لا أعرف هل سـ تصلك رسالتي هذه أم لا ..؟!
أن كنت تتنفس فوق الأرض مع الأحياء حتماً ستقرأها أما إن كنت ترقد تحت الثرى مع الأموات فلا أملك سوى وردة بيضاء سأضعها على قبرك - كنت قد ادخرتها لساعة لقاء – و اسأل المولى لك الرحمة و الغفران
بعدها سأخبرك بالتفصيل من أنا ( بعدك ) .. من المؤكد أنك تتوق إلى أخباري بشدة ..
يا هذا ..
أن كنت وجدتني لحظة ضعف مرمية على أرصفة الضياع أتوسل المارة لقمة حـب ..}
و بي انكسار من ذاك الذي حدثتك عنه فإني الآن من بعدك مُهشمة دواخلي و في جيبي بلايين من الطعنات و الأوجاع و الجيب الآخر أحتفظ فيه بمنديل معطر لأمسح به الفائض من دمعي كل ما أجترني الشوق إليك
صباحاتي تسألني عنك ..؟!
و مساءاتي تعد كل ليلة أمسية شعرية بلون الـ فقد ..
جدائل ســوداء .. و عين كحلّها السهر .. و جسد ناحل أهلكه الطوى
مراسيم تشييع ذكراك أحافظ عليها كل ليلة كـ صــلواتي الخمس و أتهجدك شوقاً .. وجعاً .. فقداً .. و ذكــرى ..
حتى - الصبـــاح -
ساعة أبتسم للحظة جنون عرجت بنا نحو السمـاء ..
و ساعة أغضب .. أُعاتب .. أستنكر هذا الجحود و الجرح الذي كان من صُنع يديك و رتبت له بدقة و حذر ..!!
و ساعة أذكر كلمة قذفت بها في أذني ذات صبح : ( أُحبـك )
و كنت أصمت لثواني معدودات فـ أصرخ فيك و أتوسل أن تعيدها ( أُحبـك )
فــ أبكي .. و أبكي ..و أبكي حتى أناااااااااام بعد صُـــداع شديد و أرق ..
ربما أبكي لأني فقدتك و فقدتها ..؟!
و ربما أبكي على غبائي و سذاجتي كيف صدقتك و سلمت نفسي إليك طوعاً ..؟َ!
و ربما أبكي على نفسي التي أتعبتها و أرهقتها لأجلك و أنت لا تستحق ..؟!
لا أُخفيك ..
كل من حولي لاحظ تغييري المفاجئ و انتكاس حالتي – إن صح التعبير –
شرودي .. صمتي .. إنطوائي .. عزلتي ...
ليست معهودة لديهم ..!!!
قالت لي صديقة ناصحة : ( إنسييييه و أنظري للحياة فهي أمامك ..)
و كأنها صفعتني على وجهي بقول : ( إنسيييه ..)!!!
و كيف لي أن أعيش الحياة من بعده إن كان هو الحياة لي من قبل و رحل ..؟!
يوووووه ليت هؤلاء البشر يفهمون و ليتهم يكفون عن مناصحتي و نظرات الشفقة أحياناً .. و التعجب و الفضول أحياناً كثيرة ..
عــام رحل و الآخر حل يبتسم ..
و أنا أترقب عودتك من سفر شهر ..!!
أكان الشهر مزعوم لغياب و رحيل أبدي ..؟!
أم أن الشهر توالدت منه شهور كثيرة تجتر بعضها البعض و تجر خنجرها في صدري ..؟!
أتعلم أيها الغائب عن عيني المهاجر بداخلي ..
ذات ليلة من ليالي تشييع ذكراك سألت نفسي :
ماذا لو خرجت لي الآن من بطن الأرض أو نزلت من كبد السماء و امتثلت أمامي مصلوب .. مقيد بالأشواق و الوله ..
هل سأأخذك بالأحضان و أغفر و أسامح أم أقتلك تعزيراً بلا رحمة
لأخذ بثأري منك ..؟!
أنتظر رسالتك القادمة بشغف لترد على تساؤلاتي أعلاه
لا تتأخر ..
أهداااب 18 / مايو / 2010 م
المفضلات