حياكم ربي وبياك وجعل أعلى الفردوس مثواكم
شاكر ومقدر وجزاكم الله خيرا على التشريف
وأسأل الله أن يوفقنا بعد رمضان إلى أحب
الأعمال إليه وأن يوفقنا لما يحب ويرضى
إنه سميع قريب مجيب ,, اللهم آمين
في أمان الله
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طاب الخاطر
تنبيه : يمكنك قراءة الملون بالخط الأحمر اختصاراً للوقت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ( وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا )
والصلاة والسلام على خير الأنام القائل ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) أخرجه مسلم
أما بعد .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في تفسير هذه الآية عند ابن كثير رحمه الله تعالى
أي إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم, أو ردوا عليه بمثل ما سلم, فالزيادة مندوبة, والمماثلة مفروضة
هذه ملاحظة وسنه مهجورة .. نكاد لا نسمع صيغة السلام كاملاً إلا في الخطب أو الكلمات أو المحاضرات أو تكتب في جريدة أو مقال .. أخواني لا يخفى عليكم فضل السلام والأجر المترتب عليه وربما البعض يرى فيها إطالة وينحرج من إلقاء السلام كاملاً بينما هي تحية أهل الجنة.. ونلاحظ رد بعض الإخوة إما في الهاتف أو في مقابلة أو في المجالس أو حتى في لأسواق والشوارع إما بقول ( مرحبا أو أهلين أو ياهلا والله ) أو بعبارات ترحيبية أخرى بينما الواجب رد السلام بالمأثور والمعروف
سؤال وجه للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى .. إذا قال الكاتب في مقاله في الصحيفة أو المجلة ، أو المؤلف في كتابه ، أو المذيع في الإذاعة أو التلفاز : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فهل يلزم السامع له الرد عليه من باب أن رد السلام واجب؟ أفتونا مأجورين .
ج : رد السلام في مثل هذا من فروض الكفاية ؛ لأنه يسلم على جم غفير فيكفي أن يرد بعضهم ، والأفضل أن يرد كل مسلم سمعه لعموم الأدلة ، مثل قوله سبحانه ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا )
سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : هل يجوز لي أن أرد السلام وأنا أثناء الصلاة على من سلم عليَّ بصوت مرتفع، بحيث يسمعني من سلم عليَّ أو بصوت منخفض جداً بيني وبين نفسي؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا سلم الإنسان على المصلي فإن المصلي لا يرد عليه بالقول، ولو رد عليه لبطلت صلاته؛ لأن الرد عليه من كلام الآدميين، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما التكبير، والتسبيح، وقـراءة القرآن" ولكنه يرد عليه بالإشارة بأن يرفع يده – هكذا – مشيراً إلى أنه يرد عليه السلام، ثم إن بقي المسلم حتى انصراف المصلي من صلاته رد عليه باللفظ، وإن لم يبق وانصرف فالإشارة تكفي.
سؤال موجه إلى اللجنة الدائمة : يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم على جماعة من أصحابه يتوكأ على عصا، فقاموا له، فقال لهم: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا : (أ) ما حكم الإسلام في وقوف الطلبة لمدرسيهم أثناء دخولهم الفصول، هل هو جائز أم لا؟ (ب) هل وقوف الناس بعضهم لبعض في المجالس حين التحية والمصافحة منهي عنه؟
ج: خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وخير القرون القرن الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم والقرون المفضلة بعده، كما ثبت ذلك عنه، وكان هديه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في هذا المقام أنه إذا جاء إليهم لا يقومون له؛ لما يعلمون من كراهيته لذلك، فلا ينبغي لهذا المدرس أن يأمر طلبته بأن يقوموا له، ولا ينبغي لهم أن يمتثلوا إذا أمرهم، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
سؤال موجه للشيخ ( ابن باز رحمه الله تعالى ) س: إذا كان الإمام يخطب وسلم عليك آخر ، ولو مد يده وسلم فما الحكم ؟
ج: تشير له وقت الخطبة وتضع يدك في يده إذا مدها من دون كلام؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالإنصات وقال: إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت متفق على صحته .
فينبغي للمؤمن في الجمعة أن ينصت ويخشع ويحذر العبث بالحصى أو غيره ، وإذا سلم عليه أحد أشار إليه ولم يتكلم ، وإن وضع يده في يده إذا مدها من غير كلام فلا بأس كما تقدم ، ويعلمه بعد انتهاء الخطبة أن هذا لا ينبغي له ، وإنما المشروع له إذا دخل والإمام يخطب أن يصلي ركعتين تحية المسجد ولا يسلم على أحد حتى تنتهي الخطبة،وإذا عطس فعليه أن يحمد الله في نفسه ولا يرفع صوته.
تحذير : تحرم مصافحة المرأة الأجنبية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم ( إني لا أصافح النساء ) وقول عائشة رضي الله عنها ( ما مست يد رسول الله يد امرأة قط، ماكان يبايعهن إلا بالكلام ) ولأن المصافحة للأجنبيات من أسباب الفتنة ( اللجنة الدائمة )
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ( البدء بالسلام على غير المسلمين محرم ولا يجوز لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ) ولكنهم إذا سلموا وجب علينا أن نرد عليهم ونقول "وعليكم" وإذا تيقنا بقولهم السلام عليكم وجب الرد وعليكم السلام )
حكم السلام على المسلم بهذه الصيغة "السلام على من اتبع الهدى" لا يجوز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كتبها لغير المسلمين ( ابن عثيمين رحمه الله)
حكم السلام بالإشارة باليد ( الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ) .. سؤال : ما حكم السلام بالإشارة باليد ؟
الجواب : لا يجوز السلام بالإشارة ، وإنما السنة السلام بالكلام بدءا وردا . أما السلام بالإشارة فلا يجوز؛ لأنه تشبه ببعض الكفرة في ذلك؛ ولأنه خلاف ما شرعه الله ، لكن لو أشار بيده إلى المسلم عليه ليفهمه السلام لبعده مع تكلمه بالسلام فلا حرج في ذلك؛ لأنه قد ورد ما يدل عليه ، وهكذا لو كان المسلم عليه مشغولا بالصلاة فإنه يرد بالإشارة ، كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم . انتهى
تحذير : يجب على المسلم التلفظ بالسلام عند رفع يده بالإشارة أو التنبيه بمنبه السيارة ( البوري ) وعدم الاكتفاء بالإشارة فقط .
ويقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ولا يسلم الإنسان بمنبه السيارة لأنه إذا نهي عن السلام بالإشارة فهذا من باب أولى لكن بعض الناس ينبه بمنبه السيارة ثم يقول: السلام عليكم، فيكون للتنبيه وليس للسلام، ومع ذلك الأولى ألا يفعل وأن يسلم بالقول
المصافحة من فتاوى ابن باز رحمه الله تعالى : الأصل في المصافحة عند اللقاء بين المسلمين شرعيتها ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصافح أصحابه رضي الله عنهم إذا لقيهم وكانوا إذا تلاقوا تصافحوا . قال أنس رضي الله عنه والشعبي رحمه الله : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما من مسلمين يتلاقيان فيتصافحان إلا تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات عن الشجرة ورقها )
( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ) رواه أبو داوود وصححه الألباني
اللهم اجعل عملنا خالصاً لوجهك الكريم واجعلنا ممن يفشي السلام ابتغاء مرضاتك وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح ووفقنا لما تحب وترضى وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها .. اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
19/11/1427هـ
المفضلات