الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) واشهدُ ألا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ يعلمُ ما كانَ وما يكونُ وما تسرونَ وما تُعلِنونَ. واشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ الصادقَ المأمون، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبه يعدلونَ. وسلم تسليما كثيراً إلى يومِ يبعثونَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً):أمَّا بعدُ : أيها الأحبةُ في الله : في كُلِّ يومٍ تطالعنا وسائلُ الإعلام ، بِمشاهِدَ مُريعةً ، وبمجازِرَ جديدةٍ في الشام ،فبعد مجزرةِ الحولةِ وقتلِ خمسينَ طفلاً ، بدأَ الشبيحةُ بخطفِ الأطفال في السويلميةَ من أيدي أمهاتهِم ، استعداداً لمجزَرَةٍ أُخرى ،وسطَ سقوطٍ للأمهاتِ هلعاً ، فحسبنا الله ونعمَ الوكيل ، مناظِرٌ تذِرفُ منها الدّموع ، وتَتفطَّرُ لها القلوب ، أياديٍ نجسِه ، وقلوبٌ حاقِدةٌ ، تُقَطّعُ الأطفال إرباً ، وما يَجري من الإجرامِ في الشامِ ، ما يحتاجُ إلى بيان ، وليسَ الخبرُ كالْمُعاينه ، العالمُ بأسرهِ يُشاهدُ بعضَ ما يَحدُثُ ، عبر وسائل الإعلام، وما خفي كانَ أعظم ، فمَذْبَحَةُ الْأَطْفَالِ فِي الْحُولَةِ والعِقِير ، ِمَذْبَحَةٌ نُفِّذَتْ عَلَى سَمْعِ وَبَصَرِ الْمُرَاقِبِينَ الدَّوْلِيِّينَ ، وَرَآهَا الْعَالَمُ بِدُوَلِهِ الْكُبْرَى وَمُنَظَّمَاتِهِ الدَّوْلِيَّةِ ، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يُحَرِّكُوا سَاكِنًا، حَتَّى الْمُنَظَّمَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِحُقُوقِ الْأَطْفَالِ ، اكْتَفَتْ بِالشَّجْبِ وَالاسْتِنْكَارِ فقط . أرأيتُم كيفَ يتعاملونَ مع النساءِ والأطفال، تعالوا بنا ننظُرَ ، كيفَ يتعامل الإسلام والمسلمين ، مع النساءِ والأطفالِ في الحروب ،من مِنْ وَصَايَا النَّبِيِّ e لِأَصْحَابِهِ فِي الْحُرُوبِ: كَانَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيراً عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِى خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً ثُمَّ قَالَ { اغْزُوا بِسْمِ اللَّهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تُمَثِّلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً } رَوَاهُ أحمدُ في المسند من حديثِ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَالَ e{ لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفًا}؛ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.وَقَالَ e{مَا بَالُ أَقْوَامٍ جَاوَزَهُمُ الْقَتْلُ الْيَوْمَ حَتَّى قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ}...، {أَلَا لاَ تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً، أَلَا لاَ تَقْتُلُوا ذُرِّيَّةً} رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيِّ e{نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ}رَوَاهُ أَحْمَدُ.وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَنْ فِعْلِ النَّبِيِّ e فِي الْغَزْوِ، فَقَالَ: [لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؛ فَلَا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ]؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَمَعَ أَنَّ الرَّدَّ بِالْمِثْلِ أَصْلٌ شَرْعِيٌّ دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَجْرِي فِي الْأَطْفَالِ، فَلَوْ قَتَلَ الْكُفَّارُ أَطْفَالَ الْمُسْلِمِينَ ، لَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَقْتُلُوا أَطْفَالَهُمْ.وَلَا يَحِلُّ قَتْلُ الْأَطْفَالِ ، إِلَّا إِذَا شَارَكُوا فِي الْقِتَالِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ إِذَا هَرَبُوا يُتْرَكُونَ، قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: فَإِنْ قَاتَلَ النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ ، قُوتِلُوا وَقُتِلُوا مُقْبِلِينَ، وَلَا يُقْتَلُوا مُدْبِرِينَ! وَقَدْ عَمِلَ بِهَذِهِ التَّعْلِيمَاتِ الصَّارِمَةِ قَادَةُ الْمُسْلِمِينَ ، فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، مِنْ لَدُنْ رَسُولِ اللهِ e إِلَى زَمَنِنَا هَذَا، وَلَمْ يَشُذَّ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا الْقَلِيلُ، وَكَانُوا مَحَلَّ لَوْمٍ وَعِتَابٍ وَتَوْبِيخٍ، وَعَلَى كَثْرَةِ حُرُوبِ الْمُسْلِمِينَ ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَعْدَاؤُهُمْ أَنْ يَجْمَعُوا عَلَيْهِمْ حَوَادِثَ ، فِي قَتْلِ الْأَطْفَالِ لِيُعِيبُوهُمْ بِهَا، بَيْنَمَا كُتُبُ التَّارِيخِ مَمْلُوءَةٌ بِحَوَادِثِ قَتْلِ الْأَطْفَالِ ، عَلَى أَيْدِي الْيَهُودِ واَلتَّتَارِ وَالصَّلِيبِيِّينَ ، وَنَصَارَى الْأَنْدَلُسِ وَالْبَاطِنِيِّينَ ، وَفِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ الصَّلِيبِيُّونَ يَقْتُلُونَ أَطْفَالَ الْمُسْلِمِينَ، تَأْتِي امْرَأَةٌ تَبْحَثُ عَنْ طِفْلَتِهَا فِي عَسْكَرِ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَأَمُرُ صَلَاحُ الدِّينِ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- بِرَدِّهَا لِأُمِّهَا وَسْطَ بُكَاءِ النَّاسِ مِنْ هَذَا الْمَوْقِفِ النَّبِيلِ . وَفِي التَّارِيخِ الْحَدِيثِ عُذِّبَ الْأَطْفَالُ وَقُتِّلُوا ، فِي فِلَسْطِينَ وَالْبُوسْنَةَ ، وَكُوسُوفَا وَالشِّيشَانِ ، وَالْعِرَاقِ وَأَفْغَانِسْتَانِ وَسُورِيَّا! وَدِمَاءُ أَطْفَالِ الْحُولَةِ والْقُبِيرِ فِي الشَّامِ ، لَمْ تَذْهَبْ رَائِحَتُهَا بَعْدُ، وَلَيْسَتِ الْأُولَى مِنَ النُّصَيْرِيِّينَ الْقَرَامِطَةِ ، وَلَنْ تَكُونَ الْأَخِيرَةَ مِنْهُمْ ، وَفِي أَحْدَاثِ سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِئَتَيْنِ ، ظَهَرَ الْحُسَيْنُ بْنُ زَكْرَوَيْهِ الْقِرْمِطِيُّ ، وَادَّعَى الْمَهْدَوِيَّةَ وَسَارَ إِلَى حَمَاةَ وَمَعَرَّةِ النُّعْمَانِ وَغَيْرِهِمَا؛ فَقَتَلَ أَهْلَهَا، وَقَتَل النِّسَاءَ واَلْأَطَفْالَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى بَعْلَبَكَّ؛ فَقَتَلَ عَامَّةَ أَهْلِهَا، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ فِيمَا قِيلَ إِلَّا الْيَسِيرُ! وَأَعْطَى أَهْلَ سَلَمْيَةَ الْأَمَانَ ، ثُمَّ غَدَرَ بِهِمْ ، فَقَتَلَهُمْ أَجْمَعِينَ! ثُمَّ قَتَلَ الْبَهَائِمَ، ثُمَّ قَتَلَ صِبْيَانَ الْكَتَاتِيبِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَلَيْسَ بِهَا عَيْنٌ تَطْرِفُ! هَذِا وَقَعَ فِي بِلَادِ الشَّامِ قَبْلَ أَحَدَ عَشْرَ قَرْنًا وَنِصْفٍ، عَلَى أَيْدِي أَجْدَادِ النُّصَيْرِيِّينَ، وَكما ترون ، ها هي تَقَعُ المجازِرُ فِي بِلَادِ الشَّامِ مرةً أُخرى ، فِي بُيُوتٍ كَثِيرَةٍ ، قُتِلَ رِجَالُهَا وَأَطْفَالُهَا ، وَدُنِّسَتْ أَعْرَاضُ نِسَائِهَا . فَالْحَوَادِثُ تَتَجَدَّدُ، وَالْحِقْدُ الْبَاطِنِيُّ يَزْدَادُ، لَمْ يَتَغَيَّرْ حَاضِرُهُمْ عَنْ سَابِقِهِمْ، بَلِ ازْدَادُوا أَحْقَادًا وَتَشَفِّيًا وَانْتِقَامًا، وَفِي حِمْصَ وَحَمَاةَ وَإِدْلِبَ وَحُورَانَ وَالْحُولَةَ والقُبير دَلَائِلُ عَلَى هَذَا الْحِقْدِ الدَّفِينِ، نُشَاهِدُهَا كُلَّ يَوْمٍ، وَنَرَى الضَّحَايَا مُمَزَّقَةَ الْأَجْسَادِ، وَمَا خَفِيَ عَنَّا أَعْظَمُ وَأَكْثَرُ مِمَّا بَلَغَنَا. فحسبنا الله ونعمَ الوكيل...بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.أَمَّا بَعْدُ:أيُّها الأحبةُ في الله، نُصُوصُ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ ، زَاخِرَةٌ بِرَحْمَةِ الْأَطْفَالِ ، وَالشَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ ، وَالرَّأْفَةِ بِهِمْ ، وَبَيَانِ حُقُوقِهِمْ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَعَلَى الْأُمَّةِ بِأَسْرِهَا ،وَالصَّبِيُّ يُدْعَى طِفْلاً حِينَ يَسْقُطُ مِنْ أُمُّهِ إِلَى أَنْ يَحْتَلِمَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى(ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا)، وَقَالَ تَعَالَى: (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ) وَمِنْ لُطْفِ الشَّرِيعَةِ بِالْأَطْفَالِ، وَسَعَتِهَا فِي التَّرْفِيهِ عَنْهُمْ، مَا وَرَدَ مِنَ التَّخْفِيفِ فِي بَعْضِ الْمُحَرَّمَاتِ إِذَا كَانَ لِلْأَطْفَالِ؛ فَالصُّوَرُ وَالتَّمَاثِيلُ مُحَرَّمَةٌ تَحْرِيمًا شَدِيدًا، وَأُبِيحَ لِلطِّفْلَةِ لُعَبُ الْبَنَاتِ وَلَوْ كَانَ فِيهَا بعضُ التَصَاوِير المهانةِ ، وَفِي الصَّلَاةِ يُنْهَى عَنِ الْحَرَكَةِ؛ لِأَنَّهَا تُنَافِي الْخُشُوعَ، وَمَعَ ذَلِكَ كَانَ النَّبِيُّ e يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ وَهِيَ صَبِيَّةٌ عَلَى عَاتِقِهِ؛ فَيُصَلِّي وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ، يَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ، وَيُعِيدُهَا إِذَا قَامَ، حَتَّى يَقْضِي صَلَاتَهُ! حتى أنه مَرَّةً، أَطَالَ السُّجُودَ طُولًا غَيْرَ مَعْهُودٌ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلاَتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً قَدْ أَطَلْتَهَا، فَظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ قَدْ يُوحَى إِلَيْكَ! قَالَ: فَكُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ؛ رَوَاهُ أَحْمَدُ. وَرَحْمَةُ الطِّفْلِ تُوجِبُ الْجَنَّةَ، وَلَوْ عُبِّرَ عَنْهَا بِتَمْرَةٍ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ:جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا؛ فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا؛ فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسََّلمَ– فَقَالَ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَلَيْسَ الْمَعْنَى هُنَا فِي التَّمْرَةِ، وَإِنَّمَا هُوَ فِي الرَّحْمَةِ؛ فتَبًّا لِحَضَارَةٍ أَقْوِيَاؤُهَا ذِئَابٌ فِي صُوَرِ بَشَرٍ! لاَ يَرْحَمُونَ طِفْلًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا ضَعِيفًا! فِي الْإِسْلَامِ يَحْرُمُ قتلُ أَطْفَالِ الْأَعْدَاءِ ، وَقَدْ فُسِّرَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ((وَلَا تَعْتَدُوا )) بِعَدَمِ التَّجَاوُزِ إِلَى قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ ،وهؤلاءِ يصنعونَ ما ترونَ وتسمعون ،اللَّهُمَّ إنَّهُ لاَ نَصِيرَ للمُستضعفينَ إِلاَّ أَنْتَ ،اللَّهُمَّ الْطُفْ بِالمُستضعفين ، وَارْحَمْهُمْ وَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ وَالأَمْنَ وَالثَّبَاتَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، وَزَلْزِلْ بِالرُّعْبِ قُلُوبَ أَعْدَائِهِمْ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.اللَّهُمَّ ضَعُفَ النَّاصِرُ إِلاَّ بِكَ، وَقَلَّتِ الحِيلَةُ إِلاَّ بِكَ، وَانْقَطَعَتْ حِبَالُ الرَّجَاءِ إِلاَّ حَبْلَ الرَّجَاءِ فِيكَ، أَنْتَ الرَّبُّ الكَرِيمُ، وَنَحْنُ العُصَاةُ العَبِيدُ، فَعَامِلْنَا بِكَرَمِكَ وَجُودِكَ، وَاسْتَجِبْ دُعَاءَنَا فِي إِخْوَانِنَا، وَأَغِثْهُمْ بِنَصْرِكَ فَلا مُغِيثَ لَهُمْ سِوَاكَ، وَلا نَاصِرَ لَهُمْ إِلاَّ إِيَاكَ، يَا رَبَّ العَالَمِينَ. ، اللهم ارحمْ الأطفالَ الرُضعْ والشيوخَ الرُكعْ والثكالى ، اللهم إنهم حفاةٌ فاحملْهم ، اللهم إنهم عراةٌ فاكسْهُم اللهم إنهم جياعٌ فأشبعْهم ، اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ،وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَوعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهمبإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَالراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِوالنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ،ومن كره الإسلام والمسلمين ، اللهُمَّ ا نصرْ عبادَك المجاهدينَ في سبيلكَ في كُلِّ مكانٍ ياربَّ العلمين ، اللهم سددْ رميَهم ، ووحدْ صفَّهم ، واجمعْ على الحقِّ كلمتَهم ، ياربَّ العالمين ، اللهم عليك ببشار وجنودِهِ الأشرار ، اللهُم أرنا بهم عجائبَ قدرتِك ، وفجاءةَ نقمتِك ، وأليمَ عذابِك ، اللهم اقذفْ الرعبَ في قلوبِهم . وجمدِ الدماءَ في عروقِهم ،وشلَّ أطرافَهم ، واجعلْهم عبرةً للمُعتَبرين ، إنك على ذلكَ قديرٌ ، وبالإجابةِ جديرٌ ، ياربَّ العلمين ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.ياربالعالمين ، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْكلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلماتوالمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِيالدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِوَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
[RAMS]http://abosami.com/pro/nbz.mp3[/RAMS]
التحمـــيل
المفضلات