فجـأة بعـد لحظـة تـأمليـة لهـا . .
قـالت :
لـو كـان لـك قلـباً آخـر مـع قلـبك هـذا.. أتعتـقد أنـه يحبـني مثلـما أحببتـني ؟
قـلت : جـسد الإنسـان واحـد ولا يسـعه إلا قلـب واحـد وحبـيب واحـد.
قـالت :
ولـكن بعـض الـناس لـديـهم أكـثر مـن حبـيب ووجـدتـهم
يتـفاخـرون فـي ذلـك.. فـربـما لـديـهم أكـثر مـن قـلب !؟
قـلت :
أنـي لا أتصـور أبـداً أن يكـون هنـاك قلـباً فـي الحـياة يحـب أكـثر مـن حبـيب
ولكـن ربمـا يحـب أحـدهم أحـداً فـي أول خفـقة حـب لـه فـي الحـياة
فيأخـذ حـبه مساحات كبـيره منـه كـونه جـديـداً علـيه لأن الحـب الأول مـن أكـثر الأشـياء
التـي تحـفر قلـب الإنسـان وتـبقى فـيه وتـلازمـه وبعـدمـا ينتـهي حبـه ويحـب مـرة آخـرى
يجـد أن تلـك المساحات مـازال لها بقـية فـي داخـله.. فـيزوره حبـه الأول
لهـذا تصـور أنه يـحب أكـثر مـن حبيـب.
قـالت :
جمـيل ذلـك ولكـن أقصـد ذلـك القلـب الـذي يجـد فـي يـومـه أكـثر مـن حبيـب
ويـمارس لحظـات حـبه فـي نفـس الـوقـت حبـيب و حبـيب معـاً . .
قـلت :
هـؤلاء يا عزيزتي لا يستحقون حتى الحـديث عنهم.. لأن قلـوبـهم قـد أصبحـت فـنادق كبـيره
فمـا أكـثر الـداخلـين فيها ومـا أكـثر الـخارجـين منها.. فـأن الحبـيب عندهـم
لا يلبث أكثر مـن يـوم وأن زاد عـلى ذلـك فـأن أغـراضـهم لـم تنتهي منه بعـد..
أنهم مثل الذبـاب الطائر فـوق علـب القمـامه ليتأخـذ منـها ويـأكل وكلمـا وجـد مـأكـله
ومشـربه فيها مكث بها طويـلاً.. ولكـن سـرعان مـا ينتـقل إلـى غيـرها
أنهـم مجموعة أفاعـي فمتـى كـانت الأفعـى حبيـبة وصـديقة الإنسـان فـي حـياتـها ؟
قـالت :
لـي صـديقة وكثـيراً مـا تحـدثني عـن مغـامـراتها مـع حبيـبها وأنـها تحـبه كثـيراً
كمـا هو كذلـك.. ولكـن أكتشـفت بالصـدفـه أنـه يحـب أيضاً صديقتها..
فتلقـت فيـها أكـبر صـدمـة فـي حياتـها وبقـيت فـي معظم أوقـاتها تـناجي نفـسها
اتسـألـه أم تبقـى على صمـتها.. ولا زالـت علـى حـالـها..
فهـي تخشـى مـن أن يفـرَّ منـها وتخـسره أن أعتـرفت لـه بمـا كـان فـي خـلّدها..
قـلت :
صديقـتك غـارقة وهـائـمة فـي الحـب وتعـيش أجمـل لحظـات عمـرها
فهـي صـادقة فـي حبـها.. ولكـن خـوفـها الحقيـقي الـذي تجهلـه
ليـس فـرار حبيـبها منـها.. وأنمـا خـوفـها هـو انقـطاع هـذه اللحظـات الجمـيلة التـي
تعيشـها.. لأن الحـب كـذلـك ومـن الصعـب جـداً فـي هـذه الحـياة
أن يحـب الإنسـان مـرة أخـرى بسهـولـة وخـاصة أن كـان هنـاك جـرحاً كبـيراً فـي داخلـه..
فـهي خـائـفه مـن الحـرمان بعـدما ذاقـت طعـم العطـاء
وإلآ ليـس هنـاك فـي حيـاة البشـر امـرأة تحـب رجـلاً وتكتـشف أنـه يحـب غيـرهـا
وتبـقى علـى حـبه ولا تـرحـل عنـه..
يا عزيزتي أن حـال صـديقتك هذه يذكـرنـي بحـال ذلـك العصفـور الـذي
يعتـاد علـى أهـل المكـان فيـغـردَّ بصـوتـه الجميـل أمـامـهم فيطـيب العيـش لـه عنـدهم..
وحين يرحلوا عنه سرعان مـا يظـلـم يـومـه ويتـوقـف عـن غنـاءه..
لهذا قـولي لها أن بقـية على حـب ذلـك الـرجـل لحظـة واحـدة مـن عمـرها
فقـد أذنبـت فـي حـق نفـسها ذنـباً لا يمكـن لهـا بعـده أن تجـد فـي داخلـها
مـا يقـبل الغفـران منـها.. وأنـها تكـون تعيسه ويـأسه طـوال حيـاتـها
لا قلبـها يقـبل منـها الحـب ولا روحـها فـي جسـدها تعـطي العـذر لـهـا.
قـالت :
وأنت مـا قـلت لـي بعـد.. لـو كـان لك قلبـين أيتـفق كـلاهـما علـى حبـي.. ؟
قـلت :
أن حبـكِ عمـري وقـدري ولـو كـتب لـي حيـاة أخـرى..
فـأنـي أحبـكِ فـي كـل جـزء مـن جسـدي وبكل مـا أملكه مـن حيـاتـي..
وللمشاعـر بقـية..
المفضلات