اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ لا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.الحمدُ للهِ الذي سَهَّلَ لِعِبادِهِ طريقَ عِبادَتِه، وأفاضَ عليهِم من خَزَائنِ جودِهِ وكرمِهِ، وأشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهَ وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أن سيدَنَا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُه، اللهم صَلِّ وسَلِّمْ وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِه.أمّا بعدُ : أيُّها المسلمون ، إنَّكُم في يومٍ تَبَسَّمَتْ لَكُمْ فيهِ الدُّنيا ، صُمْتُم لله ، وقُمْتُمْ لله ، ثم جِئْتُم اليومَ ، تَحمَدونَهُ على الإنعامِ بالتَّمامِ ، والتوفيقِ للصيامِ والقيامِ ،وتَسألونَه الرِّضا والقَبولَ ، فالحمْدُ للهِ الذي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصالحاتُ . ومِن نعمِ الله U علينا ، اجتماعُ عيدين في يومٍ واحد ، عيدُ الفطر، في يومِ جُمُعَه ،وفي الحديث كما في سُنن أبي داوود عَنْ إِيَاسِ بْنِ أَبِى رَمْلَةَ الشَّامِىِّ قَالَ شَهِدْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِى سُفْيَانَ وَهُوَ يَسْأَلُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ ،قَالَ أَشَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ e عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِى يَوْمٍ ؟ قَالَ نَعَمْ. قَالَ فَكَيْفَ صَنَعَ قَالَ صَلَّى الْعِيدَ ثُمَّ رَخَّصَ فِى الْجُمُعَةِ فَقَالَ { مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّىَ فَلْيُصَلِّ } الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. إن هذا اليومَ أيُّها الأحبةُ في الله ، ليومٍ عظيمٍ وعيدٍ جَليلٍ ، يُسَمى يومُ الجوائزِ وذلكَ لأن الجوائزَ تُفَرَّقُ على العاملينَ في شهرِ رمضانَ، تُفَرَّقُ بِحَسَبِ عَمَلِ كُلِّ عَامِلٍ، مَنْ عَمِلَ خيرًا وَجَدَ الخَيْرَ، ومَنْ عَمِلَ شرًا ، فلن يجدْ ، إلا ما يَتَّفِقُ مع عقوبةِ ذلكَ الشرِّ الذي فَعَلَهُ ، ولهذا وَرَدَ في الحديثِ عن النَّبيِّ عن ابنِ عباسٍ يرفَعُهُ قالَ: {إذا كان يومُ عيدِ الفطرِ هَبَطَتْ الملائكةُ إلى الأرضِ وتكونُ على أفواهِ السككِ يُنَادونَ بِصَوتٍ يسمَعُهُ جميعُ مَنْ خَلَقَ اللهُ إلا الجنَّ والإنسَ ، يقولونَ: يا أُمَّةَ محمدٍ اُخْرُجوا إلى ربٍّ كريمٍ يعطي الجزيلَ ويغْفِرُ الذنبَ العظيمَ ، فإذا بَرَزوا إلى مُصَلاهُم قالَ اللهُ تباركَ وتعالى لِملائكتِهِ: يا ملائِكَتي ما جزاءُ الأجيرِ إذا عَمِلَ عَمَلَه؟ فتقولُ الملائكةُ: إلهَنَا وسيدَنا أنْ توفيه أجرَه، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلّ، للملائكةِ: أُشْهِدُكُم أَنِّي جَعَلْتُ ثَوابَهُم مِنْ صِيامِهِم وقِيامِهِم رِضائي ومَغْفِرَتِي، ثم يقولُ مُوَجِّهًا خِطابَه إلى عبادِهِ: اِنْصَرِفُوا مَغْفُورًا لَكُم، اِنْصَرِفوا مغفورًا لكم} قالَ بعضُ العلماء : يرجِعُ أقوامٌ مِنْ المُصَلَّى ، كَيَومِ وَلَدَتْهُم أُمَّهاتُهُم ، أي أنَّهُ لا ذَنْبَ عليهِم ، قد غُفِرَت ذُنوبُهُم ومُحِيَتْ سَيئاتُهُم ، الله أكبر، الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. أيُّها المسلمون ، راقِبُوا أَنْفُسَكُمْ، وعَلَيْكُم بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ مَعَ إخوانِكُمْ ، ومَعَ الأقارِبَ أَوْلى ، واحْذَروا المَعَاصيَ ، فإنها من أعظمِ ما يكونُ ، وأكْبَرُها الشركُ باللهِ عزَّ وجل، فإنه مِنْ أَعْظَمِ الآثامِ، وإنَّ الجنةَ على صاحِبِهِ حرامٌ ( إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً بَعِيدا ً) وقالَ سبحانَهُ وتعالى حِكَايَةً عن نَبِيِّهِ عيسى: (مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) واحْذَروا الزِّنا فإنهُ مِنْ أعْظَمِ المحرَّمَاتِ قالَ اللهُ عز وجل: ( وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) ويقولُ عليه الصلاةُ والسلام: { ما مِنْ ذَنْبٍ بَعْدَ الشركِ باللهِ أعْظَمُ مِنْ أَنْ يَضَعَ الرجلُ نِطْفَتَهُ في رَحِمٍ لا يَحِلُّ له }وإياكُم وقَذْفَ الْمُحْصَناتِ الغافِلاتِ قالَ اللهُ عزَّ وجل: ( إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ٱلْغَـٰفِلَـٰتِ ٱلْمُؤْمِنـٰتِ لُعِنُواْ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، عبادَ اللهِ، تَذَكَّروا بهذا الاجْتِماعِ ما أمامَكُم مِنَ الأهْوالِ والأفْزَاعِ ، تَذَكَّروا قَبْلَ الانْصِرافِ من هذا الجامِعِ وكُلٌ يَحْمِلُ جائزَتَهُ ، إمَّا مَغْفِرَةَ اللهِ ورِضْوانَه ، أو سَخَطَه والعِياذُ باللهِ ، تذكَّروا بذلك :الانْصِرافَ من المَحْشَرِ يومَ القيامةِ ،فآخِذٌ كتابَهُ بيمينِهِ ، وآخِذٌ كتابَهُ بِشِمالِهِ ،أيُّها الأحبةُ في الله العيدُ مناسبةٌ كُبرى لِمُراجعةِ النَّفسِ والعملِ وإصلاحِ ذاتِ البين ، وصلةِ الأرحامِ والرأفةِ باليتامى والمساكين ، والإحسانِ إليهم ، وإقامةِ أمرِ الله في الوالدين والأقربين ، والأُلفةِ والمحبةِ بين المسلمين ، والتزاورِ والتهنئةِ بهذه المناسبة . فبادروا أعماركم ، وتنافسوا فيما بينكم ، وأروا الله من أنفسكم خيرًا ، أعادَ اللهُ علينا جميعًا من بَرَكَةِ هذا العيدِ وأَمَّنَنَا من سَطْوَةِ يومَ الوعيدِ، أقولُ قولي هذا وأسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولكُم ولِسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنهُ هو الغفورُ الرحيمُ.
الحمد لله رب العالمينَ ، والعاقبةُ للمتقينَ ، وأشهدُ أن لاإله إلاَّ اللهَ وحده لاشريكَ لهُ ، إلهَ الأولينَ والآخرينَ ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أمَّا بعدُ: فإنَّ الذي يَغيظُ الشيطانَ عدوَّ اللهِ وعدوَّنَا، مَا قدَّمَهُ المسلمُ في شهرِ رمضانَ المباركِ مما يَسَّرَ اللهُ له وسهَّلَ له مِنْ فِعْلِ الخيرِ والأعمالِ الصّالحةِ ، هذا هو الذي يَكيدُهُ ويُغيظُهُ ، وهُوَ حريصٌ كُلَّ الحرصِ أنْ ينتقمَ منكَ أيها المسلمُ ، فهُوَ الآنَ سيُضاعِفُ جُهْدَهُ مَعَكَ ، فالحذرَ الحذرَ، الحذرَ مِنْ عدوِّ اللهِ عزَّ وجلّ ، فإنّهُ يتربصُ بنا الدوائرَ، فيَا عبادَ اللهِ، ينبَغي للمُسلِمِ أن يَحْذَرَ مِنهُ فإنه يَكيدُهُ ، ويحاولُ أن يُفْسِدَ ما أصلَحَهُ في شهرِ رمضانَ المباركِ ، ولكِنْ رُدُّوهُ يا عبادَ الله، رُدُّوهُ مَدْحُورًا غائظاً ، وذلك بالاستمرارِ في طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وفي عبادتِهِ ، وفي الإكثارِ من الخيرِ، واحذروا المعاصيَ يا عبادَ الله؛ فإنها هي المُهْلِكاتُ وهيَ الموبِقاتُ، فإنه ما نَزَلَ بلاءٌ في الأرضِ ، إلا بِسَبَبِ معصيةٍ،ولا رُفِعَ إلا بِتَوبةٍ ، فَعَلَيْكُم بالتَّوْبَةِ يا عبادَ اللهِ ، والإنابةِ إلى اللهِ عزَّ وجل ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، وللهِ الحمد ، أيَّتُها الأخواتُ المسلماتُ ، أُذَكِّرُكُنِّ بأنَّ رسولَ اللهِ e بعدَ أنْ خَطَبَ الرِّجالَ في مثلِ هذا اليومِ الأَغَر ، مشى مُتَوَكِّئاً على بلالٍ y وخطبَ النساءَ وكانَ من خِطْبَتِهِ أن تَلا عليهِنّ آيةَ المُبَايَعةِ وهي قولُهُ تعالى : ( يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِذَا جَاءكَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِٱللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلْـٰدَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهُتَـٰنٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُنَّ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) فلما فَرَغَ من الآيةِ قالَ: {أنْتُنَّ على ذلك}، فقالتْ اِمْرَأَةٌ: نَعَم فقالَ : {ما قَوْلي لامْرَأةٍ واحدةٍ قَوْلي لِمِئَةِ اِمْرَأَةٍ} ثم أمرَهُنّ بالصدقةِ فقالَ : {تَصَدَّقْنَ فإن أكْثَرَكُنّ حَطَبُ جَهَنَّمَ} فقالتْ امرأةٌ : لِمَ يا رسولَ اللهِ، فقالَ : {لأنِّكُنّ تُكْثِرْنَ الشِّكايَةَ وتُكَفِّرْنَ العَشيرَ} متفقٌ عليه . فَجَعَلْنَ يُلْقينَ مِنْ قُروطِهِنّ وخَواتيمِهِن وقَلائدِهِن في ثوبِ بلالٍ صَدَقَةً للهِ ، ألا فَاتَّقينَ اللهَ أيتُها الأخواتُ، وكُنَّ خَيْرَ خَلَفٍ لخيرِ سلفٍ من نِساءِ المؤمنينَ، واحذَرْنَ من التَّبَرُّجِ والسفورِ والاختلاطِ بالرجالِ الأجانبِ والتقصيرِ في أداءِ أمانةِ الرعايةِ في البيتِ على الأولادِ والزوجِ ؛ فإنَّ مَسْؤليتَكُنَّ عظيمةٌ، وتأثيرَكُنّ في البيتِ أَعْظَمُ ، إنْ خَيْراً فخيرٌ وإنْ شراً فَشَرٌ، يا معاشِرَ الأخَواتِ الكَريماتِ ، اِتَّقِينَ اللهَ في صلاتِكُنّ وزكاتِكُن لاتُؤَخِّرْنَها عَنْ وَقْتِ وجوبِها ، وإيّاكِ يا أمَةَ اللهِ أنْ تَسكُتي عن الزوجِ والأولادِ الذين لايُصَلُّونَ ، أمانَةٌ كبيرةٌ تلك التي حُمِّلْتِِ إياها في تَرْبِيَتِكِ لابنَتِكِ في دينِها وأخْلاقِها وحِشْمَتِها وسِتْرِها وتَعَقُّلِها وحُسْنِ تَعَامُلِها مَعَ زَوجِها ، فاحفظي أمانتَكِ من الضَّياعِ ، فكُلُّ راعٍ مَسؤلٌ عن رَعِيَّتِهِ ، وصَلُّوا على سيدِ الأولينَ والآخِرِينَ سيدِنا ونبيِّنَا محمدٍ عليهِ أفضَلُ الصلاةِ والتسليمِ فإنَّ ربَّنَا تباركَ وتعالى أَمَرَنَا بذلك في كتابِهِ المُبينِ فقالَ جلَّ من قائل: ( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً ) [الأحزاب:56]، ويقولُ عليه أفضلُ الصلاةِ والتسليمِ: { من صلى عليَّ مرةً صلى اللهُ عليهِ بها عشرًا} اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِه، تقبلَ اللهُ منا ومنكم وغفرَ اللهُ لنا ولكم ، وكلَّ عامٍ وأنتم بخيرٍ ، وعيدٌ سعيدْ،
الخطبة بصوت الشيخ :
[RAM]http://abosami.com/pro/ftr1.mp3[/RAM]
اضغط هنا للتحميل
المفضلات