رعد المزون:كل ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فالإيمان به متعلق بالعقيدة ، لأنه لا يتم الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلَّم إلا بالإيمان بأخباره ، ومن لم يؤمن بأخباره فهو فاسد العقيدة ، وقد تقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وفيه أن عصمة الدم والمال إنما تكون لمن آمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلَّم .قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في عقيدة أهل السنة والجماعة التي رواها عنه عبدوس بن مالك العطار : والإيمان أن المسيح الدجال خارج مكتوب بين عينيه كافر والأحاديث التي جاءت فيه ، والإيمان بأن ذلك كله كائن وأن عيسى بن مريم ينزل فيقتله بباب لد . انتهى .
وقال أبو محمد البربهاري رحمه الله تعالى في شرح السنة :
والإيمان بنزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلَّم ينزل فيقتل الدجال ، ويتزوج ويصلي خلف القائم من آل محمد صلى الله عليه وسلَّم ويموت ويدفنه المسلمون . انتهى .
والقائم من آل محمد صلى الله عليه وسلَّم هو المهدي كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال :
( ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صلِّ بنا فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة )
رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده بإسناد جيد ، وقد ذكره ابن القيم في الكتاب ( المنار المنيف ) وقال : إسناده جيد .
وقال الطحاوي رحمه الله تعالى في العقيدة المشهورة : ونؤمن بأشراط الساعة من خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام من السماء . انتهى .
وقال أبو الحسن الأشعري في كتابه ( مقالات الإسلاميين ) : جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله ، وما جاء من عند الله ، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لا يردون من ذلك شيئا ـ إلى أن قال ـ ويصدقون بخروج الدجـال ، وأن عيسى بن مريم يقتله . انتهى .
وهذا حكاية إجماع من أهل الحديث والسنة على التصديق بخروج الدجال ، ونزول عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام وقتله الدجال . والعبرة بأهل الحديث والسنة ، ولا عبرة بمن خالفهم من أهل البدع والضلالة والجهالة .
وقال أبو محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني المالكي رحمه الله تعالى في رسالته المشهورة :
والإيمان بما ثبت من خروج الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام حكما عدلا يقتل الدجال . انتهى .
وقال أبو أحمد بن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد في عقيدة له :
وأن الآيات التي تظهر عند قرب الساعة من الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام والدخان والدابة وطلوع الشمس من مغربها وغيرها من الآيات التي وردت بها الأخبار الصحاح حق . انتهى .
وقال الموفق أبو محمد عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي في عقيدته المشهورة :
ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلَّم وصح به النقل عنه فيما شاهدناه أو غاب عنا ، نعلم أنه صدق وحق ـ إلى أن قال ـ ومن ذلك أشراط الساعة مثل خروج الدجال ، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة وأشباه ذلك مما صح به النقل . انتهى .
وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى :
مسألة : عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلَّم حي رفعه الله تعالى إليه بروحه وبدنه ، وقوله تعالى : { إني متوفيك } أي قابضك ، وكذلك ثبت أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق فيقتل الدجال ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية حكما عدلا مقسطا ، ويراد بالتوفي الاستيفاء ، ويراد به الموت ، ويراد به النوم ، ويدل كل واحد القرينة التي معه . انتهى .
وقال القاضي عياض في شرح مسلم :
نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق صحيح عند أهل السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك ، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله ، فوجب إثباته وأنكر ذلك بعض المعتزلة والجهمية ومن وافقهم ، وزعموا أن هذه الأحـاديث مردودة بقوله تعالى : { وخاتم النبيين } وبقوله صلى الله عليه وسلَّم : ( لا نبي بعدي ) وبإجماع المسلمين أنه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلَّم ، وأن شريعته مؤبدة إلى يوم القيامة لا تنسخ . وهذا استدلال فاسد لأنه ليس المراد بنزول عيسى عليه السلام أنه ينزل نبيا بشرع ينسخ شرعنا ، ولا في الأحاديث شيء من هذا ، بل صحت الأحاديث أنه ينزل حكما مقسطا يحكم بشرعنا ، ويحي من أمور شرعنا ما هجره الناس . انتهى كلامه ، وقد نقله النووي في شرح مسلم وأقره .
وقال المناوي في شرح الجامع الصغير : أجمعوا على نزول عيسى عليه الصلاة والسلام نبيا لكنه بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلَّم . وقال المناوي أيضا : حكى في المطامح إجماع الأمة على نزوله ولم يخالف أحد من أهل الشريعة في ذلك ، وإنما أنكره الفلاسفة والملاحدة . انتهى .
وقال السفاريني في شرح عقيدته : نزول المسيح عيسى بن مريم ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة ، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه ، وقد انعقد الإجماع على أنه ينزل ويحكم بهـذه الشريعة المحمدية . انتهى .
هذا ما ذكره علماء المسلمين في خروج الدجال ، ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان ، وفيه أبلغ رد على قول الخطيب أن المرويات من الأحاديث والأخبار في شأن رجعة المسيح ، أو في شأن ظهور الدجال لا متعلق لها بالعقيدة .ومما ذكرته عن أهل العلم يتضح أن الخطيب قد خالف عقيدة أهل السنة والجماعة ، وإجماعهم على خروج الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ، ووافق أعداء الإسلام والمسلمين من الفلاسفة والملاحدة الذين أنكروا خروج الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام .
رعد المزون ..
نعم إن كل ماذكرته أنت وأوردته مشكوراً أعلاه هو محل إتفاق وإجماع عند علماء الأمة ومتعلق بعقيدة المسلم وهي من أصول الأيمان ... لإن كل ما أخبر به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلَّم يجب أن نؤمن به لأن الإيمان به متعلق بالعقيدة ، ولأنه لا يتم الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلَّم إلا بالإيمان بأخباره ، ومن لم يؤمن بأخباره فهو فاسد العقيدة .
أعيد وأكرر بإن:
خروج الدجال يقين وقتله على يد عيسى عليه السلام هذا يقين لاشك فيه ..
وخروج يأجوج ومأجوج يقين لاشك فيه عندي
وطلوع الشمس من مغربها يقين لاشك فيه عندي
وخروج الدابة يقين وأشباه ذلك مما صح به النقل يقين لاشك فيه عندي ..!
إذن نزول عيسى بن مريم عليه السلام وقتله للدجال يقين كون الأحاديث فيه متواترة ووردت في الصحيحين البخاري ومسلم وبقية كتب السنة الصحاح الستة وهي
صحيح البخاري
صحيح مسلم
سنن أبوداوود
سنن ابن ماجه
سنن للترمذي
سنن النسائي
طيب ليش التركيز والتكرار في هذا الشأن !!
بالتأكيد عيسى عليه السلام سينزل والناس فيها خير والجهاد قائم والناس مجمعه تجاهد خلف إمام وخليفه وسيصلي عيسى عليه السلام خلفه .. نعم سيصلي خلف (خليفة المسلمين وقائدهم وإمامهم) حين نزوله هذا لاشك فيه لدي ولكن الإختلاف هنا فقط حول ماهية هذاا الرجل (خليفة المسلمين وإمامهم ) من هو ولمن ينسب ؟!..
فياليت نركز على الأحاديث الواردة في المهدي ونسبه وليس في غيره ؟!
نعم هناك أحاديث ذكرت عيسى عليه السلام وجمعته مع المهدي فيمكن إيرادها ولامشكلة لدي في ذلك؟ ولكني أستغرب منك خلطك الحابل بالنابل .. أعني أن أي حديث لايتضمن أسم المهدي بشكل واضح وصريح ياليت عدم إيراده هنا كون ذلك لاعلاقه له بموضوعي ؟!
موضوعي متعلق بالمهدي (ونسبه للحسن) وبالرايات السود والسفياني ؟!!
هل نحن وأنتم بحاجة حتى أكرر لكم
أن نزول عيسى عليه السلام يقين لاشك فيه عندي وكذلك قتله للدجال يقين لاشك فيه عندي وصلاته خلف إمام المسلمين وخليفتهم حين نزوله أيضاً يقين لاشك فيه عندي؛ ولكن الإختلاف في ماهية وهويّة ونسب هذا الخليفة والإمام والقائد الذي سيصلي خلفه عيسى عليه السلام حين نزوله ؟!!
لم يرد في الصحيحين (البخاري ومسلم ) أي شيء عن المهدي أونسبه ... لقد ذكروا فقط أن هناك إمام وأمير (خليفه) حين نزول عيسى عليه السلام والذي بلاشك سيصلّي خلفه حين نزوله في باديْ الأمر ولكن لم يرد أي ذكر لإسم المهدي أولنسبه للحسن بن علي رضي الله عنه في الصحيحين لابتصريح ولابتلميح ؟!..
ياليت نركز شوي على مضمون الموضوع (المهدي) ولانشتته أونخرج عنه يارعد المزون بذكر أقوال ورأي علماء وأحاديث لاتتضمن المهدي وهو مارأيته في مداخلات وردود أبوضاري علي فكلها تركزت حول المهدي حتى وإن جاء ذكر عيسى عليه السلام والدجال معها فلامشكلة لدي في ذلك .
نعم تُعجبتني مداخلات وردود أبوضاري خاصة رده الأخير الخاص بفتاوي الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى وجمعنا معه في الفردوس الأعلى من الجنان لإنها تركّزت على مايتعلق ويخص المهدي وأبتعدت عما ليس له علاقة بأسم المهدي بشكل واضح وصريح ..!!
تحياتي لك .
المفضلات