ما أروع كلامه حين بدأ يحكي عن النفس الأمارة بالسوء ويصفها ويصف طرائق مقاومتها !!
يصف الحلول الخاطئة التي قد تتبادر لذهن العاصي حين يظن أنه بفعل المعصية يطفيء لهيبها وينتهي منها ,,
ولا يدري أنه يؤججها ويدفعها لطلب المزيد كمثل تناول الطعام حين يظن المرء أنه إن ملأ معدته فلن يجوع وسيكفيه القليل بعد ذلك , ولا يعلم أنه بهذا يعوّد معدته على شهوة النهم فلا تقنع بالقليل ولن ترضى بأقل من ملئها مرة أخرى أو أكثر !!
وصف النفس بالطفل قبل الفطام إما أن تفطمه مبكراً وإلا فإنه سيشب على حب الرضاع ويصعب فطامه بعد ذلك !!
لابد من نهيها وصرف هواها وإلا فإنها ستجلب العار لصاحبها ,,
إبداعٌ لاينتهي وحكمةٌ بالغة ,,
فإنَّ أمَّارَتِي بالسُّوءِ ما اتَّعَظَتْ ** مِنْ جَهْلِهَا بنذيرِ الشِّيْبِ وَالهَرَمِ
ولا أَعَدَّتْ مِنَ الفِعْلِ الجَمِيلِ قِرَى ** ضَيفٍ ألمَّ بِرَأْسِي غيرَ مُحْتَشِمِ
مَنْ لِي بِرَدِّ جِماحٍ مِنْ غَوايَتِها ** كما يُرَدُّ جِماحُ الخَيْلِ باللُّجُمِ
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها ** إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شَهْوَةَ النَّهِمِ
والنَّفْسُ كالطِّفْلُ إنْ تُهْمِلُهُ شَبَّ عَلَى ** حُبِّ الرِّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
فاصْرِفْ هَواها وَحاذِرْ أنْ تُوَلِّيَهُ ** إنَّ الهَوَى ما تَوَلَّى يُصْمِ أَوْ يَصِمِ
وَراعِها وهِيَ في الأعمالِ سائِمَةٌ ** وإنْ هِيَ اسْتَحَلَتِ المَرعَى فلا تُسِمِ
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّةًً لِلْمَرْءِ قاتِلَةً ** مِنْ حَيْثُ لَمْ يّدْرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
المفضلات