نعاند. .
لأننا كثيراً ما نجد أن ذاتنا قد صابه داء السرعة في حياتنا..
أدمنا على أن نحصل على كل شئ في لحظة واحدة بسرعة فائقة
دون أن نعطي الحق للتأمل أن يأخذ منا حقه ويكـوّن لنا أمورنا
على حقيقتها فيصورها لنا ونرى وضوحها ونضجها..
نعاند . .
لأننا نملك أعين نجدها كثيراً ما تنظر إلى أفواه ما حولنا..
تريد أن تأخذ فوق حقوقها دون أن تراعي حقوق غيرها..
نعاند . .
لأننا دائماً نبحث عن ما تصل إليه الأيدي ولا ندرك قيمة ما وراء الأشياء..
فأصبحنا لا نؤمن بغير ما نراه أمام أعيننا.. ونسينا أن أكثر الأشياء التي تشعرنا
بالطمأنينه هي أبعد من أن تبقى في أنفسنا أن وجدت هذه الرؤية في داخلنا..
نعاند . .
لأننا نمارس كذبنا وزيف مشاعرنا وننتظر الفرصة لنا لكي نشترك
بأكبر عملية سرقة في عمرنا نسرق عمر ومشاعر أحدهم ونجني مصالحنا من وراءها..
نعاند . .
لأننا أصبحنا نأخذ أكثر مما أن نعطي وجعلنا تعاملاتنا في الحياة كما تتعامل بها الأنانية في سوق الأسهم
فأصبحنا لا نرى أيّ موقفاً أصيلاً ولا أمراً صادقاً..
وحينما نملك نظرة غير هذه النظرة وتعامل غير هذا التعامل فحتماً نجد أن هناك من يستحق أن نجده
أكثر صدقاً ووفاءً ونبلاً..
نعاند . .
لأننا نريد من الحياة كل شئ دون أن نعطي لها شيئاً منا.. فسكن الطمع أرواحنا وأحتل الجشع أنفسنا..
فأصبحنا كالذي وجد يده خالية مع أنه يملك كل شئ لأن روحه أشبه - بالبخيل - الذي لا يدرك ما يملكه
ويبحث عن المزيد ويجمع جمعه دون أن ينتفع به غيره أو نفسه..
نعاند. .
لأننا جعلنا للرياء مكاناً خاصاُ في قلوبنا نكرمه كلما أحتاجة له عقولنا..
يا لنحصل على حفنة من العطاء أو لنكون قريبين لأحدهم أكثر من غيرنا لمكانته الزائفة وعلو شأنه الزائف..
فنعطي التقدير لمن لا يستحق التقدير ونصفق بإيدينا لمن كان في الاخلاق أرذل من غيره وأكثرهم نفّياً للفضيلة..
نعاند . .ونعاند . .
لأننا نجهل حقيقة أنفسنا ورمينا بها في مكان غير مكانها حتى ظهر لنا أنه لا جذور لنا
ونجد أن أيَّ مكان يجمع بعضنا لأنننا ما زالنا نرى أن أرواحنا مبعثرة ومشتته في داخلنا..
وأعاند هنا..
لا لأني متشائم.. ولكني أحب أن أجد الحياة كما تجب أن تكون..
المفضلات