بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القائل
( كُل نفس ذائقة الموت )
والصلاة والسلام على خير الأنام الذي جاء عنه في البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنهم قول مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( وجبت ) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال ( وجبت ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت قال ( هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض )
شهدنا يوم السبت 11/2/1432هـ جنازة الجار الكريم والأخ الكبير / أحمد بن عبدالرحمن المهوس رحمه الله تعالى وقد غصت المقبرة بكثرة المحبين له وهذا دليل خير إن شاء الله تعالى كما سبق بالحديث وقد حضر هذا الجمع الغفير من كل مكان لتعزية أهل الفقيد في هذا العزيز .
كان أبو عبدالرحمن مضرب مثل بالأدب وحسن الجوار والخلق الحسن ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) فقد كان رحمه الله تعالى ذو خلق وأدب يزين به حديثه وسؤاله , فقد عرفته منذ الصغر وهو على وتيرة واحدة بهذه الصفات . وكان أجمل ما يتميز به أبو عبدالرحمن ( الابتسامة ) الملازمة لشفتيه رحمه الله ومع جميع الناس بدون أي تفرقة ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) وقد كان سمت في المجلس مستمع جيدا وناقداً حذقاً ومفنداً للحدث برؤية تدل على حنكة وخبرة رحمه الله تعالى.
للجار في الإسلام منزلة عظيمة حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " مازال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورثه " متفق عليه , وقد كان أبو عبدالرحمن ووالدتهم وعائلتهم جيران منذ الصغر وقد عرفت في هذا الجار الكريم وإخوانه ووالدتهم رحمها الله تعالى المحبة للخير وأهله والجيرة الحسنة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سعادة المرء الجار الصالح والمركب الهني والمسكن الواسع )) وقد كان نعم الجار رحمه الله تعالى .
ما أتذكره جيدا وأحب أن أذكره لكم عن هذا الرجل هو ( الذهاب للمسجد ماشيا ) فقد كان رحمه الله تعالى من المحافظين على الصلاة مع الجماعة وكان طريقة للمسجد ذهابا وعودة ماشيا يميزه عن غيره , ووالله أنني عندما أتذكر ما رأيته من كثر ممشاه للمسجد أنني أفرح له قال عليه الصلاة والسلام << بشّر المشاءين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة >> [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني] وقد عرفته من المشاءين وهو محافظ على الصلاة مع الجماعة وكان رحمه الله تعالى يمشي في قسوة البرد وشدة الحرارة على قدميه وقليلا ما يأتي بالسيارة للمسجد , فهذا دليل خير إن شاء الله تعالى .
لا أريد الإطالة فقد ذهب الأخ والصديق والجار إلى جوار ربه وهو أكرم وأرحم من الأم لأبنها وما نرجوه هو المغفرة لنا وله وأن يخلف على أهله وأبناءه خيرا وأن يلهمهم الصبر والسلوان وحسن الاحتساب
رسالتي إلى من أحب أحمد : اليوم أحمد رحل عنا بأحلى ذكر له وحزنا على فراقه وغداً أنا أو أنت راحل عن هذه الفانية إلى الباقية فلنعمل لمثل هذا اليوم ونكثر في هذه الدنيا ذكر الله عز وجل والعمل للآخرة .
ورسالتي إلى أخوة الفقيد وأبناءه وأهله : لقد كان أحمد مضرب مثل في الخلق الكريم والمحافظة على الجماعة مع المسلمين وقد شهد له القاصي والداني على ما يعلمونه عنه من حب للخير . فسيروا على خطاه وعليكم بالصبر والاحتساب وأكثروا الدعاء له خاصة في السحر وأخص منها وأنت ساجد .
اللهم اغفر له وارحمه واغسله بالماء والثلج والبرد
ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقا الثوب الأبيض من الدنس
اللهم أبدله دار خير من داره واجعل قبره روضه من رياض الجنة
اللهم وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسن الاحتساب
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله
اللهم اجعل ما أقبل عليه خيرا مما أدبر عنه
اللهم آمين
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل
وإنا على فراقك يا أبا عبدالرحمن لمحزونون وما عند الله خيرا وأبقى
نحسبه من أهل الخير والصلاة والله تعالى حسيبه
وحسبنا أنه ذهب إلى من هو أرحم من الوالد لولده
اللهم اجمعنا معه في مقعد صدق عند مليك مقتدر
ولا تحرمنا وأياه لذة النظر إلى وجهك الكريم
اللهم آمين
( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
أنقل لكم هذه المرثية .. ولا أعلم من كتبها .. ولكني وجدت فيها التعبير عما يجول في الخاطر وقد نقلتها لكم بتصريف
جاني خبر من بعده اصبحت مفجوع ,, وهليت دمع العين ما قـوا شجايـا
بالحادث الي صار في آخر الاسبوع ,, ضاقت علي الارض وضاقت سمايا
مرحوم يا جار بكينـاه بدمـوع ,, احمد كريم النفـس جـزل العطايـا
شجرة محبه تثمر اغصان وفـروع ,, خيره على اللي في المدن والقرايـا
دائم عن الزلات منهـي ومرفـوع ,, ناصع بياض الفعـل مالـه خطايـا
على الشهامه والكرم دوم موضـوع ,,وجها صبـوح وصافيـا بالنوايـا
حلاه ربي باجمـل الفعـل وطبـوع ,, تشهد على فعلـه جميـع البرايـا
وصال رحمه ما هو اقشر ولا قطوع ,, مـن القـدم للـراس كلـه مزايـا
بيته من بعده طفى نـور وشمـوع ,, وضاقت قلوب الناس جوف الحنايا
الله يصبرنـا ولا نجـزع جـزوع ,, على البلايـا يـوم جتنـا البلايـا
ما نعترض وامر الولي دوم مسموع ,, والناس هـاذي مقتفتهـا المنايـا
وعمر الفتى بالموت لابـد متبـوع ,, ومن طال عمره لازمـا لـه نهايـا
عساه في الفردوس ما يعرف الروع ,, جنـه بهـا حـورا بناتـا صبايـا
جنة عدن فيها مـن اثمـار وزروع ,, دارا رفيـع وكـل اهلهـا عـلايـا
ويسقا من الكوثر ثمانيـن قرطـوع ,, يشرب ويروى في نهـار الضمايـا
في قلوبنا حيـا ولاهـو بمنـزوع ,, اتـردد اسمـه دوم كـل الشفايـا
كتبه أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
13/2/1432هـ
المفضلات