نحن بحاجة إلى شئ مستقل من الأعلام لأننا نفتقده
فالدول الأخرى مازالت تملك تلك الأستقلالية في أعلامها ولا تخضع
لكائن من كان لأنها هي من تحكم تلك الوزارات بشعبها ولا تحكمها لجهة
متفرده بنوعيتها وخصوصيتها..
ولكننا هنا نحاول أن نلتمس من وزارة الثقافة والاعلام التوجيه السليم
ولكن كيف يكون هذا وهي نفسها غير مستقلة مثلها مثل باقي الوزارات
الأخرى.
فالوزارة التي لا تقوم بدورها الأساسي هي وزارة تقوم على حسب توجيه
غيرها من هم فوقها.. وليس المختصون الذين يعملون فيها..
ولأنهم ضعفاء يحبون التبعية ولا من بينهم قادر أن يفعل الفعل
أصبحت تلك الوزارة لا تقوم بدورها وفقدت قدرتها على العطاء لأن هناك
من يوجهها من بعيد وهو ليس منها ولا يعرف اختصاصاتها..
فكل من بها عقول أعتادت على التبعية ولكنها بهذا لا تتبع الحقيقة
لهذا أقول لكِ أننا بحاجة إلى قنوات مستقلة ورأي مستقل ليقول
لتلك الوزارة أنك فقدتي شرعيتك في الأدارة حينما تجاهلتِ دورك
وقيامك بالواجب.. ولكن هذا شئ من الصعوبة لأنه ليس هناك
من يملك الشجاعة ليملك ذلك الرأي المستقلّ..
أما عن تلك القضايا التي ذكرتيها في أخر ردك وبأن ذلك هو اعلامنا الجديد
فمن الطبيعي أن يكون كذلك.. ومن الطبيعي أن يسلط الضوء على
تلك المآسي.. ولكن لماذا .. !؟
لأن الناس أصبحوا يعيشون في حياة الناس ويحبوا أن يسمعوا عن جراح
وأحزان غيرهم وكأن في ذلك متعة لهم.. وتلك الجهات الاعلامية من أجل
حفنة من المال أستغلوا فرصتهم.. وأصبحوا يستوردون لهم تلك المآسي
وينشروها في كل مكان..
أما الموهبين والمخترعين فأمرهم ثابت ومن يحتاج لهم سيجدهم
ولكن أن تتحدث الأعلام عن حياتهم وطفولتهم فهذه أشياء
يعلم الاعلام أنها من الاحاديث المملة ومن الطبيعي أن يفقدوا متابعينهم
ولكن أن تكون هناك مآساة فالكل يحب مشاهدة ذلك..
فهذه هي الحياة واصبحت على هذا النحو.. والمشاهد اليومية تدل على ذلك
فلو وقع شر أو مصيبة أو حريق أو صراخ إنسان في شارع ستجدين
الكثير والكثير من يجتمع عند ذلك المكان لأنهم يحبوا مشاهدة ذلك..
أما لو هناك مكان به خير وفضيلة لوجدتي القليل من الناس من يقدم إليه..
هنا اعذريني لعودتي ولكِ شكري
نقطة مهمة أخيرة :
وزارة الثقافة والأعلام ليست بحاجة لمن يذكرها بدورها وواجباتها فهي أعلم الناس بمسؤلياتها..
على الأقل هذا ما ستقوله للآخرين في ردها عليهم..
ولكن بحاجة لمن يجبرها على ذلك سواء عن طريق تلك القنوات
المستقلة وذلك الرأي أو تلك القوة التي تعيد لها صياغتها
وتفرض عليها ملتزماتها.
المفضلات