مساء الخير
مع اتساع حجم الكارثة التي ضربت اليابان في أعقاب أقوى هزة أرضية تضربها منذ نحو قرن كامل، حذر عالم فيزيائي ألماني من عدم الاستخفاف بانفجار أصاب أحد المباني التابعة لمفاعل فوكوشيما 1 الياباني.
يخشى محللون من وقوع كارثة نووية مشابهة لانفجار مفاعل تشيرنوبل السوفييتي عام 1986
لا تزال السلطات اليابانية تكافح من أجل إحصاء الخسائر البشرية والمادية التي تعاني منها البلاد غداة هزة أرضية بلغت قوتها 8.9 درجات على سلم ريختر لقياس الزلازل، تعتبر الأقوى في تاريخ اليابان الحديث.
لكن أخطر ما سببته هذه الهزة الأرضية العنيفة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمفاعل فوكوشيما 1 الياباني، والتي أدت إلى انهيار أحد المباني الملحقة بالمفاعل و انفجار لم تعرف طبيعته بعد، فيما تضاربت الأنباء حول تسرب مواد مشعة من المفاعل إلى المناطق المحيطة به، ما دفع بالسلطات لإخلاء السكان من منطقة قطرها 10 كيلومترات.
الدخان يتصاعد من أحد البماني في محطة فوكوشيما النووية
وفي حديث مع دويتشه حذر سباستيان فلوغبايل، العالم الفيزيائي ورئيس جمعية الحماية من الإشعاع في ألمانيا، من أن تستخف أوربا بعواقب ما يحصل في اليابان، مضيفاً أن "ألمانيا الشرقية آنذاك استهانت بما حصل في مفاعل تشيرنوبل ولم تتخذ الاحتياطات اللازمة لحماية مواطنيها من الإشعاع الذي وصل إليها".
ورأى فلوغبايل أن أفضل وسيلة للحماية من أي انصهار لقلب المفاعل النووي، كما حصل في تشيرنوبل، هي "الطلب من السكان البقاء في بيوتهم... ويمكن توزيع حبوب تحتوي على مادة اليود في حال تسرب عنصر اليود المشعّ من المفاعل".
السلطات اليابانية تؤكد: لن نشهد تشيرنوبل ثان
هذا وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قالت اليوم إن السلطات اليابانية أبلغتها بأنها تتخذ استعداداتها لتوزيع اليود على مواطني البلاد الذين يقطنون قرب محطات نووية لتوليد الكهرباء تضررت بسبب الزلزال الذي اجتاح اليابان.
وأكدت مصادر في الحكومة اليابانية أن الوضع في محطة فوكوشيما النووية لم يخرج بعد عن السيطرة، وأن مستويات تسرب الإشعاع من المفاعل منخفضة، وذلك بعد تصاعد الدخان منه، فيما ذكرت وكالة أنباء كيودو، نقلاً عن لجنة الأمن النووي اليابانية، أن نشاطاً إشعاعياً سجل في الموقع.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوكيو أدانو إنه "أبلغ بوقوع انفجار" في الموقع، مضيفاً أن الحكومة تبذل كل ما بوسعها "لنكون على اطلاع بما يحصل. ندرس النشاط الإشعاعي بعناية فائقة".
تسونامي هائل يغرق الساحل الياباني
خلفت الهزة الأرضية دماراً واسعاً في اليابان، لاسيما في المدن الساحلية
وكانت الأمواج العاتية التي نتجت عن الزلزال قد غطت أجزاء كبيرة من الساحل الياباني، حيث ذكرت الشرطة في مدينة سينداي شمال شرق اليابان أنها عثرت على 200 أو 300 جثة على الساحل. كما لم تتوافر للسلطات في مدينة مياغي معلومات عن 10 آلاف شخص من سكان مدينة ميناميسانريكو.
وأضافت الشرطة أن أكثر من 215 ألف شخص توجهوا إلى ملاجئ، في حين دمر أكثر من 3400 مسكن. ويتوقع أن يكون عدد المنكوبين أكبر بكثير، لأن الشرطة لم تتلق بعد التقارير الكاملة عن الأشخاص المتضررين.
وانقطع التيار الكهربائي عن 6,5 مليون منزل، فيما حذرت شركة الكهرباء اليابانية من انقطاع الكهرباء أيضا في العاصمة وضواحيها. وحرم مليون منزل من مياه الشرب، كما وضعت قوات الدفاع الذاتي (الجيش الياباني) في حالة تأهب لتنظيم أعمال الإغاثة بكل الوسائل المتوفرة. ويتوقع أن تصل اليوم إلى اليابان أولى فرق الإغاثة من أستراليا ونيوزلندا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
المفضلات