بسمـ الله الـرحمنـ الرحيمـ
قـال الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم :
(( مـن اسـتـيـقـظ مـن الـلـيـل وأيـقـظ امـرأتـه فـصـلـيـا ركـعـتـيـن ، كـُـتِـبـا لـيـلـتـئـذ مـن الـذاكـريـن الله كـثـيـرا والـذاكـرات ))
رواه أبـو داود عـن أبـي سـعـد وأبـي هـريـرة .
سـبـحـان الله ... ركـعـتـان خـفـيـفـتـان فـي جـوف الـلـيـل تـعـدل ذِكـْـرًا كـثـيـرا يـسـتـغـرق وقـتـا طـويـلا .
قـال الله تـعـالـى :
{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْـنَاهُمْ يُـنـفِـقُـونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ... الـسـجـدة : 16 ـ 17 }
قـال ابـن قـيّـم الـجـوزيّـة :
تـأمَّـل كـيـف قـابـل الله تـعـالـى مـا أخـفـوه مـن قـيـام الـلـيـل بـالـجـزاء الـذي أخـفـاه لـهـم مـمـا لا تـعـلـم نـفـس بـشـر
وكـيـف قـابـل قـلـقـهـم واضـطـرابـهـم عـلـى مـضـاجـعـهـم حـيـن يـقـومـون إلـى صـلاة الـلـيـل بـِقــُـرّة الأعـيـن فـي الـجـنـة
****************************************
بـعـد أن يـتـسـلـم كـل مـؤمـن ومـؤمـنـة جـائزتـه فـي الـجـنـة ويـسـكـن درجـتـه الـتـي أعَـدّهـا الله لـه
تـبـقـى الـجـائـزة الـكـبـرى مُـدّخـَـرة لـهـذه الـثـّـلـّـة الـمـبـاركـة
مَـصُــونـة لا تـخـدشـهـا عـيـن
مـكـنـونـة لا تـعـبـث بـهـا يـد
خـفـيّـة لا يـطـّـلِـع عـلـيـهـا أحـد
إذا كـان نـعـيـم الـجـنـة الـذي أعـلـنـه الله لا يـخـطـر عـلـى بـال بـشـر فـكـيـف بـنـعـيـمـهـا الـذي أخـفـاه ؟
مـا أعـظـم كـرم الله إذ أخـفـى كـرمـه ، ومـا ألـطـف جـود الله إذ أخـفـى جـوده
الـنـفـس الـبـشـريـة دائـمـا تـوّاقـة إلـى مـعـرفـة مـا أخـفِـيَ عـنـهـا
تـطـمـح إلـى نـيـْـلـه وتـسـعـى فـي أثـره ، وتـبـذل أقـصـى الـجـهـد فـي تـحـصـيـلـه
فـكـأن الله عَـزّ وجـلّ بـإخـفـائـه جـزاء الـقـائـمـيـن فـي الـلـيـل أعـانـهـم عـلـى سـلـوك طـريـقـهـم
وأمـدّنـا بـالـزاد لـنـلـحـق بـهـم ، ونـفـخ فـيـنـا نـفـخـة مـن عـزمـهـم
الـفـطِـن مـن عـرف الـسـبـيـل إلـى أعـظـم الأجـر بـأيـسـر الـجـهـد ! !
***************************************
الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن
وبـه نـسـتـعـيـن
المفضلات