بسم الله الرحمن الرحيم
لمن يعتقد بقلة أعداد الضياغم أوضعفهم حين وصولهم واستيلائهم على الحكم من بهيج بن ذبيان في حائل أو قبل ذلك
أولا بهيج لن يقاتل وحده ومعه قوة منيعة وهي اللتي ثبّتت حكمه وايضا إستفاد من موقعه الحصين بتثبيت وتقوية ملكه في منطقة حائل
ثانيا معارك الضياغم مع بهيج ليست معركة واحدة وهي عدة مجاولات لحين سقوطه
ثالثا قوات بهيج والتى أتت بعد فترة لآخذ الثأر حيث قتلت تسعين رجلا من آل جعفر على حين غرة في الخاصرة بمعنى أنها أكثر بكثير وأن أعدادهم بالمئات
رابعا لنلاحظ بعض الآبيات القديمة في وصف أعداد الضياغم
يقول الأمير شهوان بن منصور بن ضيغم ويصف كثرتهم قبل هجرتهم للشمال
قال شهوان:
وادي ضاق بنا يا آل ضيغم ..... صغير ونبغي من وراه الفوايد
من أسفله نجد الجماد يحدنا ..... ومعلق بأقصى القعوم الفرايد
ذكرها العريفي وذكرتها الدكتورة اليسون ليريك وغيرهم كثير
ولم يضق الوادي الا من كثرتهم
أيضا مازلنا في اليمن وفي عام 648هـ
ماورد في كتاب
( السمط الغالي الثمن )
من إشارة صريحة إلى أن الضياغم بفرعيهم كانوا مع الجيوش الرسولية التي سيرها المظفر الرسولي للقضاء على حركة الأمير داوود بن عبد الله سنة 648هـ
قال في سياق حديثه عن تلك الحركة:
( وكان الشيخ بدر الدين عبد الله بن عمرو قد جمع خيل البدو وكافة آل راشد وآل ضيغم , فاجتمعوا نحو مائتي فارس وتوسم النهوض بهم إلى صعدة )
مئتي فارس في عام 648هـ غير الذين لم يلتحقوا بالجيش وكبار السن والاطفال والنساء
وهذا الصهيبي عاشق كسلا بنت شهوان يصف قيادة شهوان لتسعة الآف فارس انظروا للقصيدة وهي من مخطوطة ابن يحي
من جريدة الرياض
سعد الحافي
يقول الصهيبي الذي من قبيله
كثير عواديها قليل ذليلها
أهل عصم الآريا غربوا لي بعشقة
جهة مطلع النجم اليماني نزيلها
مفلجة الأنياب بنت ابن ضيغم
هي عشقتي وان مت فانا قتيلها
ألا ما حلا مسراً لها عقب هجعه
إلى نامت الاعيان الا قليلها
ابوها مقدي تسعة الاف فارس
والى عمست الاريا فاخوها دليلها
نسب الشاعر وعصره:
جاء في مخطوط ابن يحيى "وهذا مطلع قصيدة لفاضل الصهيبي من الضيغم قالها في معشوقته كسلا بنت شهوان بن ضيغم" ومن ذلك يستبين لنا عصر الشاعر بأنه من أهل القرن الثامن الهجري بما ثبت ان شهوان بن ضيغم عاش أواخر القرن السابع ومطلع القرن الثامن الهجري.
انتهى
.
خامسا : قصيدة الفارس الأميرعرار ابن شهوان
يقول الفتى عرار في راس مرقبه *** عفا الله عن عين تزايد همــــــيله
الى ان يقول :
تخاف من دهــــــــــيا دهوم يجرها *** ثلاث الاف وعمـــــــــــــير دليله
ضربت ابن روق لمن دلبحـــن بهم *** الى لحيته بالقــــــــــاع جثه نثيله
وفي كتاب/ تغريبة بني هلال وحروب الضياغم , تأليف/ الدكتورة أليسون ليريك الأمريكية ’ ص149 وهي لعرار بن شهوان حيث يقول :
نحيت عن البلها ثمانين فـــــارس --- وانا شوق من دق الشفايا بنيله
واخوف قلبي من دهوم يجـــــرها --- ثلاثــة آلاف وعــــــمير دليله
وبغيت عمير مارعني غدت بــــه --- وراحت به الصفرا سريع نقيله
وضربت ابن الروق يوم ادبحن بهم--- يالــحيته بالــقاع يسيــل سيــــله
بشلفا تلظا في يمين بن ضيــــغم ---- مصقولة للحرب يوضي شـعيله
هنا يتضح قيادة عمير بن راشد لثلاثة آلآف فارس لكن نجاته من عرار بفضل الله ثم بفضل فرسه الصفرا في تلك المعركة .
وفي كتاب ( معجم الشعراء الشعبيين ) لأحمد فهد العلي العريفي كآلاتي :
قال الفتى عرار في راس مرقبه --- عفا الله عن عين تزايد هميـله
تخاف من دهيا دهــــــوم يـجره --- ثمانية آلاف عميــــر دلـــيـلـه
وبغيت عمير مارعني غدت به --- غدت به الصفرا مستخف نقيله
أيضا نزوح الضياغم من اليمن (جنوب الجزيرة العربية حاليا ) إلى حائل ، حيث نزلوا في وادي الدواسر فترة من الزمن وقال أحدهم وقيل فارس بن شهوان الضيغمي قصيدة معروفة يمتدح فيها عامر بن بدران شيخ الدواسر الذي أكرمهم وزهبهم، فهو قد عاش أواخر القرن السابع الهجري وبداية القرن الثامن ، ،
وحيث جاء عند إبن فضل الله العمري في مسالك الأبصار المتوفى سنة (749هـ) (الدواسر وشيخهم رواء بن بدران) ورواءً هذا أخٍ لعامر ، وعليه يكون وقت عامر بن زياد بن بدران يوافق منتصف القرن الثامن الهجري أو بدايته على حسب إمارته فقد تكون قبل أخيه رواء وقد تكون بعده ونستنتج دليل وقت هجرة الضياغم والتى مروا على شيخ الدواسر حيث ذكروه في أشعارهم،
ومنها قصيدتهم الشهيرة بالهجرة ومنها :
نويت ترك الدار وأنا ابن ضـيـــغم
-------------لابـــد عــمـــار الـعـالـمــيـن نــفـاد
وطـيـتـها وادي الــقــويـع تـعـمد
-------------وتـمــنـيــتـها لـــولا الـهــيــام بــلاد
لــيــلة بالسـرداح لا عـّله الحـيـا
-------------هــشــيمه وقــافـاً وحــمـضـه بــاد
ولــيــله بالـحدبا و لـيـلة بالركـاء
-------------شـــّدوا وخـــّلوا بالــمـــراح ســواد
ولــيــلة بالـقـمراء هــزلأ حلالنا
-------------ولــيــلة في حـزم الحصـاة اشـداد
ولــيــلة بــمـاســل ٍ ومـويـسـل
-------------وجــيــه المــغــارف كـنـهن اجـــداد
ومنها
وردت اعطاش قرية الجاهلية .......... مياحها ما يسمعون امناد
وليلة وردنا العد عد آل زايد .............عدّ إلا نهل من جمامه زاد
ضفنا وضيفنا ابن بدران عامر .......... حييت يا غمرن فلاحه باد
شيخ ذبح في الحال عشرين فاطر ........والأكباش ما يعرف لهن اعداد
وكمل مزاهبنا على كثرعدنا ..........وخلا الجمال تشيل كثير الزاد
فما ظل إلاّ ظل غار من الصفا.......... ولا شيخ إلاّ عامر بن زياد
حتى قال
ومـنـهـن تـوجهـنا لـنـجد العذية ..... وحـصـل لنــا في جبـل طـي طــراد
لقينا بها كبـود الرجـال الصيارم .....وخـذيـنـاه بالسيـف الشــطـير وكـاد
فذبح كل هذه الجمال والأكباش يدل على كثرتهم حتى أنه في رواية ذكروا ثمانين ناقة ضيافتهم علما بأن الناقة يأكلها مائة رجل على الحساب القديم ولها أصل بالحديث الشريف وعلى ذلك عشرين ناقة تطعم ألفين غير الأكباش فيكون العدد فوق الثلاثة الآف والله أعلم
أيضا في أحد القصص عندما أتى رسول فارس بن شهوان لأبيه بعد قصة نزوح فارس بسبب المرأة التى وضعت له المكيدة التى انكشفت فيما بعد ونزح بسبب ردة فعل أبيه تجاه جارتهم
حيث فرحوا بمرسول فارس بعد فترة غيابه الطويله فقام الامير شهوان وأكرم الرسول بثمانين صحنا فرحة به وكل صحن إما ناقة أو كبش ولانعلم عدد الذين حضروا الوليمة رغم الجوع وضعف الحال لكن الأكيد أنهم كثير
حيث يقول الأمير شهوان بن منصور بن ضيغم في هذه المناسبة وفيها توضيح للنسب :
صايح عند العصير إستهاضنا =يقول إن عمار خياله شيف
ركبنا طوال الخيل من فرحه به =إيلا العج له عند العصير عذيف
منيف على بنت العذي وجده= منيف وجده ضيغم بن منيف
تناست به الأشرار لين جعلنه =كما الذهب الصافي عباه نظيف
منيف اللي خيلنا تلتوي به = كما حجل ليدي تلتوي بعريف
حضرت له باسفل جيا كرامه =ثمانين صحن سمنها ذريف
يدعي عليها الضيف والجار قبلنا =ويدعى عليها نازح وضعيف
مما يدل من الأدلة السابقة كثرة أعداد الضياغم وأنهم ليسوا بالقليل
وهذا سبب قوي لبروزهم وقوتهم في العصور القديمة
فورود اسم الضياغم بحروب اليمن التى ذكرها المؤرخون وكذلك وجودهم القوي بتثليث وفرحة القبائل بنزوحهم واستيلائهم على أماكنهم بعد الرحيل وكذلك ضيافة القبائل لهم وإكرامهم وكثرة حروبهم ومقارعتهم الأعداء وإزاحة ملك السلطان مارد ومقتله وإزاحة ملك بهيج بن ذبيان عن حائل واستيلائهم على الحكم مكانه وتسلسل الحكم بهم حتى سقوط حائل 1340هـ
يدل دلالة على قوتهم وسيطرتهم وهيمنتهم على مدى تلك العصور رغم مامر بهم من ضروف كثيرة من معارك وقتل وغرق إلا أنها لم تؤثر على قوتهم ومسيرتهم التاريخية العتيدة
أردت فقط توضيح أعداد الضياغم وحجم قوتهم من خلال بعض المراجع وأن من يظن أنهم قلة قليلة فهو مخطيء فهم قوة يحسب لهم ألف حساب
هذا الموضوع كما قلت لتسليط الضوء على حجم وأعداد الضياغم في عصورهم القديمة حتى يستفيد الباحثين من هذا الموضوع لكي يبنوا عليه معلوماتهم الصحيحة
أما التواريخ الحديثة فأظن أن أعداد قبيلة شمر في المعارك أو بوجه عام تقريبا يكون معروفا فبعض المصادر بينت تعداد الاطراف رغم أننا نفتقر الى كثرة البحوث في هذا الشأن حيث أن المجال متاح للجميع
رغم أني مازلت أبحث في هذه الناحية ولله الحمد فقد وصلت وتعمقت في معارك القبيلة والتي وصلت لحد الآن أكثر من ثلاثمائة معركة تاريخية مع القبائل الأخرى والدخول بتفاصيلها وذلك لتوثيق التاريخ على أمل أن يصدر على شكل كتاب تاريخي يحفظ الموروث ومحاولة جمع أكبر قدر من التفاصيل التاريخية مادام الوقت يسمح بذلك حيث يوجد مصادر كتابية وشفهية موثوقة يستند عليها
نسأل الله التوفيق للجميع
نايف الصنيدح
17-7-1433هـ
.
.
المفضلات