السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبة جمعة يوم الغد بإذن الله
بعنوان
محمد رسول الله
عبدالله فهد الواكد
أما بعد أحبتي في الله : إذا تطاول أحفاد القردة والخنازير وكلاب البشر ، على شخص أطهر من دب فوق الثرى ، وسار تحت الثريا ، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، فلا مغترب ، فلهم سلف قتلوا أنبياءهم ، وآذوا أصفياءهم ، فيا أمّةَ محمد، ويا أحبابَ محمّد صلى الله عليه وسلم ، إنّ محمدًا أسمى من كلّ مأثرة افتخَرت بها أمّة، وأعلى من كلّ وِسام اعتزَّت به أجيال، وإن راموا النيل من الإسلامِ وتطاولوا على مقام النبوّة المحمّدية ، ولكن أبشروا وأمِّلوا وافرحوا، فمهما وصل بالمسلمين الضعف والهوان على غيرهم من شعوب الكفر والضلال ، فما ذلك بمدل على قاصمتهم ، فلقد انتصَر المسلمون ببدر وهم أذلة ، وهُزموا في أحُد، وضاقَت عليهم الأرض بما رحُبت وزُلزِلوا يومَ الأحزاب، وفُتِحت مكة الفتحَ المبين، وسقطت بغداد أيامَ المغول، ثم فتِحت القسطنطينية ، وها نحن نرى اليوم مخاضا عظيما في الشام سيسفر عن أمر جلل ، فهي سلسلة لا نرى سوى حلقة منها ، وسيرى من طال به العمر منكم ، بإذن الله تعالى مآيل الأمور ، والعاقبة للمتقين ،
أحبتي في الله : إنبعث أشقاها ، ليسيء للنبي صلى الله عليه وسلم ، في فيلمه المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم ، حقدا على الإسلام وأهله ، وصدا عن سبيل الله ، وما علم أن هذا الدين كلما ضيق عليه اتسع ، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) ففي عصرِكم هذا وفي أيّامكم هذه ، أبشركم أن دينُكم واسعُ الانتشار في أرجاء الدنيا كلِّها، يتغلغَل في الديانات كلِّها، بل في معاقِلها ودورِ عباداتها وبين أحبارِها ورهبانها ، فالمساجد في ازديادٍ، وارتفاع نداء الحقِّ مِن المآذن لا ينقطع، والإحصائيات في تزايُد يسر المسلم ويروِّعٍ الكافر
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم : ماذا قدمتم لنصرة دينكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، هل نصرتموه بنشر دين الإسلام ، ودعم جهود الدعوة إلى الله ، هل نصرتم سنة نبيكم في أنفسكم وفي بيوتكم
يا أمّةَ محمد، كلّما رأيتم تطاولاً على الإسلام سواء في نبيِّه وسنته أوفي قرآنه فذلك كلُّه من المبشِّرات والمبهِجات، فابتهِجوا ، وافرَحوا بفضل ربِّكم ورحمته ، فإنَّ مستقبل نظام العالم مستقبلٌ دينيّ، وسوف يسود النظامُ الإسلاميّ على الرغم من ضَعفه الحالي ، سوف يسود العالم ولو كره الكافرون ، أتدرون أيها الأحبة ،أن نُسَخ القرآن الكريم وكتب سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، من أكثرِ المبيعات في العالم لدَى غَير المسلمين، وأعدادُ الداخلين في دين الله تَتَضاعف عندهم بشكل يريعهم ، ولذلك لم يجدوا في دين الإسلام مثلبا غير أن يتطاولوا على خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ، وأنى لهم التطاول .
أيها المسلمون : إن من تجرؤوا على مقام النبوة وعلى أفضل سيرة رجل خلقه الله ، لهم أقل وأذل من أن ننظر إليهم أو يهتم المسلمون بأمرهم ، فقد سب سلف أولائك من الكفرة الفجرة المجرمين ، النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حي ومن بعد موته ، فما ضر ذلك الكوكب الدري صلى الله عليه وسلم ، وأنى لنباح تلك الكلاب المسعورة أن تؤثر في بريقه ولمعانه ، وما تلك الغضبة العارمة في سائر بلاد المسلمين إلا لأن قلوبَ المسلمين ـ كلَّ المسلمين ـ ومشاعرهم، تنبضُ بحبّ محمد . إن ما يجِده المسلمون في قلوبهم من حبِّ الله وحبِّ رسوله وحب دينه حبٌّ لا يدانيه حبٌّ ولا يحيط به وصفٌ ولا تحصره عبارة، ، حبٌّ برهانُه الاتِّباع والطاعة والانقياد والاستسلام، حبٌّ صادق عميق خالٍ من الغلوِّ والإطراء، نَعم وربِّ الكعبة، إنّ الذين هاموا في حبِّه لمعذورون، وإنَّ الذين بهَرتهم عظمتُه غيرُ ملومين، وإنَّ الذين يفدونه بأنفسِهم ومُهَجِهم هم المنصورون، وإنَّ الذين يتَّبعون النورَ الذي أنزل معَه أولئك هم المفلحون ، فابتهِجوا يا أمة محمد ، فوالله إنَّ دينَ الله لمنتصِر، وإسلام محمّد لمنتشِر، لأنّه دين فطرةِ الله التي فطر الناسَ عليها، ( لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهديِ محمّد ، وأقول قولي هَذا، وأَستغفِر اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلِّ ذَنب وخطيئةٍ، فاستغفِروه إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أيها المسلم الحبيب ، أخواني الشباب ، الدين لا يريد منك الآن شيئا ، غير أن تنصره في ذاتك ، وفي أسرتك فقط ، هل حققت دين ربك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم في ذاتك ، وفي بيتك ، يكفينا منك ذلك ، إن حققت ذلك فأنت قد نصرت سنة نبيك محمد ، وأغضت الكفار ،
فيا معاشر الصم البكم الذين لا يعقلون أتريدون إقناعَ المسلمين وشباب المسلمين ليترُكوا رسالَتَهم ويتنكَّروا للحقّ الذي شرَّفهم الله به ويعجوا خلف غوغائكم وحياتكم السافلة ، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ، أم تريدون أن تطفؤوا نور الله بأفواهكم ، فالله متم نوره ولو كره الكافرون ،
فأبشروا أخوة الإسلام ، فإن المستقبل لهذا الدين والنصرة لهذا الدين ، وصلوا سلموا على الهادي البشير
والمصطفى النذير
المفضلات