اكثر المتفائلين بواقعنا –اجتماعيا وسياسيا- يرى ان هذه الفترة التي نعيشها هي اسوأ فترة مر بها العالم الاسلامي . غير أن الواقع على سوءه ليس بهذه الظلام الذي نعتقده. وارجج ان السبب في رؤيتنا لذلك هو اننا نعيش به. ونذوق مرارته ونتألم منه.
لن ازعج انظاركم بسرد بعض وقائع حصلت لاجيال من امتنا ذاقت الويلات والنكبات الكثيرة اضافة الى الذل والتبعية وتطاول الامم وكثير من اشباه ذلك.
وفي ظل هذا التشاؤم المنتشر في دواخلنا . وحين نتسائل عن الحل الامثل لهذه المشاكل والمصاعب فان الجواب المستقر بعقولنا والمجمع عليه غالبا ان رفع المعاناة واصلاح الحال وتغيير الواقع الى الافضل انما يقوم به الجيل القادم . نظرا لاننا اقررنا بالهزيمة واعترفنا بها وثقلت كواهلنا بها وصعب علينا العمل واداء الواجب والعمل بجدية . وبهذا نعلن الهروب والتهرب من المسئولية الملقاة على عواتقنا بداً بالهروب من اسباب تردي الحال ووضع مسئوليتها كاملة على الجيل السابق وترك التحرك في طرق الاصلاح والنفع والتوجيه الصحيح الى جيل قادم . بهذا وقعنا في اكثر من خطأ جسيم
منها اننا لن نشعر بتأنيب ضمير او احساس بذنب لاننا لانعتقد باننا وقعنا في اخطاء كما فعل السابقون.
ومنها اعطينا انفسنا هالة من المثالية الزائفة التي تسبب لنا الوهن والضعف
ومنها ان لانشعر بعظمة المسئولية وان يتم العمل جماعات وافراد على زرع الامل والتفاؤل وان التغيير لن يحدث الا من انفسنا
اقول ذلك ونحن نعيش نوعا من التغيير في بعض البلدان مثل تونس ومحاولات هنا وهناك طالت كل من مصر الحبيبة والاردن ولبنان والجزائر وغيرها.ففي الوقت الذي نطالب فيه بالتغيير الى الافضل كان على الامة لزاما ان تعرف الطريق الصحيح لهذا التغيير بدأ من تصحيح المنهج وتقويم الطريق وان يكون مرجعنا هو شرع ربنا . منكرين في نفس الوقت لاي وسيلة غير شريعة بغض النظر عن عما ينتج عنها. فنحن مأمورين باخذ الاسباب على وجهها الصحيح . ولانطالب بنتيجة . مع حرصنا على ان نحصل على مكتسبات افضل.
لا اخفيكم انني غير سعيد بتلك التغييرات مع ماقد يحصل من نتائج يراها البعض ايجابية . لان الامة لازالت غير مؤهلة ليكون اهل الخير والصلاح هم في مقدمة الركب . وان ماتم تحصيله على سوءه ربما هو الافضل اضطرارا لنا. حتى يقضي ربنا بما يريد
وأن غدا لناظره لقريب
المفضلات