المفاوضات الحالية تثير علامات الاستفهام والتعجب وتطرح السؤال العريض:
ما الأسس والمعايير التي يستند إليها الهلاليون عند تقديم قوائم المنسقين؟!
كتب – طارق العبودي :
جاءت مفاوضات الهلاليين لنظرائهم في نادي الفتح من أجل استعادة المهاجم الهداف فيصل الجمعان وهو الذي نسق من الكشوفات الزرقاء قبل نحو 3 سنوات ب(رؤية إدارية) وليست نظرة (فنية) لتضع عشرات من علامات الاستفهام ومعها مئات من علامات التعجب حول الأسس والمعايير التي تستند إليها الأندية عامة، والهلال على وجه الخصوص، عند اعتماد قوائم التثبيت والتصنيف قبل بداية كل موسم أو عند ضم اللاعبين المستجدين؛ فالواضح بشكل جلي أن الرؤى (الإدارية) هي التي تسيطر على الوضع بعيداً عن التقارير الفنية؛ ففي كل موسم يفاجأ أنصار الهلال بالاستغناء عن أسماء ما زال لديها الكثير لتقديمه بعد أن قدمت ما يشفع لها من خلال الفرص الضئيلة التي منحت لها في بعض المباريات, وفي المقابل يتصدر قوائم (المثبتين) لاعبون لن يضيفوا أي شيء يمكن أن يفيدوا به الفريق, كما أنهم يفاجأون بذهاب أكثر من نجم (مستجد) لأندية أخرى رغم بروزهم في تدريبات ومباريات المستجدين ورغم إنصاف المدربين لهم بتقاريرهم الفنية.
ولعل فيصل الجمعان أحد هؤلاء اللاعبين الذين ذهبوا ضحية لمقصلة التنسيق برؤية إدارية رغم أنه هداف بارع ونجم موهوب كان أحد أبرز عناصر فريقي الشباب والناشئين وحقق قبل بضع سنوات لقب (أفضل لاعب) في بطولة الخليج لمنتخبات الناشئين، إضافة إلى صغر سنه (عمره الحالي لا يتجاوز 24 عاماً) وتكوينه الجسماني الرائع. وربما يعود الجمعان لارتداء القميص الأزرق ثانية إذا ما نجحت المساعي الهلالية ولكن بالتأكيد سيكون ذلك بمبلغ مالي ضخم.
ما حدث للجمعان فيصل حدث مع لاعبين كثر فهذا نجم وسط النصر وأبرز لاعبيه في الموسم المنصرم أحمد عباس كان يلعب للهلال ومثله في عدد من المباريات قبل أن تمنحه الرؤية الإدارية صك التنسيق وتمنحه فرصة الانتقال لأي ناد يرغب, فذهب للطائي وبرز معه بشكل لافت قبل أن ينتقل للنصر وينال الأفضلية من بين نجومه.
وهذا الظهير الأيسر أحمد الجري الذي لعب للطائي بعد استغناء الهلال عنه وتلقت إدارة الطائي عروضاً بالجملة لضمه, وهذا لاعب المحور كرم برناوي الذي اتجه للأنصار وبرز معه ليجلبه الأهلي بالملايين.
وهناك حارس المرمى عبدالله المعيوف (24 عاماً) الذي طالته مقصلة التنسيق قبل 3 سنوات فاتجه للأهلي وتمكن من إبعاد جميع الحراس الذين يفوقونه خبرة، وحجز موقعه في التشكيل الأساسي في 75% من مباريات فريقه هذا الموسم. وغير هؤلاء هناك لاعبون كثر في أندية الدرجة الأولى تحديداً كانوا محط أنظار إدارات الأندية الكبرى غالبيتهم منسقون من الهلال بنظرة إدارية!
ولا ننسى لاعب الوسط الهلالي الحالي عبداللطيف الغنام الذي كان ذات فترة يؤدي تدريباته مع الفرق السنية الزرقاء وكان قاب قوسين أو أدنى من التوقيع لكنه قوبل برفض (إداري) بعد أن طلب مبلغاً زهيداً ليذهب للشباب ويبرز معه ليضطر الهلاليون إلى شراء عقده بمبلغ تجاوز الـ13 مليون ريال!
قد يقول قائل: إن النادي يسير وفقاً للأنظمة واللوائح التي تلزمه بعدد محدد من اللاعبين لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه.
هذا صحيح، لكنني أتحدث هنا عن الاستعجال في إصدار قرارات التنسيق والاستبعاد واتخاذ النظرات الإدارية طريقاً لذلك لأمور وأسباب مجهولة وتجاهل الآراء الفنية وما يقوله المدربون, وهذا ينطبق على جميع الإدارات الهلالية في السنوات الأخيرة وليست الإدارة الحالية.
المفضلات