المعرفه في الفكر الانساني
الشيخ حسن حسين جواد الحميري \شيخ مشايخ حمير
لا تحصل الكمالات للانسان الابمساعدة الاخرين وتعاونهم معه اذ هو كائن اجتماعي بطبعه وهو الى الضروريات احوج منها في الكمالات ..وبما ان الكمالات من الاستحالة جمعها في شخص واحد اذن لابد ان يكون للانسان تخصص يبرع فيه ويتقنه فالعدل يقضي اقتصار كل فرد على تكلف الاعمال التي يحسن لها بالطبع وبهذا الصدد يقول الفيلسوف ابن رشد" ان سكان الدوله جميعا اخوة انبثقوا من بطن ام واحده هي الارض فلا فرق ولا تمايز والمعيار هو المواهب وتنميتها وصقلها" ويقول الفيلسوف (هيكل) "ان كائنا ذا نهاية هو كائن ينتسب الى شئ اخر وانه محتوى موجود في علاقات ضروريه مع محتويات اخرى مع العالم بأسره" ويلاحظ ان الدول الناميه تطمح بالحصول على تطور وتقدم يتوازى مع تطور وتقدم الدول الكبرى ولذلك يجب ان تدرس القوة المؤثرة في مسيرة حضارة مجتمعات هذه الدول وهذا الامر هو بطبيعة الحال من اختصاص علمي الاجتماع والتاريخ حيث كلاهما يعرفان او يحاولان ان يعرفا التغيرت التي تحدث في بناء المجتمع واسبابها ودوافعها واتجاهاتها واهدافها حتى يستعد ويهيئ الناس انفسهم لمواجهة التغيرات الجديدة ويرى الفيلسوف ابن خلدون عدم جواز ان يدرس الطالب العلوم الطبيعيه قبل ان يتقن العلوم الشرعيه وكان هدفه هو عدم انتشار البدع ولكي لا يتعلم الطلاب الافكار المظلله ولن يلجوا في طرق تؤدي اليها ويرى الفيلسوف (اوكست كونت) ان موضوع علم الاجتماع يتألف من حقائق التأثير المستمر التدريجي للاجيال البشرية بعضها في بعض لذا يجب اللجوء الى التحليل التاريخي ويرى العالم(اميل دوركهايم ) بضرورة تعاون علمي الاجتماع والتاريخ لدراسة المظاهر العامة للحياة الاجتماعيه لغرض الكشف عن جميع الوقائع والاحداث اذا اردنا اجراء بعض الاصلاحات في المجتمع..وماهو جدير بالذكر لابد من القيام بدراسة المجتمع العراقي دراسة دقيقيه وتاشير حالات البطالة والفقر والمرض والاميه ووضع العلاجات المناسبة لهل ولابد من معرفة الظروف المحيطة حيث ان هناك سلسلة طويلة من الافعال وردود الافعال بين الظروف والانسان ويرى الفيلسوف "ويلهم دلتاي"بان التريخ والاقتصاد والقانون والنقد الادبي والاجتماع كلها علوم ترجع الى فئة واحدة تؤلف عائلة متماسكة في المعرفة ندعوها الدراسات الانسانية فالمشاركة الوجدانية والتماثل في الطبيعة البشرية تساعدنا في فهم الدوافع والحوافز التي تحرك الناس وتدفعهم للقيام ببعض الاعمال وبذلك تكون الدراسات الانسانيه قادرة على معرفة الواقع حيث الخبره الشخصية جزء من خبرة الاخرين ورغم ذلك يجب ان لا ننكر الدور الحاسم للقوى التي تمارس ضغطا على وجدان الافراد وحسب علم الاجتماع المادي فان المعرفه الاجتماعية تزود الانسان بالقوة التي يستطيع بواسطتها لن يسطر على الطبيعة ويعمل فيها وان يجد الظروف الملائمه لكيانه ووجوده وهذا النشاط التجريبي ويطور الجانب الفعال للفكر البشري فالماضي قد ترك اثارا رسبت في الحاضر وستستمر في المستقبل على شكل مستندات واصول وانظمة ومؤسسات وابنية وغيرها ويرى الفيلسوف "ديكارت"ان حظ الامة من التمدن والتهذيب يزداد بمقدار حظ اهلها من التفلسف واعظم خير تظفر به دولة من الدول ان يكون فيها فلاسفه حقيقيون ودائما تظهر امام الانسان اهداف اخرى امامه وهو في مسيرة حياته حيث يرى الفيلسوف "ادم سمث"في كتابه ثروة الامم بان الناس يتعقبون مصالحهم الخاصة وبنفس الوقت يناظلون من اجل تحقيق هدف لم يكن في البدء جزء من قصدهم .والى موضوع اخر والله ولي التوفيق
الشيخ حسن حسين جواد الحميري\شيخ مشايخ حمير
المفضلات