الحقيقة أن أكثر البشر يعيشون في حياة الناس
يترقبون فيهم تصرفاتهم وسلوكياتهم بل أنهم
يبخصونهم حتى أشيائهم وكأنهم جزء منها..
لأن أكثر الناس قد أصبح يفتقد إلى ذوق الأخلاق
وإلى المبادئ التي يجب أن يكون عليها الإنسان في حياته..
وهذا هو العيب أو مربط الفرس أن المرء قد فقد المبادئ
وأصبح كمن الذي يعيش حياته لعيش في حياة غيره
فيقبل عليهم دون أن يقبل منهم أن يقبلوا عليه في نقدهم
لأنه أعتاد ليرى منهم لا أن يرون منه..
فهو في نفسه يرى أنه يملك روح الملائكة كاملاً فلا عيب في تصرفاته
ولكن العيب يسكن أكثر أجزاءه..
كنت دائماً أردد أنه ليس هناك إنساناً كاملاً حتى لا يخطئ..
لهذا أني كنت أعجب من بعضهم حينما يتضايق لكذب غيره وكأن الذي أمامه
إنساناً كاملاً لا يخطئ.. قد نتضايق لأن الذي كذب علينا هو أقرب الأشياء
إلى قلوبنا.. ولكن لا يجب أن نتضايق لكذب غيره.. لأنه ليس هناك
من يتصف بروح الملائكة.. فكذبه يكون لنفسه وصدقي معه يكون لنفسي..
ولا نتضايق حينما ينتقد أحداً شيئاً من كتاباتنا أو بعض رسوماتنا
لأنه في الأصل لا يعرفنا حق المعرفة ولا يدرك الحقيقة التي تكمن
في نفوسنا حتى يكون رأيه فينا صائباً.. وأنما وجد شيئاً في كتاباتنا
لا يعجبه وأراد أنتقاده.. ولكن ليس معنى هذا أنه صدق في وصفه لنا
أو ذمه لنفوسنا.. حتى نغضب لأجل نفوسنا وهذه الأشياء تعود إلى نبل أخلاق المرء
وإلى عقلانية عقله وحسن ذوق شعوره فمن يملك هذه الأشياء
حتماً تكون رؤيته لبقية الأشياء إجابية سواء في نقده أو في غيره..
هنا بالمختصر لا يسعني أن أقول لك شيئاً غير أنني أتمنى أنها
ليست الأخيرة منكِ.. ونرى منك المزيد..
وأعذريني لأنني أقتبست ما كان منكِ ليكون لفتح الشهية فيما كتبته..
ولم أستأذنكِ لأنني وجدت تلك الحروف التي كتبتيها أنها حق للجميع
فهي حروف من الحقيقة والحقيقة لا تنتمي لشي غير نفسها..
فشكراً لكِ فأنتِ من الذين يملكون رؤى نبيلة وهادفة وصادقة..
المفضلات