المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دموع الذهب
يالغاليه انتي فهمتي اني أقلل من شن الموضوع عشاني استشهدت بجمعة البنات ؟
للعلم مهو استخفاف لكن كان مثال للتوضيح و الحش و الكذب و غيبه و نميمه
اللي تصير بمثل هالجمعات هي اساس خراب البيوت
والحين جبت لك الفرق بصورة شرعيه
/////////
د. الفوزان
بعض الناس ربما يطلق البلاء على العقوبة المصيبة التي تأتي بسبب عقوبة من الله-عز وجل- والابتلاء المصيبة التي تكون تمحيصاً للمؤمن وتكفيراً لسيئاته، ورفعاً لدرجاته، وتقوية لإيمانه.
وأرى أن هذا التفريق يحتاج إلى دليل من حيث اللفظ، يعن البلاء والابتلاء، الله-عز وجل قال:
{ونبلوكم بالشر والخير فتنة}
أي تمحيص وابتلاء؛ ليتبين المؤمن الصادق من الدعي المنافق، والصبور الشكور من الجزوع والكفور، وقال:
{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه}
وقال: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة} {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم}
ما قال ليبتليكم{ أيكم أحسن عملاً} لكن لا شك أن البلاء أو الابتلاء قد يكون عقوبة من الله-عز وجل- وذلك العقوبات العامة التي تصيب المجتمعات والأمم، هذه دلت نصوص الكتاب والسنة على أن هذه المصائب العامة هي عقوبة من الله-عز وجل- بسبب المعاصي وانتشار الفساد في الأرض، ولا يعني ذلك أن كل من هلك بسببها أيضاً يستحق العقوبة؛ لأن العقوبة نسأل الله العافية إذا نزلت عمت الصالح والطالح والبر والفاجر والمؤمن والكافر، ومن يستحق العقوبة ومن لا يستحق، ثم يبعثون يوم القيامة على نياتهم، كما صحت بذلك أحاديث كثيرة عن النبي-عليه الصلاة والسلام- وقد سألت أم سلمة-رضي الله عنها- في الحديث الذي رواه مسلم وغيره: إذا نزلت العقوبة بالناس، وكان فيهم صالحون، أهي عقوبة لهم جميعاً؟ فقال لها النبي-عليه الصلاة والسلام-: (إن العقوبة إذا نزلت عمت الصالح والطالح ثم يبعثون على نياتهم) سبحان الله وفي هذا أحاديث كثيرة، وهو معنى قوله- عز وجل-:{واتقوا فتنة} يعني عذاباً، {لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} فسرها العلماء-رحمة الله عليهم- من الصحابة ومن بعدهم أن المقصود بها، العقوبات التي تنزل بسبب انتشار المنكرات، وظهور الفساد في الأرض، وهذا أيضاً هو معنى قول النبي-عليه الصلاة والسلام- في حديث زينب-رضي الله عنها- قالت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث) ولهذا يا أخي هؤلاء المفسدون في الأرض، والذين يسعون لنشر الفاحشة بين المؤمنين، وإشاعة المنكرات في الأرض هم ما يضرون أنفسهم وحدهم، هم يضرون الأمة كلها المجتمع بأكمله، وهم يستجلبون-والعياذ بالله- عقوبة الله –عز وجل- وسخطه ومقته على عباده، فهم يظلمون أنفسهم، ويظلمون أمتهم، بل يظلمون من على وجه الأرض حتى البهائم التي تلعن عصاة بني آدم كما ورد في الأثر، ولذلك حذرنا الله-سبحانه وتعالى- من السكوت على المنكرات؛ لأن الضرر ليس يقتصر فقط على فاعليها، بل يعم حتى الساكت الراضي بها، الذي لم ينكر المنكر، بل يجب أن تتوافر همم أهل الخير والغيرة على إنكار هذه المنكرات، والأمر بالمعروف، ودعوة الناس إلى الخير، ومحاربة هذا الباطل، ولهذا خطب أبو بكر-رضي الله عنه- في الناس خطبة عظيمة، وقال: (أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية، وتضعونها على غير وجهها
{يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}
قال: وإني سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول:إن الناس إذا رأوا المنكر فلم ينكروه عمهم الله بعذابه) ربما بعض الناس عندما يقرأ هذه الآية يفهما كما قال أبو بكر على غير وجهها، على غير مراد الله منها، فيظن أن قوله: {عليكم أنفسكم} الزموا أنفسكم، أصلح نفسك ولا عليك من الناس، كلا يا أخي، كل واحد منا واجب عليه أمران، أن يجتهد في إصلاح نفسه، وتزكية قلبه، ومجاهدة النفس على الطاعة، والثاني: أن يجتهد في إصلاح الآخرين ما استطاع، وهذا من أخص صفات المؤمنين والمؤمنات كما قال الله:
[size=6][font=simplifiedarabic][color=blue]{والمؤمنونوالمؤمناتبعضهم أولياءبعضيأمرونبالمعروفوينهونعنالمنكرويقيمونالصلاةويؤتونالزكاة} [/color][/font][/size]
إذا، المصائب العامة هي عقوبات، ولا يعني قولنا عقوبات أننا نتشفى بمن أصيب بهذه المصائب العامة، كلا وربي، لكننا ننصح لهم نقول للناس: اتقوا الله إن كنتم تريدون النجاة، فإن المعاصي هي سبب الشؤم والبلاء والعذاب في الدنيا والآخرة، أيضاً لا يعني نزول العذاب بالناس أن يكون كل من هلك بسبب هذه المصيبة أنهم كلهم مستحقون للعقوبة، وأنهم عصاة وظالمون، كلا، قد يكون فيهم صالحون، لكن بسبب ظهور الفساد والمنكر، نزل العذاب فعم الصالح والطالح، وسيبعثون يوم القيامة على نياتهم، ويكون هذا للمؤمن الصالح ابتلاء وتمحيصاً وسبب لرفع الدرجات، أما المصائب الخاصة التي تصيب الأفراد وآحاد الناس، فهذه قد تكون فعلا عقوبة، وقد تكون كرامة من الله-عز وجل-؛ لأن الله-سبحانه وتعالى- قال: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}
وقال:
{ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة}
والله يا أخي لو أهلك الله الناس كلهم عن بكرة أبيهم ما كان ظالماً لهم؛ لأنهم لن يبلغوا شكر نعمه-سبحانه وتعالى- ولن يقوموا بحقه، ولهذا صدق القائل حين قال:
ما للعباد عليه حق واجب= كلا ولا سعي لديه ضائع.
إن عذبوا فبعدله أو نعموا = فبفضله وهو الكريم الواسع
هذا حق؛ لأن بعض الناس الآن يقول: كيف تقع المصائب العامة في بلاد المسلمين، بينما هؤلاء المجرمون الكفرة المشركون، وأصحاب المنكرات والظلم لا نرى هذا فيهم، وهذا طبعاً غير صحيح، كما نرى لا يكاد يمر عليهم سنة إلا وترى من الابتلاءات والمصائب التي تنزل بهم ما فيه عبرة وعظة، لكن حتى لو قدر، حتى لو قدر يا أخي، فإن الله-عز وجل- يعاقب العالم الذي علم الحق وتركه عن عمد بعد قيام الحجة عليه أكثر مما يعاقب الجاهل الذي لم يعرف الحق ولم تقم الحجة عليه، ثم إن الله-عز وجل- قد يستدرج هؤلاء الكفار بالنعم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر كما قال النبي-عليه الصلاة والسلام-: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) كما قال الله: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين} إذا قد تكون المصائب الخاصة عذاب فعلاً على معصية {ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} وقد تكون كرامة، ولهذا يقول النبي-عليه الصلاة والسلام- (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم) سبحان الله، شوف، إذا أحب قوماً ابتلاهم، وقال
-عليه الصلاة والسلام- في حديث آخر: (أشد الناس بلاء-أشد الناس لا حظ- الأنبياء-وهم أفضل الخلق عند الله- ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وفي رواية: (ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة زيد عليه) سبحان الله؛ لأن البلاء يكفر السيئات، ويضاعف الحسنات، ويقوي الإيمان فيكون كرامة ونعمة، فهي منحة جاءت في صورة محنة، ونعمة وإن جاءت في صورة نقمة، سبحان الله، فالله-عز وجل- أرحم بعباده منهم بأنفسهم، وأحب خلقه إليه هم المؤمنون، لكنه أراد-سبحانه وتعالى- أن يرفع درجاتهم، ويزيد في حسناتهم، ويكفر سيئاتهم، وأن يقوي إيمانهم ويشعرهم بمقدار حاجتهم وفقرهم إليه، كما يقول بعض السلف:
(والله إنه لتصيبني المصيبة فيفتح الله-عز وجل- عليّ من حلاوة مناجاته ولذة طاعته ما أتمنى معه أن لا تزول خشية أن أترك) سبحان الله فصارت فعلاً نعمة، وإن جاءت في صورة محنة.
قد تكون هذه المصيبة سببا لتكفير السيئات، قال: (ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة)، وقال: (واعلموا أن كل ما يصاب به المؤمن كفارة حتى الشوكة يشاكها).
المفضلات