بسم الله الرحمن الرحيم
أمراض الكلى هي أحد عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومنها النوبة القلبية وعجز القلب، ومرض الشرايين
المحيطية، ومرض الشريان السباتي، وخثرات الأوردة الدموية العميقة. ومع تدهور وظائف الكلى فإن خطر أمراض القلب يزداد.
قالت دراسة هولندية إن كل انخفاض بمقدار 10 مل/ دق في معدل الترشيح GFR يرتبط بارتفاع بنسبة 32% في خطر النوبة القلبية.
أما الانخفاض السريع في معدل الترشيح فيؤدي إلى خطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
والعلامة الأخرى لأمراض الكلى، هي وجود البروتين في البول، وهي مؤشر قوي لظهور أمراض القلب. وكلما ازدادت كمية البروتين زاد الخطر.
من هنا .. إليك بعض الاستراتيجيات المعقولة، لدرء أمراض الكلى من جهة، وللإبطاء في سريان المرض الموجود فيها من جهة أخرى:
ضغط الدم
لا يحظى هذا المرض عادة بالاهتمام المطلوب، وهو لايشخص في كثير من الأحوال. ومن دون التحكم في هذا الضغط فإنه
سيساهم بقوة في حدوث >> النوبة القلبية / السكتة الدماغية / فقدان البصر / إضافة إلى أمراض الكلى المزمنة.
وتعتبر قيمة ضغط الدم الطبيعية في حدود 120/80 ملليمتر زئبق. وتعتبر القيم الواقعة بين 120/80 و 139/89 « مرحلة ما قبل ضغط الدم
المرتفع prehypertension» ، وقيمة 140/90 فأكثر هي مرحلة الإصابة بضغط الدم المرتفعhypertension . وإن كنت سليما فإن
متوسط ضغط الدم يجب أن يكون أقل من 140/90 ملم زئبق. ولكن إن كنت مصابا بداء السكري، أو بأمراض القلب، أو بتصلب الشرايين
(أمراض الشرايين التاجية، أمراض الشريان السباتي، أمراض الشرايين المحيطية)، فإن ضغط الدم لديك يجب أن يكون في حدود 130/80. أما
المرضى الذين لديهم كميات كبيرة من زلال البول فعليهم وضع هدفهم لتحقيق قيمة ضغط الدم في حدود 125/75. وفي كل الحالات فإن قيمة
ضغط الدم الطبيعي هي الأفضل دوما.
وبما أن ضغط الدم المنخفض هو الأفضل للصحة فإن عليك أن تتآلف مع نمط حياة « صديق لضغط الدم »، وأهم ملامحه الحد من تناول
الملح (أقل من 1500 ملغم للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم / أمراض الكلى / وكل من تعدى أواسط العمر أو من كبار السن، وأقل
من 2300 ملغم للآخرين)، وإجراء تمارين رياضية معتدلة (مثل المشي لفترة 30 دقيقة يوميا)، تنظيم الوزن (الحد من تناول السعرات الحرارية
وممارسة الرياضة). الكثير من الناس يحتاجون إلى مساعدة أكبر، وتعتبر مدرات البول ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACEIs،
وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين ARBs، وحاصرات قنوات الكالسيوم calcium - channel blockers، وربما حاصرات بيتا bet
blockers أفضل الوسائل. إلا أن الأدوية الأولى (ACEIs) والثانية (ARBs) مفيدة على وجه الخصوص في حماية الكلى لدى مرضى السكري.
وإضافة إلى ذلك فإن هذين النوعين من الأدوية، ونوعين آخرين من أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم «ديلتيازم» «diltiazem فيراباميل
«verapamilبمقدورها المساعدة في تقليل بروتينات البول وحماية الكليتين لدى الأشخاص غير المصابين بداء السكري.
سكر الدم
عند الحديث عن السكري فإن أفضل الخطط هي منع الإصابة به، بتنظيم الوزن، والتريض، وتنظيم الغذاء. بل وحتى بعد الإصابة بالسكري
تظل هذه الأمور مهمة جدا إضافة إلى العلاج.
بروتين (زلال) البول
وهو جانب يتسم بأهمية خاصة، وكل المصابين بالسكري يجب أن يخضعوا لفحص البول البروتيني الميكروي microalbuminuria بشكل
منتظم. حتى وإن كان مريض السكري غير مصاب بارتفاع ضغط الدم، فإن وجود بروتين البول لديه يتطلب تناول دوائي (ACEI) و (ARB)
أو كليهما بهدف السيطرة على بروتين البول ولدرء حدوث أمراض الكلى أو إبطاء مسيرتها. إلا أنه يتعين على الأطباء وصف هذه الأدوية
بعناية، بمراقبة ضغط الدم، ومستوى البوتاسيوم في الدم وإجراء فحوصات وظائف الكلى. وإن لم يستطع الجسم تحمل هذه الأدوية, أو إن كانت
هناك حاجة ماسة للمساعدة، فإن حاصرات قنوات الكالسيوم («ديلتيام» و »فيراباميل») يمكن أن تكون مفيدة.
ويفترض الباحثون أيضا أن بمقدور أدوية الستاتين ststins أن تخفض من مستويات بروتين البول، وتبطئ تقدم أمراض الكلى المزمنة.
النظام الغذائي
وهو مجال مثير للجدل، فقد أظهرت بعض التجارب التي أجريت على الحيوانات أن المستويات العالية من البروتينات الغذائية يبدو أنها تعجل
من التدهور المرتبط بالعمر لوظائف الكلى. ويبدو أن الحد من تناول البروتينات يؤخر فشل الكلى أو الوفاة لدى المرضى المصابين بأمراض
الكلى المعتدلة والشديدة. كما أن امتناع مرضى السكري عن تناول اللحوم الحمراء، يقلل من حالات البول البروتيني albuminuria بينما يبدو
أن تناول السمك يقي منه. إلا أنه لا توجد أي دلائل على أن المستويات العالية من البروتين الغذائي ستلحق الضرر بالكلى، ولكن في الوقت نفسه،
لاتوجد فوائد من الإفراط في تناول البروتين. وعلى كل الأحوال فإن من الحصافة التوجه للالتزام بتوصيات غذائية لتناول (56 غراما) من
البروتين يوميا. وبالإضافة إلى تنظيم تناول البروتين الغذائي يجب على المصابين بأمراض الكلى الاستفادة من الإرشادات الغذائية اللازمة لمنع
حدوث سوء التغذية، وكذلك تنظيم تناول العناصر مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور.
وربما تحتوي مشروبات الكولا على كميات كبيرة من الفوسفات تعاني منها الكلى المريضة. ويمكن أن يلحق تناولها لفترة طويلة الضرر بالكليتين.
الأدوية
إن الاستخدام الموجه لمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEIs)، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs)، وحاصرات قنوات
الكالسيوم، يمكن أن يكون مفيدا بشكل استثنائي لمرضى السكري وللمرضى المصابين بالبول البروتيني. وتساعد أدوية الستاتين في حماية مرضى
الكلى من مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية، كما قد يمكنها تقليل خطر هذه الأمراض نفسها. ورغم أن بعض أنواع الأدوية يمكنها حماية
الكلى المعرضة لخطر المرض فإنه لا توجد أدوية موجهة لكل الحالات لمساعدة الكلى السليمة لكي تبقى سليمة. ومع هذا فإن الحد من استخدام
بعض الأدوية قد يحد من ظهور مشكلات الكلى، والأدوية غير الأسترويدية المضادة للالتهابات وأدوية تخفيف الألم التي تباع من دون وصفة طبية،
هي من أكثر الأدوية المشبوهة هنا، وخصوصا لدى استخدامها بجرعات عالية ولفترات طويلة. وينبغي على كل المرضى المصابين بأمراض
الكلى اختيار الأدوية واستخدامها بعناية.
نمط الحياة
إن نمط الحياة المهم لكل الجسم، كما هو الشأن أيضا للكلى. ويتفق الخبراء على أن التمارين المنتظمة، والسيطرة على الوزن، ووقف التدخين مهمة
جدا لحماية الكلى. وللإنصاف، فإنه لاتوجد تجارب إكلينيكية تؤكد هذه النصائح، إلا أنه مادامت هذه الخطوات مهمة لعموم الصحة، فإنها تبدو مقبولة.
أتمنى للجميع الصحة والعافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات