النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الشتـــــــــاء والنَّاس

  1. #1

    الشتـــــــــاء والنَّاس



    الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ ، الفعالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ وسلم عليه ،وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ).أما بعدُ: أيهُا الأخوةُ في الله : ها نحنُ نعيشُ الآنَ في فصلِ الشتاءِ، نحسُّ بنفثاتِ برْدِه، ونستنشقُ نسماتِ هوائِهِ اللاذعِ ، ولا بُدَّ من أخذِ الأُهبةِ لهذا الفصلِ من العامِ ، والاستعدادِ له بأنواعِ الملابسِ والمدافئ ،وهذا من بابِ الأخذِ بالأسبابِ ، التي هيأَها المولى سبحانَهُ لنا وأنعمَ بها علينا، ولقد امتنَّ سبحانه على عبادِهِ بأنْ خلقَ لهم ، من أصوافِ بهيمةِ الأنعامِ ، وأوبارِها وأشعارِها ، ما فيهِ دفءٌ لهم ، فقال سبحانه (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مّن جُلُودِ الأنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ *وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) وروى ابنُ المباركِ عن صفوانَ بنِ عمروٍ عن سليمِ بنِ عامرٍ قالَ : كان عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه إذا حضرَ الشتاءُ ، تعاهدَهم وكتبَ لهم الوصيةَ: [إن الشتاءَ قد حضرَ وهو عدوٌّ، فتأهبوا له أُهبتَهُ من الصوفِ ، والخفافِ ، والجواربِ، واتخذوا الصوفَ شعارًا ودثارًا، فإن البردَ عدوٌ، سَريعٌ دُخولُهُ، بَعيدٌ خُروجُهُ] وإنما كانَ يكتبُ بذلكَ عُمرُ إلى أهلِ الشامِ ، لما فُتحتْ في زمنِهِ، فكان يَخشَى على مَنْ بِهَا مِن الصّحابةِ وغيرِهم ممن لم يكنْ له عهدٌ بالبردِ ، أن يتأذى ببردِ الشامِ ،وذلك من تمامِ نصيحتِهِ وحسنِ نظرِهِ وشفقتِهِِ ، وحياطتِهِ لرعيتِهِ رضي اللهُ عنه.أيها المسلمونَ، إن مما لا يحتاجُ إلى برهانٍ ، كثرةَ النَّعمِ التي تحيطُ بنا ، ورغدَ العيشِ الذي يُغطِّينا، توفرَ لدينا بحمدِ اللهِ ، ما ندفعُ به أذى البردِ وشَدتِهِ ، مما يجعلُ أحدُنا يمرُ به موسمُ الشتاءِ ، بلا كدرٍ ولا مرضٍ ، يَبيتُ دَافئًا ، مطمئنًا على أهلِهِ وبيتِهِ. وهذه النَّعمُ تَذكُّرُها واستشعَارُها ، يُوجبُ شكرَ المنعمِ وحمدِهِ عليها ، فبالشكرِ تُقَيَّدُ النِّعمُ وتَزدادُ، وبتركِهِ تَزولُ النعمُ وتفقدُ،قال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7]. إنَّ شُكرَ النِّعمِ يجعلُها تدومُ على أصحابِها في الدنيا، ويبقى شكرُها ذخرًا لهم في الآخرةِ، فعن أنسٍ رضي اللهُ عنه قالَ رسولَ الله r{ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهَا إِلا كَانَ ذَلِكَ الْحَمْدُ أَفْضَلُ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ، وَإِنْ عَظُمَتْ } أخرجه الطبراني وغيره. وشُكرُ النعمِ يكونُ باللسانِ ، وذلك بأن نحمدَ اللهَ ونثني عليهِ مقابلَ إنعامِهِ علينا ، ويكونُ الشكرُ بالفعلِ ، ولِذلك صُورٌ مُتعددةٌ: منها تركُ الإسرافِ والتبذيرِ، وتركُ المباهاةِ والتفاخرِ، ومنها أيضًا مواساةُ المحتاجينَ والفقراءِ ، فلنمدَّ إلى إخوانِنا يدَ المعونةِ والمساعدةِ ، شُكراً للهِ على النِّعمةِ التي أنعمّ بها علينا ، ورجاء ثوابِها من عندِهِ سُبحانه ، فحينما نأخذُ بالاستعدادِ لتهيئةِ بيوتِنا بالمدافئِ والملابسِ الشتويةِ ، وأجودِ أنواعِ الفُرُشِ ، فلا يغيبُ عن أذهانِنا أنَّ من جيرانِنا ، وأقاربِنا وإخوانِنا المسلمينَ ، مَن يجلسونَ جلستَهم العائليةَ بلا مدافئٍ ، وترتعدُ أجسادُهم في جُنحِ الليالي من شدةِ البردِ ، ويَذهبُ أطفالُهم إلى مدارسِهم ، من غيرِ الكساءِ ، الذي يلبسُهُ أبناؤنا وإخوانُنا، فيخترقُ البردُ عظامَهم، وليس ذلك إلاَّ من قلةِ ذاتِ اليدِ ، وقلةِ المحسنينَ الذين كانوا يُتابعونَهم ويتعاهدُ ونَهم في رمضانَ ، ولمَّا انتهى رمضانُ غفلوا عنهم .وكأن الإحسانَ محصورٌ في رمضانَ فقط ، وكأن الصدقةَ لا تُقبلُ إلاَّ في رمضانَ ، بالرغمِ من كثرةِ المحتاجِ ، وكثرةِ الموسرينَ ، الذين بإمكانِهم أن يتصدقوا بالليلِ والنهارِ ، من كثرةِ ما يجدونَ ، ونحنُ المسلمونَ كالجسدِ الواحدِ ؛ إذا اشتكى منه عضوٌ ، تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمى. هكذا قالَ المصطفى r في الحديثِ الذي رواه البخاريُ ومسلمٌ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه أنَّه قال r {تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى } فأين نحنُ من هذا الحديثِ ، نحن نعيشُ الآنَ في نعمةٍ لا تُقدرُ بثمنٍ ، نلبسُ ونغيّرُ في كلِّ عامٍ ، ونقتني كلَّ واقٍ ، يَقينا من شِدةِ البردِ ، فننامُ مُلتَحفِينَ ، ونَخرجُ إلى مساجدِنا مثلَ ذلك ، ويعيشُ بعضُنا وكأنه في وسطِ الصيفِ، وليسَ ذلك إلاَّ من نعمةِ الخالقِ سبحانه وبحمدهِ ، فلنحبَّ لإخوانِنا ما نُحِبُّهُ لأنفسِنا ،فإنَّ النبيَّ r قالَ كما في البخاري من حديثِ أنسٍ رضي الله عنه {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ } بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، قلت ما سمعتم، وأسأل الله أن يجعلني وإياكم من ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:18) وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم . ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه فقد فاز المستغفرون











    الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله الذي اصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى، وسلم تسليمًا كثيرا.أما بعد:أيُّها المُبارك باركَ اللهُ فيك ، إذا مرتْ عليكَ ليلةٌ شاتيةٌ ، وذقتَ فيها البردَ القارصَ ، وفررتَ إلى مكانٍ دافئٍ ، وغصتَ بين أحضانِ فراشٍ وفيرٍ ، فاعلمْ حينَها ، أن هُناكَ من يشاركُكَ الشعورَ بالبردِ ، ولكن لا يجدُ وسائلَ الدفءِ التي تجدُها ، فهناكَ من يفترشُ الأرضَ ويلتحفُ السماءَ ، لا يجدُ له من دونِ الأرضِ مفرشاً، ولا يجدُ له من البردِ غطاءً . فيا إخوةَ الإسلامِ والعقيدةِ ، الأموالُ متيسرةٌ عندَ الكثيرِ منا ، والثيابُ والألبسةُ الزائدةُ عندَ الكثيرِ منَّا لم تُلبسْ، ولم تنفقْ للمحتاجينَ، بل هي أسيرةٌ في الخزاناتِ وفي المستودعاتِ أو في سلاتِ المهملاتِ، وإخوانٌ لنا في أمسِّ الحاجةِ لها ،لكنها قد تعثّرَ وصولُها إلى أهلِها ، لقلةِ الاكتراثِ ، وضعفِ الإيمانِ ، فقدموا لأنفسِكم ما تجدوهُ عندَ اللهِ ذخرا (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ،عباد الله على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ ، ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )



    الملفات المرفقة
    للدخول لموقعنا الخاص

    اضغط على الصوره



  2. #2


    جزاك الله خير وباك فيك




    شاقني شوف الحصان اليعربي
    لنه اجمل خيل من بد الخيول
    مايقارن به مهجن واجنبي
    ياحلو خيل الصحابه والرسول

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته