[align=justify]في بلدي الحبيب استطاعت الحكومات غير الرشيدة المتاعقبة منذ زمن مع أختها اللدودة المعارضة المتشتتة "الله يحييها" على جعل "اللي ما يشتري يتفرّج" في سوق المطالب الحقّة وذلك عن طريق إبعاد أولى الناس بشراء "الحقوق" ببذل الغالي والنفيس وهم البدون عن طريق إنكار حقوقهم أصلاً وهذا ما قامت به الأولى غير الرشيدة أو تهميش مطالبهم وعدم وضعها حتى في الصف الأخير من ضمن أولوياتهم وهذا ما قامت به الثانية المتشتتة ، ليبقى أولى النّاس بالشراء يقفون موقف المتفرّج رغماً عنهم تارة وذلك عن طريق تهديدهم وتخويفهم أو باختيارهم تارة أخرى وذلك لأنّ جروح خذلانهم في تيماء لم تندمل بعد .
في سوق المطالب في بلدي يتداعى الآلاف للتجمع في ندوة ليس للإنسان فيها نصيب بل جلّ حديثهم سيكون عن الأموال التي تسرق وتنهب وهذا للأمانة ليس بجديد إطلاقاً وإن كانت المسألة قد تجاوزت حدّ المعقول في الآونة الأخيرة ، ولكنهم أبداً لن يتحدّثوا عن أحلام تُسرق وعن طفولة تنتهك وعن حقوق تُسلب ، لن يتحدّثوا عن شيخ طاعن في السنّ أفنى عمره في حمل السلاح دفاعاً عن البلد ليكون جزاؤه في النهاية كجزاء سنمار ، ولن يتحدثوا عن عجوز أنهكها المرض وهي لاتملك قيمة العلاج في المستشفيات الخاصة في بلدي فضلاً عن العلاج في الخارج ، ولن يتحدثوا عن شابّ يهيم على وجهه في الطرقات بلاعمل ولا أمل يتوسّد همومه ويلتحف أحزانه ، ولن يتحدثوا عن بنت تبخّرت كل أحلامها في أن تكون مدرسةً إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ ، ولن يتحدثوا عن جيل خامس بدأ يشبّ وهو يردد "وطن الكويت سلمت للمجدِ" وسيفاجأ لاحقاً بأن الوطن "سالم لأهله" الذين لا يعتبرونه منهم إطلاقاً بل هو نطفة أودت بها شهوة لم تقدّر عواقب الأمور وما شاء الله كان ، بل إنهم لو أرادوا الحديث كما أعلن بعض الحقوقيين في السابق فلن يكون هناك حضور يتجاوز أصابع اليدين والقدمين لأنه وببساطة "فلوسنا أولى" .
شقيقي في المواطنة قلبي معك ، وسأكتفي هنا بقلبي ، لأنك اكتفيت ولا زلت تكتفي به وأنت تتحدث "بجهل" عن الحقوق الإنسانية وعن الحق السيادي والمستحقين وغير المستحقين ، فلا تنتظر مني وفقك الله لما يرضيه كلمة "لا" وأنا الذي ظلمي ليس "أولوية" في "لاءاتك" ، شقيقي في المواطنة خذها بصريح العبارة أنا مالي شغل بسوق "مطالبك ولست بنداً من ضمن بنودها" ومرّيت أشوفك ، سلّم تكفااااا .
منصور الغايب
twitter : @Mansour_m[/align]
المفضلات