السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قبل كل شئ.. كانت الردود على ذلك السؤال من قبل الأخوة رائعة وصادقة..
وأني أحترمها وأقدرها وأخذ بها من باب أنها واجبة على كل مسلم..
فحينما سألت ذلك السؤال وقتها . . .
لأنني وجدت أن أكثر الناس يعتقد أنه لا تحرير لفلسطين إلا في أخر الزمان..
وهذه حقيقة ووعداً من الله لنا يدركه الجميع ويؤمن به..
وهذا الوعد قد أتخذه أكثر الناس عذراً له وتعزية له عن ضعفه وصمته وقلة حيلته
بفعل الفعل أتجاه موقف فلسطيننا..
ولكن حقيقة الأمر.. أنه من الممكن أن تحرّر فلسطين الآن.. ولا عليها
أنتظار ذلك الزمان...
فلم يبيّن سبحانه وتعالى في آياته أن حال أستعمارها هذا باقي لأخر الزمان..
فربما المقصود بالأحتلال ليس هذا الأحتلال.. فبستطاعتنا أن نحرّرها اليوم..
وبستطاعتهم أحتلالها مرة أخرى..
وهكذا أستحلال وتحرير إلى أن يأتي أخر الزمان ويقول كلمته الأخيرة..
فهي قبل هذا هي مستحلة وحرّرها صلاح الدين الأيوبي الذي ندر وجوده
في زماننا هذا..
ثم أستحلت من جديد.. والآن فلا عذر لنا في تجاهلنا عن تحريرها..
ونبقى نردد في يومنا أنها تحرّر في أخر الزمان..
وخصوصاً أنه لا يعلم أحداً من بيننا موعد الساعة الأخيرة..
فأن كنّا أكثر شجاعة و وفاء مع ديننا.. فلنقوم بذلك..
وحينما سألت.. لماذا نطالب بها الآن مع علمنا أنها تحرر أخر الزمان.. ؟
فنطالب بها لكي نحرّرها.. وهذه دعوة لتحرير.. ولا يجب أن نقف عند
كلمة أنها تحرر في أخر الزمان..
فربما لم يكن التحرير الذي يأتي في أخر الزمان هو التحرير لأستحلالها الآن..
وانما ربما يكون هناك أستحلال أخر لها غير هذا..
لهذا أن كنّا صادقين في موقفنا أتجاهها.. فلنبادر في ذلك..
لا أن نترك لأحاديث السياسة وقراراتها وتأثيراتها تأخذ موقفها منا..
فيصبح نصيبها من صمتنا وترددنا أكبر من نصيب الجرأة والشجاعة في داخلنا..
ففلسطين مازالت تناشد أخوتها بدماء أهلها..
ولكنها الآن أدركت قوة المسلمين في هذا العصر.. وعرفت أنه لا حول ولا قوة
فبقيت تنتظر زماناً آخر.. علّ يكون فيه جيلاً آخر قوياً ومؤمناً غير
جيل هذا الزمان..
قال الله تعالى في كتابه ({قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}
فالحكمة من مورد أربعين عاماً في الآية بهذا الرقم بالتحديد..
هو أن هذه السنين وعلى مرورها.. كفيلة بأن تغيّر جيل بكامله..
وتأتي بجيل أخر أكثر قدرة وشجاعة..
فالفساد يعم الأرض واليهود تكبر يوم بعد يوم..
والله أعلم..
فأيها الناس . .
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
فهذا ما أراه.. ولا أدرك من يتفق معي أو لا يتفق..
ولكنني أدرك أنني أرضيت ديني ونفسي بهذا..
والسلام عليكم..
المفضلات