[align=justify]لاشكّ ولا ريب بأن من شبّ على "العنصريّة" شاب عليها ، وأن ناشئ الفتيان "فيهم" ينشأ على ما كان عوّده أبوه ، وأن غالبيتهم ممّن يردّد : (إنّا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مقتدون) ، وأنّ لسان حال أحدهم : "الأرض أرضي والسماء سمائيا" ، وأنّ كل أحد غيرهم هنا ينبغي أن يجعل شعاره الأوحد عبارة : "ياغريب كن أديب" .
لو كان سهماً واحداً لاتّقيته
ولكنّه سهمٌ وثانٍ وثالثُ ...!
هذا هو بالضبط لسان حال البدون تجاه خصومهم ، ممن يسيمونهم سوء العذاب بتصريحاتهم وكتاباتهم التي ملأت دروب البدون أذى ، فباتوا يشغلهم إماطة الأذى عن الطريق عن مواصلة السير نحو هدفهم .
تتنوع الخصوم وتتنوع الأساليب لكنّ الهدف واحد وهو إشعارك بأنّك لست أكثر من دخيل عليهم ، طامعٌ في ثرواتهم ، راغبٌ في نهب خيراتهم ، تريد مشاركتهم في أرزاقهم ، تريد أن تغيّر تركيبتهم السكّانية ، تريد أن تمزّق نسيجهم الاجتماعي ، وخصومك قد تختلف أشكالهم وتيّاراتهم ومشاربهم لكنّهم يحملون في قلبهم ذات الكره تجاهك ، فلا عجب أن يتّحد ضدّك لحية وخدّ أملس ، ولا عجب أن يتّحد ضدّك جيمٌ وياء ، ولا عجب أن يتّحد ضدّك سين وشين ، فالغاية السامية المتمثلة في حرمانك حقّك في نظرهم تبرّر كل وسيلة ولا ريب .
بعض إخواننا من أصحاب اللحى – هداهم الله - جمعوا بين متناقضين حين أظهروا للناس لحية طاهرة موافقة لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وأخفوا في صدورهم قلباً متّسخاً بأدران العنصريّة والكره للآخرين ، ولله درّ زهير حين قال :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على النّاس تعلمِ
فأبت تلك "الخليقة" الخلِقة إلا أن تظهر للنّاس عبر فلتات ألسنتهم وسقطات جوارحهم وتوافه مقالاتهم التي ملؤوها بتشويه الحقائق والعزف على وتر الوطنية وترديد اسطوانة باتت مشروخة ، ولمّا عجزوا عن التدليل على كلامهم قاموا بإحالتك إلى ما يدار من حديث في "ديوانياتهم" في بلد القانون والمؤسسّات ، متناسين في ذات الوقت أنّ "دواوين" الظّلم عند الله ثلاثة منها ديوان لا يترك الله عزّ وجلّ منه شيئا ، كما جاء عن بعض السّلف .
والخلاصة ... شابّ ، شايب ، شباب ، شيبان ، "شيبانيّ" لايهمّهم !
المهمّ أنّهم اختاروا لأنفسهم شعار : "سوف نبقى هنا" .[/align]
المفضلات