الناس ينامون حالياً أقل بساعتين يومياً مقارنة بأسلافهم منذ 50 سنة
الغفوة النهارية تقلل من ضغط الدم
أظهرت أبحاث سابقة أن القيلولة أو غفوة النهار قد يكون لها آثار مفيدة على الجسم وعلى القلب، خصوصا وأن الناس في زمننا الحالي يعانون من نقص مزمن في النوم بسبب المدنية الحديثة التي تدفع الناس إلى السهر ليلا والاستيقاظ مبكرا. وتظهر الأبحاث أن الناس ينامون حاليا أقل بساعتين يوميا مقارنة بأسلافهم من أكثر من 50 سنة. وقد أظهرت دراسة نشرت عام 2007 في أرشيفات الطب الباطني على 23681 متطوعًا في اليونان من كبار السن وتم متابعتهم لأكثر من ست سنوات، أظهرت الدراسة أن الذين يقيلون من الرجال بغض النظر عن طول أو وقت القيلولة كانوا أقل إصابة بتصلب شرايين القلب والوفاة. وقد أظهرت أبحاث سابقة أخرى أن أمراض القلب وضغط الدم أكثر شيوعا عند الذين يحرمون أنفسهم من النوم أو بمعنى آخر الذين ينامون ساعات أقل.
لها أثر إيجابي على الجهاز الدوري
وقد أظهرت دراسة جديدة نشرت هذا الشهر في مجلة (Journal of Behavioral Medicine) أن الغفوة النهارية تقلل من ضغط الدم عند التعرض للتوتر والإجهاد. حيث درس الباحثون 85 متطوعا من الشباب الأصحاء وقسموهم إلى مجموعتين، سمحوا لمجموعة منهم بالغفوة نهارا لحوالي 45 دقيقة ولم يسمحوا للعينة الأخرى بالغفوة. وبعد ذلك تم تعريض المجموعتين لبعض الاختبارات الرياضية التي تسبب نوعا من التوتر. وقد وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم كان أقل بعد التعرض للضغط النفسي عند العينة التي حصلت على غفوة نهارية. ذكرتني هذه النتائج بالآية الكريمة التي تقول (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) (سورة الأنفال آية رقم 11). ونحن نعلم من التفسير أن هذا النعاس كان قبل القتال مع الكفار في بدر، أي قبل التعرض لضغط نفسي وجسدي. وقد كان النوم أمرا عجيباً ونعمة من الله مع ما كان بين أيديهم من الأمر المهم. وهذا يوضح أهمية النوم لراحة الجسم قبل التعرض إلى ضغوط خارجية. ومن قراءتي لما كتبه المختصون والباحثون وفهمي للآية فإن النعاس في هذه الآية يتضمن النوم القصير وليس الطويل، أي أنه قد يعادل الغفوة. أي أن الغفوة سببت أمنا وراحة قبل الحرب. وعند بحثي في هذا الموضوع بشكل موسع، وجدت دراستين علميتين نشرتا عام 2007 في مجلة Arch Intern Med ومجلة J Appl Physiol وأظهرتا أن النوم لفترة بسيطة كالغفوة القصيرة يقللان من ضغط الدم ومن التوتر خلال النهار وأن انخفاض ضغط الدم يبدأ مع بداية النوم أي أن الضغط يتحسن حتى لو كانت الغفوة قصيرة جدا.
ما سبق يوضح أن الغفوة النهارية قد يكون لها أثر إيجابي على الجهاز الدوري الممثل بالقلب وضغط الدم. وقد يكون هذا الأمر آلية لتعويض نوم الليل عند الذين تجبرهم أعمالهم على عدم الحصول على نوم كاف بالليل.
أمراض القلب وضغط الدم أكثر شيوعاً عند الذين يحرمون أنفسهم من النوم
المفضلات