لا ارى غير ذلك الكهل في قاربه الشراعي وسط البحر


وقد استسلم لمصير محتوم



هو وقارب انكسر شراعه وسط امواج تتلقفه


ومرض يعبث به منذ سنين

فهو موقن انه هالك هذه المره لا محاله


ويتمنى ان يموت بهدوء قبل الغرق حتى لا يعاني

واكثر ما يجعله متمسك بهذه الحياة

انه يعيل اطفال لا يدري ما سيكون بهم بعده


يستلقي وسط قاربه وينظر للسماء


يتذكر حين كان طفلاً يتيماً لم يعيش مثل باقي اقرانه

لم يلعب مثلهم

لم يطلب من والديه مثلهم

حتى اقاربه ابتعدوا عنه وهو في اشد الحاجه اليهم

تمر هذه المرحله في مخيلته وتغادر الى مرحلة الشباب

فهو كان شاباً مجتهداً يحب العمل

لكن اين ذاك العمل وامره قد علق بمن لا يرحمه

احد اقاربه قد استأجره عنده كأجير

استغل ظروفه

ضاعت ايام كثيره من عمره وهو اجير

لم يكن يفكر مثل الشباب في مثل عمره

فهم يفكرون في الانتقال الى حياة زوجيه وتربية الاطفال

اما هو فكيف يتزوج ؟


كيف يتزوج وكل ما حوله يأمره ( بالصوم ) ؟


يهز رأسه بغيت نسيان هذه المرحله من عمره

فهو لا يريد ان يتذكر انه كان يريد ويريد ولم يستطيع ان يحصل على ما يريد .

لكن خياله تحول الى ما بعد الشباب

الى وقت تزوج فيه من فقيره بسيطه مثله

وانجب الاطفال

كان يكتم تعبه وحزنه لانه يعي ان مصيرهم مثل مصيره

فالحال لن يتغير

لان كل من حوله لا يرعونهم ولا ( راع ) يهتم بهم في حال تركهم ومات .


وصل الى حاله على قاربه

تذكر انه في صباح ذلك اليوم العصيب العاصف خرج الى قاربه


واستقبل البحر الهائج


دون خوف او وجل

( وتوكل على الله )



وهاج به البحر وكسر شراع قاربه

واتعبه الموج واستثار جراح الزمن في جسده

فهو الان مستلقي ينتظر الموت




ابتسم


لانه تذكر انه وكل الله على اهله

فالله من لا تضيع ودائعه

ويعلم ان من توكل على الله فهو حسبه

فلا حاجة لهم بالناس


وكانت هذه الابتسامه هي اخر ما فعل في دنياه قبل ان يفارقها


وحال الموج بيني وبينه


فلم اعد ارى



؛؛؛؛؛؛


اختصرتها وحذفت ما امكنني منها ووضعتها هنا لاني ارغب في نسيانها









وتقلدوا تحيتي