"بعض لبعض وإن لم يشعروا خدمُ"
/
خصمي في هذا اللقاء الثقافي هو : الأصيل وكنيته " ابو ثوب " . .
ملك يتربع على عرش الأدب الساخر . .
أمرتُ له بمد سجادة فارسية حمراء .. لكيّ تتشرف بأن تحمل خطواته إليّ ، وبدأت عزف مراسم الاستقبال :
استقبله .. بخمائل حروفٍ مائسة بالحسن ، زاخرة سفوحها بجمال اللفظ ، مرصعا متصفحي بنجوم زاهرة ذات أبراج ، احتفاءا بمعانقته . . فمثله يحقّ لي الاحتفاء به.
تُتمتِم لوحة مفاتيحي تحت وقع أطراف أصابعي فيتمايل الريحان على أنغامها . . ويشذو الورق ويغني العندليب ويقص عليكم متصفحي أسطورة الجمال .
قدّم لنا نوادر بريئة وهو لم يشعر . .
يُمازحنا ، فيعيد الحياة على شفاهٍ تفطّر أطرافها . . وهو لم يشعر
زرع ألابتسامة لنا ، فنسينا كدر المسيرة ومرارة العيش .. وهو لم يشعر
يُخرجنا من تقوقعنا بأصداف الصمت . . لنخرج لعالم الوجود . . وهو لم يشعر
يحضر لنا بحلةٍ من نورِ البهجة ، ويغادر وأرواحنا ممتلئة صفاء ونقاء .. وهو لم يشعر
ألهمنا أن النفس الباسمة ترى المصاعب والصعاب فتهزمها . . وهو لم يشعر
/
زارني " ابو ثوب " وأنا في قمّة ترتيب هذا الدوري
وأجمل ما في قمّة هرم هذا الحشد ، هو كثرة ارتداء المعاطف الواقية من شراسة برودة احتضان سحب السماء.
لم أجرب ارتداء " الثياب " بدلا من المعاطف ، فأسررت إليه برغبتي بقياس عرض كتفيه ؟! فقال : لِما ؟ قلت : أريد أن اعرف مقاسك ، هل يلائم مقاس معطفي ؟ فسرّ من ذلك ، وأهديته معطفي بشرط منحي " ثوبه " ففعل !!
وشاهد نفسه بمعطفٍ دون ثوب ، فأسرّ لي ، بأنه أصبح طرزانيّ الهيئة ولا يجوز أن يغادرني بهذه ألحالة .. وكيف يمرّ بجانب " الشبث " وهو بهذه الهيئة ؟!
فتجاهلت حديثه !! كأني لا اسمعه ،وأمرت بعزف معزوفة الإذن بمغادرتي :
والنّاسُ
بالنّاسِ
من حَضْرٍ وبادِيَةٍ . .
بعضٌ
لبعضٍ،
وإن لم يَشعُروا، خدَم
.
.
وأسمعه أثناء نزوله سلّم الهرم .. يردد :
فرسي .. أصبحت فرس بحر
وثوبي .. اصبح معطف
يا حياة الشقاء . ." وش بعد "
" وش بعد "
" وش بعد "
/
محدثكم :
لابس ثوب أبو ثوب
المفضلات