مساء الخير
تخوض اليابان اليوم الاثنين سباقا مع الوقت على جبهتين، الأولى لتفادي حادث نووي خطير بعد وقوع انفجارين جديدين في إحدى محطاتها النووية، والثانية إغاثة مئات الآلاف من المنكوبين جراء أعنف زلزال شهدته في تاريخها.
أعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبيكو) المسؤولة عن تشغيل محطة فوكوشيما النووية، الواقعة في شمال شرق اليابان، أنه من المحتمل حدوث انصهار نووي في المفاعل، الذي تعرض لانفجار اليوم الاثنين (14 آذار/ مارس). جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة "نيكي" الاقتصادية اليابانية على موقعها في الانترنت نقلا عن شركة طوكيو اليكتريك باور، بعد ساعات من الانفجار الذي أعقب هزة ارتدادية بلغت قوتها 6,2 درجة بمقياس ريختر. وكانت الهزة من توابع الزلزال المدمر الذي وقع يوم الجمعة الماضي وبلغت قوته 8,9 درجات بمقياس ريختر .
كما أعلنت شرطة تيبيكو المشغلة لمحطة فوكوشيما-1 النووية في اليابان الاثنين أن نظام التبريد في المفاعل الثاني في هذه المحطة "معطل"، كما نقلت عنها وكالة جيجي للأنباء. وكان المفاعلان الأول والثالث في هذه المحطة تعرضا لعطل مماثل أدى إلى انفجار مبنى الاحتواء لكل منهما.
ويبذل الفنيون قصارى جهودهم منذ وقوع الزلزال الرئيسي وموجة المد العاتية "تسونامي"، التي أعقبته، لتخفيف الضغط على المفاعلات لمنع حدوث انصهار نووي في مفاعلات محطة فوكوشيما، بعد تعطل أنظمة التبريد في المحطة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع درجة حرارة قضبان الوقود النووي على نحو خطير .
تطمينات حكومية
من ناحية أخرى، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ومقرها فيينا إن اليابان أبلغتها أن انفجار الهيدروجين في المحطة النووية المعطوبة لم يلحق ضررا بالهيكل الأساسي الذي يحتوي على المفاعل. وأضافت الوكالة في بيان اليوم الاثنين:
"انفجر مبنى المفاعل ولكن الهيكل الأساسي، الذي يحتوي على المفاعل لم تلحق به أضرار. غرفة التحكم بالوحدة رقم ثلاثة ما زالت تعمل."
وتسعى الحكومة إلى طمأنة المواطنين، اذ قال المتحدث باسم الحكومة إن هيكل الاحتواء المصنوع من الصلب بمفاعل المحطة وغرفة التحكم المركزية "لم يتضررا" جراء الانفجار الذي وقع اليوم الاثنين. وأوضح أن مستوى الإشعاعات في المحطة تغير بقدر ضئيل للغاية منذ وقوع الانفجار، وأن احتمالات التسرب الإشعاعي "تعد ضعيفة".
ستة موانئ يابانية على الأقل تضررت من الزلزال وإغلاق بعضها لأشهر
استمرار عمليات الإنقاذ
على صعيد آخر، ضاعفت فرق الإغاثة صباح اليوم الاثنين جهودها في المنطقة المنكوبة جراء الزلزال وتبعات التسونامي سعيا لانتشال ناجين. غير أن الأمل كان يتضاءل ساعة بعد ساعة في محيط سنداي، حيث وصلت الحصيلة الرسمية إلى 1597 قتيلا بحسب الشرطة.
ومن أولويات الحكومة أيضا إغاثة 590 ألف شخص، الذين تم إجلاؤهم، بحسب تعداد وضعته الأمم المتحدة. وقال هيروشي كامياما رئيس بلدية ايشينوماكي، إحدى المدن الأكثر تضررا، "نعاني خصوصا من نقص في مياه الصالحة للشرب، وكذلك في المؤن والمعلومات"، موضحا أن انقطاع الكهرباء يجعل من الصعب تنظيم عمليات الإغاثة ولو أن "أشخاصا كثيرين عرضوا المساعدة".
وعبأت اليابان 100 ألف جندي يمثلون 40 بالمائة من عديد جيشها، فيما يستمر توافد فرق الإنقاذ الأجنبية. وأعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أمس الأحد أن البلاد تشهد "أخطر أزمة عرفتها في 65 عاما، أي منذ الحرب العالمية الثانية".
المفضلات