بعض الذين يعترضون على الأشياء والأفعال و الأقوال..


لا تدرك منهم سبباً واضحاً مقنعاً على إعتراضهم..


فتحتار في أمرهم.. وحيرتك فيهم لأنك لا تعلم ما تخفيه عنك أعماقهم..


تحاول بشتى الطرق أن تكتشف ما يجعلهم في كل مرة باقون على أعتراضهم


ولكنك تعجز عن ذلك.. وهذا هو لعجزك على القدرة في الدخول إلى دواخلهم..


محاولاً أكتشاف ما يجبرهم على ذلك..


ففي بساطه لا تحتاج أن تدخل أعماقهم لكي تدرك ما بأعماقهم..


فهم يعترضون كثيراً لأنهم يروا في أنفسهم أن كل حدث يحدث


من الأشياء أو الأفعال أو الأقوال هو ما جاء إلا ليعكسهم


ويختلف معهم وكأنهم هم المقصودين في ذلك..


فيزداد الصراع في داخلهم وتزداد جهودهم في أعتراضهم


حتى لو كان الحدث الذي حدث حقيقة فأنهم يعترضون عليها..


وهذه القضية مشكلة سائده وسائرة في جميع المجتمعات..


ولعل السبب في عدم النظرة إليها بهذه النظرة وعدم البحث عن العلاج لها..


هو أن أكثرهم يعيشون بهذه الحالة فلا يمكنهم إدراك ذلك..


وكأن هناك تبادل بينهم مستمر في أعتراضاتهم..


ولو نمثل لهذا الجزء السابق حتى تكون الصورة أكثر وضوحاً..


فمثلاً تجد إنساناً يمارس موقفاً أو سلوكاً سيئاً في مجرى حياته


والكثير يعلم عنه ذلك.. فلو ألتقى هذا الإنسان بإنسان أخر غيره


ويمارس مثلما يمارسه من أشياء سيئة.. فهل له أن ينتقده وينكر عليه موقفه


ويرفضه ويقول له أن فعلك أو أمرك هذا أمراً خاطئاً أو سيئاً.. !!؟


بالطبع لا.. لأنه قابع بما هو قابع الإنسان الأخر ويعيش فيه..

فلا يمكنه
أن يدرك ذلك أو يرى منه شيئاً بعيداً عن الحقيقة..

لهذا لا يمكن أن نرفض الخطأ بالخطأ.. لأن حينها لا تكون الرؤية


أكثر وضوحاً أو أكثر نضجاً.. فوحده الصواب أو الحقيقة أن ترفض


الخطأ أو السلبية بثقة قوية لا يمكن لإحد أن يعترض على طريقها..