يخيّل إليَّ أن بعض الدعاة يسرفون في أقوالهم ويبالغون في خطاباتهم..


ويرمونها بغير وجه حقيقي على الواقع..

دخلت ذلك المسجد لأن أمامه يعجبني خطابه ويروق لي نور وجهه..

ولكن وجدت خطبته في ذلك اليوم مثل خطب الذين سبقوه فوددت لو قمت

من مكاني وقلت له ما كان في نفسي..

ولكن الأحترام الذي أكنه لقداسة المكان وحقوق الإمام قتلت بي صراحتي

وجرأتي فبقيت على صمتي..

فما أمر هؤلاء الدعاة يرددون في تلك المساجد وبين صفوف المسلمين

أقوالاً يجب أن تقال للكافرين وليس للمسلم منهم..

ففي بعض خطاباتهم كما الذي يدعو للإسلام وأن الذين أمامهم من المشركين.. ويدعوهم ليؤمنوا بالله..

فلا أدري ما معنى هذا.. أهي عدم ثقافة الخطيب.. أم هناك ما يجبرهم على ذلك..! ؟

أو أنه قلة بقيت الخطب.. !!؟

فنحن بحاجه إلى خطب للتوعية أكثر قوة وأكبر جرأت ليصلح بها اليوم حال الإنسان..

خطب أكثر رؤية ونضجاً تحاكي عصر الإنسان لتجعله أكثر نضجاً..

وأكثر رؤية لغيره.. سواء في بيته أو نفسه أو في خارج ذلك..

فأكثر الخطب مكررره وأكثر السامعين لها متكأئين على أيدهم في المساجد

نائمة أعينهم ليصحوا بعدها على صوت الإقامة..

فالخطيب الذكي هو الذي يجلب أنتباه السامع ويسرق منه نومه ولا يجعله

شاردً في ذهنه مثل ذلك القطان الذي يسافر إليه الكثير حتى يسمعوا منه

وجهاً لوجه.. فنحن بحاجه لمثله ومثل جرأته وقدرته وتفهمه لعصرنا اليوم..

والله أعلم..