٌ : رَجُلٌ مُؤْمِنٌ قَاتَلَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ , فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُفْتَخِرُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ , لا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ قَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ مُحِيَتْ ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ , إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءُ الْخَطَايَا , وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ , فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ , وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ , وَبَعْضُهَا أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ ، وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يُقْتَلَ فَإِنَّ ذَلِكَ فِي النَّارِ , السَّيْفُ لا يَمْحُو النِّفَاقَ ) .
رواه أحمد ( 17204 ) وجوَّد إسنادَه المنذري في " الترغيب والترهيب " ( 2 / 208 ) وحسنه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1370 ) .
وأما حياة الشهداء عند ربهم فهي حياة برزخية ، يُكرمهم فيها ربهم بنعيم الجنة ، وهم متفاوتون فيها بتفاوت أعمالهم في الدنيا ونياتهم .
قالالله تعالى : ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ) آل عمران/ 169-171 .
وقال تعالى : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ ) البقرة/154 .
قال المفسّرون :
" والمراد : أحياء عند ربهم ، كما في آية آل عمران ؛ وهي حياة برزخية لا نعلم كيفيتها ؛ ولا تحتاج إلى أكل ، وشرب ، وهواء ، يقوم به الجسد ؛ ولهذا قال تعالى : ( ولكن لا تشعرون ) أي : لا تشعرون بحياتهم ؛ لأنها حياة برزخية غيبية ؛ ولولا أن الله عزّ وجلّ أخبرنا بها ما كنا نعلم بها ...
ومن فوائد الآية : إثبات حياة الشهداء ؛ لكنها حياة برزخية لا تماثل حياة الدنيا ؛ بل هي أجلّ ، وأعظم ، ولا تعلم كيفيتها "
عباد الله ، إنّ واجب الدفاع عن الوطن وحمايته من أي عدوان فرض عين على كل واحد منّا وهو واجب شرعي يدلّ على إيمان العبد و اتّباعه لما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلّم ، لذلك يجب الحفاظ على أمننا من أي متربّص به والمساهمة في رعاية ممتلكاتنا العامّة والخاصّة كي نتّصف بالوطنيّة والغيرة على بلاد ارتضاها لنا المولى سبحانه موطنا .
نسأل الله عزّ وجلّ رعاية وحماية لوطننا وسائر أوطان المسلمين ، كما نسأله الثبات على الدين كما يحبّ ويرضى ، إنّه سميع قريب مجيب.
المفضلات