السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تكتب أقلامنا بعضا مما نعتقده وندين الله فيه نظهر للقارئ الشجاعة والحكمة والقوة في طرح الرأي والعزيمة القوية وغيرها من الصفات الحميدة الأخرى ...
ولكن الحقيقة وعلى أرض الواقع ..
أن كثيرا من هذه الأمور تغيب ... وتحضر ... في كثير من الأحيان ...
فشجاعتنا التي نتمترس خلفها ... تغيب وتحضر ...
جرأتنا في طرح آرائنا ... أيضا تغيب وتحضر ...
تمسكنا بأخلاقنا وبلطيف العبارة والقول ... أيضا يغيب ويحضر .. تبعا للمطبات الهوائية والمنعطفات الخطيرة ...
وعزاؤنا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للصحابه : ( لوخرجتم كما كنتم عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات ) أو كمال قال ...
كثير من الأمور .. تغيب وتحضر مع الأسف ... وياليتها كانت حاضرة على طول الخط ...
حتى حبنا واحترامنا للآخرين ... أيضا يغيب ويحضر متأثرا بالمناخ وبالرياح الموسمية ...
وكذلك حب الآخرين واحترامهم لنا أيضا يتعرض لذات الشئ ... فهو يغيب ويحضر ...
لذلك لا تعول كثيرا على حب شخص ما لك واحترامه إياك .. على فعل أي سخافة معه ... فقد يكون توقيت تلك السخافة متزامنا مع غياب ذلك الحب والاحترام .. لا مع حضوره .. وعندها .. لا مفر .. من تلقي بعض العتاب واللوم الساخن نوعا ما ...!!
الرضا بما يقدره لله عز وجل لنا ... أيضا هو ممن .. يغيب ويحضر ...
فمهما تشدقت أقلامنا بغير هذا .. فالواقع يكذبها ...
فعند اول اختبار ... تتهاطل الدموع واحدة تلو أخرى ... وتنادي كل واحدة منها قائلة ... أختي أختي ... حتى تبل اللحى ....
لماذا ؟
وأين ما خطته الأقلام ؟
أنا أخبركم ...
لقد زامنت وقت غياب .. لا وقت حضور ...
نسأل الله ألا يطيل لحظات الغياب .. لكل ما ذكرت .. وأن يمد في لحظات الحضور ...
كتبتها ... ساعة حضور ...
أرجو دعاءكم ....
المفضلات