كلمتني وقالت ..
صباح ذات يوم اتتني معلمتي ..
والإبتسامة على غير عادتها اذ رأتني ..تكسوا وجهها .. المغرق بأدوات المكياج ..
وهي تقول ابنتي قد خصص لكم يوم ونريد منك ان تشاركي في الحلفل ..
بقراءة كلمة فيه .. هل توافقين ..
فقلت في نفسي هذه فرصتي لأتحدث من قلبي لمجتمعي الذي احبه .. واعتب عليه كثيراً ...
فقلت لها : نعم أوافق ..
قالت غداً سنجتمع في مسرح المدرسه لتوزيع الأدوار والفقرات بين الطالبات المشاركات ..
وبعده ستجتمع كل المدارس المشاركة في المدرسة المحدده .. لعمل بروفة كاملة قبل الحفل ..
قلت على بركة الله ..
فعزمت في نفسي على أعداد كلمتي .. بما اريد .. غير عابئة بما يريدون.. فقد خبرتهم ..
فهم لا يدركون احتياجتنا .. الحقيقية .. وان زعموا غير ذلك ..
وان اوصل .. ما اريد .. لمن اريد .. بما اريد
وليكن ما يكن ..
فإنطوى على ذلك قلبي .. وكتمت ..
جاء الغد .. وجلبوا بعض الطالبات شديدات الإعاقة .. وبعض الطالبات السيلمات ..
ثم وزعت الفقرات الخاصة بمدرستنا ..
وكان نصيبي منها كلمة الطالبات ذوات الإحتياجات الخاصة ..
فقلت نعم .. هذه هي ..
فأعطوني ورقة مكتوب بها الكلمة .. فألقيت عليها نظرة سريعة ..
فإذا بها بعض الكلام الذي يحوي الثناء على العموم الا انفسنا ..
فقالت المعلمة تدربي عليها ... فطويتها في جيبي وانا اكاد امزقها من شدة حنقي .. فتمالكت نفسي ..
وانا اتميز من الغيض ..
فجاء يوم الإجتماع العام بمقر الحفل في اليوم الذي يسبقه ..
فإنتقلنا الى هناك ..
فأخذت جانباً انظر ماذا يراد بنا ..
فإذا باخواتي الطالبات المعافيات .. أخذن الفقرات الحلوه ..
واظهرن بالمظهر اللائق ..
الذي يصورهن بملائكة الرحمة ..
أما اخواتي المبتليات .. قد حشروهن بفقرات ..
لا تبرز منهن الا اعقاتهن .. واظهارهن بالمظهر المقزز ..
كفرجة واعتبار كمن نزلت به عقوبة من السماء ..
وأثناء كل ذلك انظر ودموعي لا تكاد تقف ..
وأقول .. الا يكفيكم ما نحن فيه ..
عندها عزمت على ان اقول غداً ما أريد لا ما يريدون ..
جاء غداً واجتمع الأهالي .. والطالبات .. والمعلمات .. والمشرفات ...
وبدأت الفقرات .. حتى جاء دوري ..
فنودي بأسمي على رؤوس الأشهاد .. أن اتقدم ..
وانا يدور في ذهني كيف بي اذا غلبتني نفسي المكسوره .. وطبعي الخجول .. واكلتني عيونهم ..
والجمتني عبرتي .. واغشتني دمعتي ..
ماذا اصنع ....!!
فأشحت بكل تلك الوساوس .. وقلت اليوم هو يومك ..
والأن قولي ما تشائين ..
واحتزمي بحزام التجلد .. واثبتي .. وبرهني موقفك ..
واعلنيه أمام الأشهاد ..
فتقدمت بخطاي المثقلة بإعاقتي .. وهمي .. وما اخفي ..
والعيون ترمقني ..
حتى وقفت أمام الميكرفون ..
فتناولته بيدي خشية من أن يؤخذ مني .. وخشية ان لا يصله صوتي .. وقلت ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
فخرج صوتي كالرعد مزمجراً .. لا يخطأ الأذآن ..
ورجوت ان يصل الى القلوب ..
فأكملت بعد الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..
وقلت نحن ابنائكم .. نحبكم ونترقب الى اللحظات التي تجمعنا بكم ..
لاتنسونا ولا تتناسونا في أفراحكم ..
واعينونا على أن نتجاوز ونتقبل ما قدر لنا مما ترون ..
لا أن تنفرونا .. وتتهكموا بنا ..او تشمأزوا منّا ..
او تظهرونا كما اظهرنا اليوم للفرجة ..
لما .. ما ذنبنا .. الذي اغترفناه لتعقبونا ... هكذا
فنحن لا نريد منكم أكثر من أن تنظروا لنا نظرة مساواة ..
لا نظرة المشمأز والمتباعد ..
وتربوا أبنائكم على ذلك ..
فإن لم تستطيعوا أن تعينونا .. فلا تؤذونا ..
كما تفعلون اليوم ..
ففعلكم اليوم ليس احتفاء .. بقدر ما هو ..
تشهير .. وتجريح .. وفرجة ..
لا نرضاه ..
فضجة اخواتي من خلفي ..
وهنا توقفت .. ولم أستطع أن اكمل
وترجلت عن مكاني ...
والسلام ....
المفضلات