[align=justify]تتلو الأغلبية بيانها في ديوان المناور ، لا يعجب البيان المتواجدين من شباب الحراك السياسي ويعتبرونه تراجعاً عن كل ما وعدت به الأغلبية سابقاً من رفع سقف المطالب ، فيخرجون غاضبين يجرون أذيال الخيبة ، يصدر الشباب بيانات مذيلة بأسماء الموقعين عليه والموافقين على ما فيه ، ينقسم الناس إلى فسطاطين فسطاط الـ (مع) وفسطاط الـ (ضد) وآخرون يصفقون من بعيد ويكتبون المقالات ويصيغون المانشيتات و يفرحهم لو أن أيّا من الطرفين (كسر ظهر ) الآخر وأصابه في مقتل ، ليتفرغوا بعدها هم لمحاربة المنتصر بعد أن ارتاحوا من المهزوم .

هكذا تسارعت الأمور ، وهكذا بدا الموقف والحكم للمتابع ، ولكنني سأقف عند مفردة تكررت كثيراً بعد كل تلك الأحداث وهي عبارة (غضبة شعبية) ! ، والتي حين سمعتها ارتعدت فرائصي وانتابني شعور بأنني يجب أن ألبس درعي وأتناول سيفي ورمحي وأغذي الذاكرة على وجه السرعة بشئ من سيرة (الجنازة) لتوقظ فيّ بعضاّ من أنزيمات الغوغائية النائمة منذ أمد ، وأنني حين أخرج من بيتي سأفاجأ بالملايين الغاضبة في الشوارع ، ولكنني حين التفت يمنة ويسرة لم أجد شيئا من ذلك يذكر ، وجلّ ما وجدته هو بيانين لبعض الشباب الذين أعطوا لأنفسهم الحق في التكلم عن الشعب بأكمله وهددوا بمقاطعة الأغلبية ، وزوبعة تويترية ما تلبث أن تهدأ مع أول زوبعة أخرى تأتي ، لأتأكد بأننا لا زلنا نعاني من مشكلة تسمية الأسماء بغير مسمياتها والنظر بعدسة ميكروسكوب إلى مشاكلنا لنجعل باختيارنا من الحبة قبة .

في ديوان المناور قبل عدة أشهر كانت هناك (غضبة) أخرى إن صح التعبير وموافقة لمن أسمى موقف الشباب غضبة شعبية ، وتلك الغضبة تمثلت في شباب البدون الذين حضروا إلى ديوان المناور ليستمعوا إلى كلمات نصرة تواسيهم وهم يتعرضون لشتى أنواع الظلم والقهر ، لكنهم صدموا بعبارات ظاهرها النصرة وباطنها التجريح والطعن ، وصدموا أكثر بدكتور فاضل يخبرهم أنه هنا ليس من أجل 120 ألف نفس بل من أجل نفس واحدة تهمه ، عندها غادر شباب البدون المكان غير آبيهين بمحاولة التهدئة من قبل القائمين على تلك الندوة مما تسبب في إلغاء الندوة ، والغريب في الأمر أن أحداً لم يسمّ ذلك الفعل بغضبة شعبية بدونية مثلاً بل البعض انتقد ذلك الوضع واعتبره غوغائية في حينه وعدم احترام للمكان ! ، واليوم يثني على فعل مشابه لشباب ناشطين ويصفه بغضبة شعبية .

يا أصحاب الغضبة الشعبية ! ، أين غضبتكم وبياناتكم حيال ما يتعرض له إخوانكم البدون من ظلم وقهر ، وأين غضبتكم وبياناتكم حين حرم أطفال البدون بسبب الظلم والفقر من التعليم لسنوات عدّة ، وأين غضبتكم وبياناتكم من محاولة تكرير فعل ذلك الآن ، وأين غضبتكم وبياناتكم حيال الظلم الذي سيقع على المتفوقين البدون إذا لم يتم قبولهم في الجامعة ، وأين غضبتكم وبياناتكم حيال الضرب والقمع الذي يتعرض له البدون كل جمعة ، وأين .. وأين .. وأين ؟! ، عفواً يا سادة فأنتم أصلا بلا غضب ، وجل ما تفعلونه هو أن تتقمصوا دور القطّ الذي يحكي انتفاخاً صولة الأسدِ ، واعلموا أن أي بيان يصدر منكم لا يتضمن المطالبة برفع الظلم الواقع على البدون هو بيان لا يساوي قيمة ما كتب عليه .

...

باقة ورد ..

أقدمها لورود مجموعة 29 اللواتي واصلن الوقوف في هذا الجو الحار وتحت هذه الشمس الحارقة لمدة خمسة أيام من أجل رفع الظلم الواقع على المتفوقين البدون ، وأقول لهنّ : لقد استحت منكن الشمس ، وأنتن بعددكن القليل أغلبية في قلوب البدون ، وهم بعددهم وعدتهم وصلاحياتهم غثاء كغثاء السيل .



قبل الختام ..

جريدة يومية : (بغداد تزود الكويت بوثائق البدون العراقيين) .

تعليق القوم : ألم نقل لكم بأن البدون كاذبون وجنسياتهم معروفة؟! .

نفس الجريدة : (الشباب يكسرون ظهر الأغلبية) .

تعليق نفس القوم : إنها جريدة فتنة وعرف عنها الكذب !

ارحمونااااا .[/align]