تعُد ظاهرة انتشار المستحضرات والخلطات مجهولة التركيب أمراً مقلقاً
للمختصين. وتكثر هذه الخلطات لدى العطارين أو بائعات الأفتراش العشوائي بالاسواق فيمايعرف بالبسطات. ويدعي هولاء انها تعالج العديد
من الأمراض بداية من السرطان والضغط والسكري إلى تحسين القوام وتصفية البشره. وهي تحتوي على مكونات عديدة قد تحتوي أدويه لكنها
مطحونه ولا يذكر للمشتري ان بها الدواء الفلاني. وتكمن مخاطرها في وجود بعض المواد السامه وبعض المعادن الثقيله وهذه قد تؤدي إلى فشل
كلوي أو آثار سامه على الكبد وقد تؤثر حتى على الجهاز العصبي وأشهر مثال على ذلك هي مادتي الرصاص والزئبق. وقد يلاحظ بعض المرضى
تحسناً سريعاً وملفتاً في حالته المرضيه بعد إستخدام بعض هذه الخلطات والسبب يعود في الحقيقه إلى وجود أدويه تشترى من الصيدليات وتطحن
وتضاف بكميات كبيره إلى هذه الخلطات. فمثلاً قد تضاف الأدويه الخافضه للسكر إلى خلطه لعلاج السكر ويدهش المريض لإنخفاض السكر الملحوظ
وهو لا يعلم بوجود ذلك الدواء ضمن الخلطه و حيث لا يمكن معرفة الجرعه على وجه التحديد في هذه المركبات فانها قد تؤدي الى نتائج مضره
حيث ان اخذ الدواء بهذه الطريقه يحتمل ان يكون بجرعات عاليه جداً فيؤدي الى هبوط حاد في السكر وغيبوبه.
والمثال الآخر هو إضافة دواء الكرتزون بعد طحنه إلى خلطات تسوق لعلاج أمراض روماتزم المفاصل وبدون شك سيشعر المريض بتحسن كبير
وسريع خصوصاً فيما يخص الآم المفاصل وتيبسها بينما لا يعلم المريض بوجود ذلك الدواء ضمن الخلطهً.والخطر في الأمر هو ان إعطاء دواء
الكرتزون عن طريق الفم بدون إشراف طبي وبجرعات عاليه ولفترات طويله كما يحصل عند من يسر بنتائج هذه الخلطات فيستمر عليها لفترات
طويله هو حصول مضاعفات كثيره منها على سبيل المثال مرض السكر وارتفاع الضغط وهشاشة العظام الخ.....
والمثال الأكثر شيوعاً خصوصاً بين النساء هو خلطات تفتيح البشره مجهولة المحتوى وهذه الخلطات تضاف إليها مواد تعطي تفتيحاً سريعاً ومدهشاً وقد
تكون مواد سامه مثل الزئبق وهذا قد يؤدي إلى فشل كلوي. وكذلك قد تضاف مواد علاجيه تؤخذ من الصيدليات لكن بجرعات وتراكيز عاليه مثل
التراكيز العاليه من مادة الهيدروكوينون والتي قد تؤدي مع طول الأستخدام الى نتائج عكسيه فقد تؤدي إلى سواد البشره وليس تفتيحها !.
ولإن هذه المركبات سريعة المفعول ونتائجها سريعه فهي تباع باسعار باهضه. كما ظهر مؤخراً في الأسواق خلطات عسل تضاف عليه مواد مجهوله
وذلك لتكبير أو تصغير اجزاء معينه في الجسم وهذا هراء فلا يوجد أي دليل علمي على إمكانية تكبير او تصغيرحجم أي جزء من الجسم عن طريق
مستحضرات موضعية او حتى عن طريق الفم.
والمؤلم في الأمرالإنتشار المذهل لهذه الظاهره لدى العطارين وفي الأسواق والمجمعات النسائيه وحتى المدارس !.
ومما يدعو للأسى وجود هذه المخاطر على صحة المجتمع بينما لا توجد مكافحة ومحاربة لهذه الظاهره بالشكل المطلوب. وفي وجهة نظري أن
المسؤليه تقع على عدة اطراف اولها وسائل الإعلام والمدارس لتوعية الناس بمخاطر هذه الظاهره, كذلك وزارة الصحه ووزارة التجاره والبلديات.
ومن الخطير السماح لمروجي هذه المركبات سواءً كانوا عطارين او غيرهم بعمل دعايات لهم في الصحف اليوميه او المبوبات فمن الملاحظ
كثرة هذه الأعلانات في صحف الإعلانات الإسبوعيه وغيرها فيجب على وزارة الاعلام وضع حد لهذه التجاوزات الخطيره وبشكل عاجل.
وأهم هذه الجهات على الأطلاق هو المستهلك نفسه فإذا أعرض عن شراء وترويج هذه المركبات المجهوله فلن يزدهر سوقها بل إذا قام بالتواصل مع
الجهات المسئوله بالتبليغ عن الأطراف المتورطه في هذه الممارسات الخطيره فسيتم القضاء على هذه الظاهره.
وكما اتمنى على كل مواطن يعي مخاطر هذه المركبات توعية بقية افراد المجتمع من المحيطين به.
.
.
ونسأل الله ان يقي مجتمعنا من كل مكروه.
المفضلات