هذه القصيدة من أجمل وأروع القصائد النبطية ... لما احتوته من ألم وجداني وكلمات مؤثرة نابعة من قلب الشاعر ... الذي صوّر معاناتاه بطريقة مؤثرة فمجرد أن انتبه لكلمة (يبه) من بعض الأولاد ثارت الشجون والأحزان في نفسه وتذكر ما عاناه لفقده حنان الأب وهو الذي لم يردد هذه الكلمة طوال حياته...
إنه الشاعر الكبيرالمبدع خلف بن فاران الأسلمي الشمري الذي عاش قصة غريبة ومؤلمة لسوء حظه ... فقد وُلد في نفس اللحظة التي توفى بها والده... وعاش حياته يتيم الأب منذ مولده..
وعندما كبرَ وأصبحَ أباً وعائلاً أثارته كلمة (يبه) حيثَ تذكر أنه لم يقل هذه الكلمة طوال حياته لوفاة والده ....
فقال هذه القصيدة المؤثرة التي ذاع صيتها وأبكت الكثيرين ...
ويقال إن الأمير الشاعر خالد الفيصل عندما سمع هذه القصيدة.. تمنّى لو أنه قائلها.. وأنها تكفيه لو لم يقل قبلها أو بعدها من شعر لعذوبتها وتأثير معناها في المتلقي ...
أترككم مع قصيدة خلف الأسلمي التي يخاطب بها والده رحمه الله:
جيت الحياة وجاك من ربي الموت
أقفيت يا عمري وأنا جيت ورّارد
متكفنٍ حطّوك في وسط تابوت
وانا بعد مثلك تكفّنت بمهاد
الله أكبر ليش ماني بمبخوت
في يوم واحد صار موتٍ وميلاد
حتّى قدومي ما رفع للفرح صوت
في حزن أروح وجيت في حزن وحداد
يا بوي ما تنفع بعد فايت الفوت
لا قلت ذا موتك طعن جوف الأعياد
شفني ونا رجّال واقدح على القوت
أغار من كلمة ( يُبَـــه) بين الأولاد
كلّ الجروح اتطيب با بوي وتموت
إلا جروحك بالحشا دايم جداد
أرجو أن أكون قد وُفقت في الاختيار ...
ولكم تحياتي ....
المفضلات