بسم الله الرحمن الرحيم
جبهة النّصرة - البيان رقم (84)
غزوة " نسف الأركان "في دمشق
الحمد لله رب العالمين، يحفظ عباده سبحانه، فإذا أخذهم فإلى جنته ورضوانه، ويكبت أعداءه، فإذا أهلكهم فإلى سخطه ونيرانه، أما بعد :
فلقد استطال الطاغية بشار وجنده وزبانيته على العباد والبلاد، فأكثروا فيهم وفيها قتلاً وتشريدا، وهدماً وتدميرا . وأغلب أهل الإسلام وأمّة الإيمان في عجزٍ وهوان لا يدرون ما يفعلون، غير أنَّ الله جلّت قدرته قد يسّر لأجنادٍ من جنده سبيلَ الجهاد، فشنُّوا الغارة تلو الغارة، ونفذّوا العملية تلو العملية، في جسد الطغيان حتى أثخنوهُ بفضل الله جراحاً، وملؤوه قروحاً .
ولقد علمت الأمة كلُّها بأفعال مجرمي بشار في الشام وأهله، فكانت كتائب الجهاد قد أسرجت خيولها، وقد أتاكم من أخبار جبهة النصرة – أعزها الله – قبلاً ما أتاكم .
وقدْ طالع هذا اليوم – بفضل الله تعالى – الأمّة بصباح مليء بعزة الإيمان، وصيحات الجهاد، من آساد جبهة النصرة وهم يدكّون هيئة أركان الجيش في ساحة الأمويين، فإذا هي هاوية على أركانها، خاويةٌ على عروشها، وصدقَ في أولئك المجاهدين الأبطال ما قالهُ قائدُ المجاهدين صلى الله عليه وسلم ذاتَ معركةٍ :
(إنّا إذا نزلنا بساحةِ قومٍ فساءَ صباحُ المجرمين )
أما تفصيل الكلام في هذه الغزوة المباركة والمعركة المشرّفة فإليكموه :
المرحلة الأولى:
في صباح يوم الأربعاء 26-9-2012م وفي حوالي الساعة السابعة صباحاً، تمكن الاستشهادي البطل: أبو مهند الشامي من إيصال سيارته إلى الجهة المحاذية لمبنى هيئة الأركان من الجهة الجنوبية فلما صارت في أقرب نقطة ممكنة من المبنى فجّرها لتوقع دماراً كبيراً فيه من تلك الناحية وليصل العصفُ وقوته إلى كاملِ المبنى، فيُقتلُ من قُتل، ويُجرح من جرح، ويملأ الهلع والرعب قلوبَ الباقين .
المرحلة الثانية:
انطلقت سيارة مفخخة تقلّ مجموعة الاقتحام الاستشهادية، وهم أربعة استشهاديين، نحو الباب الرئيسي واستغلَّ الإخوة حالة الهلع ليأمروا عناصر الحراسة بفتح الباب، وظن عناصر الحراسة أن الإخوة من مسؤولي حماية المبنى وأكّد ذلك أنهم يلبسون نفس لباسهم، ففتح العناصر الباب لهم، فدخلوا وهم يرجون وعدَ الله تعالى :
( ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
فقتلوا من كان إزاءَهم وبدؤوا بعملة الإقتحام الرائعة .
أما عمليةُ الاقتحام فتُعيد إلى الأذهان صورةَ البراء بن مالك رضي الله عنه وهو يقتحم وحيداً إلا من سلاحه حديقة الموتِ على مُسيلمة الكذاب ومرتدّيه، إذ اقتحمَ هؤلاء الإخوةُ رحمهم الله وتقبلّهم وإخوانهم في الشهداء مبنى ”هيئة الأركان“ فسيطروا بفضل الله ومدده على الطابق الأول وقتلوا من فيه ثم حرقوه ثم فجروا السّيارة التي ركنوها عند الباب الرئيسي عن بعد، فاندلعت النيران تلتهم ُ الواجهة الأماميةَ للمبنى، وقد استمرَّ هذا الحريقُ إلى الساعة الرابعة عصراً بل بعد ذلك.
ثم ارتقوا الإخوةُ – رقّاهم الله في درجات الجنة –إلى الطبقة الثانية ليسيطروا على ذلك الطابق أيضاً فيقتلوا من فيه ثم يحرقوه، ثم تحصّنوا في أعلى طوابق المبنى بعد أن قتلوا وجرحوا من كان في المبنى ومن كان حوله من عناصر حمايته، وبدؤوا بصِّد هجومِ كبير من عصابات بشار، التي أتت مدداً ومساعدةً للمبنى، وقد استخدمت هذه العصابات مدافع الدوشكا وقذائف الآر بي جي والرشاشات والبندقيات الآلية، وقد استمرتْ هذه المعركة ما يزيدُ على ثلاثِ ساعات متواصلة، بين جموع وعتادٍ، وبين أربعةٍ ... نعم أربعة من مجاهدي جبهة النصرة، ولكن شتان شتان بين من يقاتلُ في سبيل الطاغوت ومن يقاتلُ في سبيل الله تعالى، ثم لا تنتهي معركتُه حتى يُسلمَ روحه إلى بارئها – تقبّلهم الله في الشهداء .
لقد كانت هذه العمليةُ معركةً بحقٍ، وكانت غزوةً عن صدق، أعادت إلى فكر الناس وعقلهم ما يستطيعُ أهلُ الإيمان أن يفعلوه، ولعلّ في هذه العملية وأمثالُها تحريضاً وتحريكاً للهممِ الغافية لتدرك القمم العالية .
ياأمّةَ الإسلام لا تبكي من الخذلان
فالعزُّ سُطِّر مجده بكتائب الإيمان
إذا أنزلتْ ذلَّ الهزيمة في عصبة الطغيان
وأنوفَهم قد مَرّغتْ في غزوة "الأركان"
والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثرَ الناس لايعلمونجبهةُ النصرة لأهل الشاممن مجاهدي الشام في ساحات الجهادالقسم الإعلاميلاتنسونا من صالح دعائكم
والحمد لله ربّ العالمين
لتحميل البيان
http://archive.org/download/ndnjk/84.pdf
المفضلات