كرة القدم اللعبة الأكثر شهرة والأكثر انتشاراً لم تعد مجرد لعبة في ملعب محدد بالطول والعرض إنما اختزلت التاريخ المعاصر بكل ما فيه من حروب ضمن
قوانين قائمة بالاتفاق فلا يسمح لأي طرف باختراقها ولوكان ذلك الطرف هو (اسرائيل) ساحة المعركة خاضعة للقوانين وأما الحكام يقومون بمراقبة اللاعبين والمدربين واللاعبون ماهرون في فن تمرير الكرة الجلدية الملأى بالهواء.
تعتبر ظاهرة المونديال التي تطورت وواكبت حضارة بعض الأمم كالحركة الانقلابية على رموز النخب العسكرية والسياسية فتحولت الحروب الى معارك رمزية والشقاء الناتج عنها الى متعة في حين تحولت المعتقلات والقضاة الى كادر تدريبي أما الأبطال تم تحويلهم الى اساطير من خلال اللاعبين في حين راحت أقدام اللاعبين تفكر وتبدع وتغير المشهد التاريخي للأمم ؛ حينما عجزت الأنظمة السياسية لدى أمم أخرى عن تحريك العقول وربما القلوب .
تعد كرة القدم أهم اكتشاف في تاريخ البشرية فتأثير هذه اللعبة كان أقوى من أيديولوجيات الأحزاب ونظريات القوميات وقوة الشعارات .
وبعد هذه المقدمة يجول سؤال في البال ..
مالسر الذي يجعل فرق بعض الأمم في المقدمة في حين نحلم أن يصل فريق عربي الى المونديال العالمي..؟
إن بحثنا لإيجاد الجواب لطال البحث وفي النهاية لن نجد سوى حقيقة واحدة مرتبطة مباشرة بالتكوين النفسي للشعب العربي ..
فـ للأسف الشديد لايزال الشعب العربي ينضوي تحت النزعة الفردية فلا نرى له أية ملامح للفريق الواحد بداية بالقمة انتهاءً بالقاعدة فالنزعة الفردية لاتساعد على الارتقاء والنجاح عندما تفتقد روح التعاون الجماعي وروح الفريق الواحد,,,
فالمدهش في الأمر أن من يتصدر المونديال هي دول ليست بأفضل من بلادنا بل تعد متخلفة فأمريكا اللاتينية تعتبر من أكثر الأمم تخلفاً لكنها تمتلك بذرة العمل الجماعي والتعاون ، في حين لم نجد في شرقنا العربي اي علاج لجينيوم العزلة والفردية والتاريخ القديم علينا شاهد ..
فمنذ تلقينا لتاريخنا يتفرد البطل الفردي مثل عنترة متأبطاً سيفه فلا يوجد غيره على ساحة المعركة في حين تميز تاريخ بقية الأمم بـ الفرسان الاربعة ..
فاعتمد الفارس العربي في بطولاته على الغاء واقصاء الآخر بأي طريقة ليبقى وحده رمزاً للبطولة والشجاعة وهذا ينسحب حتى اليوم لنرى مؤسسات وهيئات وجهات وأحزاب وحتى المنتديات قائمة على فكرة المنافسة دون بذل اي محاولة لجهة انتاج الشركاء ..
ويبقى التاريخ شاهداً ومتكلماً عما فعلناه منذ الأزل الى اليوم حتى بتنا نرى انقسام حقيقي بدأ بالفرد نفسه وانتهى في الجامعة العربية لذا ..
لندع فكرة وحلم الاتحاد العربي الى أخرى لعلها أجدى وأنفع فأي فكرة لن تتحقق الا بالتعاون والتعاون لدينا لغة مفقودة وثقافة أمية ..ولايزال الأكثر من افراد هذا الشعب يقول ياربي نفسي و ليكن بعدي الطوفان ..
أنا وبس وأنا الأوحد والملهم ...!!
أنا والمونديال والأمة العربية وحديث الساعة على صفيح ساخن
هل لديكم أقوال أخرى ...؟
متى سنرى فريق عربي يمثل الامة العربية أو دولة عربية في بطولات كأس العالم لكرة القدم ...؟
متى...؟
المفضلات