«بطل شرق الرياض» قاد شبان حملة «جسد واحد» لإنقاذ الأسر المتضررة من أمطار النظيم
الطفلة بين يدي العنزي متابعة – تركي العمري :
لم يكن يعلم مرزوق العنزي الذي ذهب للتطوع مع الدفاع المدني بعد هطول الامطار الاسبوع الماضي على الرياض انه سيصبح بطلا إثر مواقفه الشجاعة في حي النظيم عقب انقاذه مجموعة من العوائل التي حاصرتها الامطار والسيول بسبب الامطار التي هطلت بكثافة على حي النظيم –شرق الرياض- الاربعاء قبل الماضي.
العنزي الذي يهوى تسلق الجبال والغوص والرياضات الشاقة ذهب للدفاع المدني لتسجيل اسمه متطوعا بعدما شاهد مقاطع مصورة للمحتجزين في انفاق شمال العاصمة دون ان يتوقع ان الامطار ستصب هذه المرة على الحي الذي يسكنه وبغزارة.
ولدى بداية هطول الامطار خرج العنزي الى مقر الدفاع المدني رغم ارتفاع منسوب المياه, وهناك التقى بقيادات الدفاع المدني وسبعة شبان من حملة جسد واحد, ليتفق مع الشبان السبعة على أن يقودهم لانقاذ المتضررين القاطنين في اودية حي النظيم الذي يعرفه جيدا.
وبالفعل انطلق العنزي مع الشباب قاطعين مسافة ثمانية كيلو مترات مشيا على الاقدام وسط الظلام الدامس الذي خيم على الحي, وكانوا يقطعون الشعبان خلال ثلاث دقائق حتى لا تجرفهم السيول, وامتثل الشبان السبعة لتعليمات قائدهم الذي شاهدوه لاول مرة قبل ساعات في مقر الدفاع المدني قبيل البدأ بالمهمة الشاقة والخطرة التي دفعهم لها واجبهم الديني والانساني رغم صعوبة المشي بالارض الطينية وتعالي اصوات الحيوانات المتوحشة.
وبالطريق شاهد شباب "جسد واحد" وقائدهم سيارة من نوع جمس يبحث صاحبها عن مساعدة عن طريق الاضاءة بانوار السيارة الامامية رد عليه العنزي بأنوار الكشاف الذي يحمله ليطمئنه ولدى وصولهم حرصوا على تهدئة العائلة التي كان من بينها طفل مرتفعة درجة حرارته وامرأة حامل وأخرى تئن ألماً بسبب تأثر عمليات التجميل التي اجرتها بسبب حروق في جسدها بعد حرقها بمادة "الاسيد", واجرى العنزي اتصالا هاتفيا بالهلال الاحمر لكي يبلغوه بكيفية التعامل مع الحالات الثلاث, حيث طلبوا منه ان يدع الحامل مستلقيه على ظهرها, وتخفيف الملابس للفتاة التي تتألم من حروق جسدها, ووضع الطفل في مكان مستقر.
سأل العنزي افراد حملة "جسد واحد" عن حماسهم فأكدوا لهم استعدادهم بانقاذ المزيد ولدى استعدادهم للانتقال للاماكن الاخرى بعد أن ابلغوا رجال الدفاع المدني عن موقع العائلة المكونة من ثمانية عشر فردا, بدا الاب بتصرفات هسترية نظرا لشدة الموقف عليهم وعجزه عن مساعدة اسرته المحتجزة وسط مياه الامطار, اضطر العنزي للبقاء لتهدئته وانتظار مروحية الدفاع المدني التي حضرت بعد وصول رجلين برتبة عقيد ونقيب لمساعدة الشبان وتحديد احدثيات الموقع للمروحية.
الشبان السبعة ظلوا على اتصال بالعنزي وذهب للمكان الذي وصفته العائلة الاولى لهم لانقاذ عائلتين هناك لكي يشرح لهم عملية التنقل بعيدا عن تعريض انفسهم للخطر, وبالفعل وصل شباب "جسد واحد" للموقع مما اسعد العائلتين ووجد معهم طفل قد وطأ على مسامير تعاني من الصدأ وقدمه تنزف, وقام احد افراد الحملة بالاتصال بالعنزي الذي بدوره اتصل بالهلال الاحمر ليبلغوه بأهمية تنظيف الجرح بالامكانيات البسيطة المتاحة في ذلك الوقت.
بعدها انتقل الابطال لانقاذ ثلاثة وافدين من الجنسية الاسيوية احتجزتهم السيول.
ووصف العنزي اصعب اللحظات لديه كانت عقب حمل الطفلة المصابة حيث انهمرت دموعه وبكى لحظتها بعد أن شعر انه يحمل ابنته الصغرى.
العنزي يبكي بعد حمل الطفلة
العنزي الذي يعمل بوزارة الشؤون الاجتماعية ولقب ببطل شرق الرياض اعرب عن شكره على الدعم الذي وجده من قبل العاملين بالوزارة وعلى رأسهم الوزير لتقديرهم ظروفه وتشجيعه على مواصلة العمل التطوعي والسماح له بأداء مهامه في مثل هذه الظروف الصعبة, كما شكر مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري على ثنائه على المتطوعين, وكذلك اللواء عابد الصخيري مدير الدفاع المدني بمنطقة الرياض الذي تابع معهم وكبار ضباط وافراد الدفاع المدني عمليات الانقاذ بكل شجاعة.
وأكد العنزي أن الواجب الديني والانساني قاده للتطوع لمساعدة سكان مملكة الانسانية التي تنعم بحكم خادم الحرمين الشريفين صاحب المواقف الانسانية الكبيرة في الداخل والخارج مشيرا الى أنه يتمنى المساهمة في حملات الاغاثة لمساعدة المتضررين التي تقدمها المملكة للدول المنكوبة .
العنزي يروي تفاصيل إنقاذ العوائل بالنظيم
المفضلات