في الوقت الأصلي
جمعية خيرية للبطولات ؟!
محمد الشهري
بين الفينة والأخرى، وفي أوقات معينة تظهر عبر الإعلام بعض الأصوات (المترهلة)، الفارغة من أي قيمة أو فكر يشغلها عن الخوض في شؤون الآخرين.. ناهيك عن العبث في أمور موثقة ومحسومة يعتبر العبث فيها ضرباً من ضروب (الهبال) الناتج عن جملة من النقائص التي من أهمها التلذذ بممارسة الكذب والتزوير دون وازع من حياء(؟!!).
تلك الأصوات (المريضة) التي اعتادت افتعال الجدل من أجل الجدل ليس إلا.. لا تستحي من ممارسة الغش والكذب والتحريف عياناً بياناً حول حقيقة عدد البطولات المتحققة لكل ناد من أنديتنا(؟!!).
صحيح أن الأصوات تلك لا تمثل أي قيمة يُعتد بها.. كما أنها لا تمثل الآراء الرسمية للأندية التي تمتطيها في سبيل ممارسة هلوستها تلك، ولكنها تحظى بشيء من التعاطف (الأبله) من لدن أشباهها في بعض المدرجات التي استوطنها البؤس والحرمان على مدى سنوات.. لذلك أضحت أكثر انجذاباً لأي صوت يستطيع استغلال مآسيها بالغناء على أحزانها حتى وإن كان صوت (غراب)(؟!!).
ولأن المسألة (هلوسة في هلوسة)، ولأن المعني بالأمر أولاً واخراً بالنسبة لهم، هو الهلال، والرغبة في الانتقاص من شأنه كونه زعيم القرن الآسيوي، والحائز على الرقم القياسي والأعلى من البطولات والألقاب والأولويات على كافة المستويات القارية والإقليمية والمحلية.. ما يدعو إلى العمل على إثارة بعض الغبار والضوضاء حول القافلة الزرقاء المظفرة.. كون ذلك أقصى ما بمقدورهم القيام به لسبب بسيط جداً وهو أنهم في حقيقة الأمر أفقر وأفلس من أن يمتلكون مقومات مقارعة الحجة بالحجة، لأنهم أصلاً بلا حجة.
هم يدّعون، وما أكثر دعاواهم التي لا تختلف ولا تخرج عن الاستشهاد بالأموات تارة، وهذيان من فقد صوابه تارة أخرى.. يدعون بأن الإعلام يبرز عدد البطولات الهلالية ويتنكر لبطولات أنديتهم المفضلة، وهذا كذب وافتراء.. ذلك أن الإعلام المحترم والنزيه دأب على إبراز عدد البطولات الرسمية والمتعرف بها للهلال وغير الهلال استناداً إلى المنصات والوقائع الموثقة لدى الجهات المعنية، لا إلى الملفات (العلاقي)، هذا جانب.
الجانب الآخر! هل الإعلام هو من يتوج بالألقاب والدروع والكؤوس في منصات التتويج هكذا.. أم الجهات ذات الاختصاص هي من يضع أنظمة وشروط تحقيقها ومن ثم التتويج بها على رؤوس الأشهاد وليس في الكواليس أو بالإدعاءات الكلامية الباطلة(!!).
وللدلالة على زيغهم وزيفهم.. فقد اخترعوا حكاية الإعلام كجهة مسؤولة هرباً من الحقيقة وظناً منهم بأن القفز على الحقائق من خلال اصطناع مثل هذه المتاهات البليدة والرهان عليها، سيجنبهم الوقوع في مأزق انكشاف تضليلهم للبسطاء والسذج ولو بعد حين(؟!)
ولكشف مدى الزيغ والهوان، هاكم هذا المثال: لا يخجلون عن الانتقاص من شأن كأس المؤسس -طيب الله ثراه- والذي شاركت جميع أندية الوطن بكافة درجاتها في شرف التنافس عليه، والسخرية من الهلال كونه يعتد بها كواحدة من بطولاته.. في حين يستميتون في المطالبة بتثبيت وإشهار ودية (حمص) السورية الرباعية التي شاركت فيها أربعة من الفرق العربية المغمورة لفريقهم المفضل وجعلها في كفة موازية لكأس المؤسس(!!).
الخلاصة
ولكي نضع الأمور في نصابها الصحيح بعيداً عن الزيف و(الخمبقة) على اعتبار أن البطولات لا يمكن أن تأتي على شكل (شرهات)، وبناءً عليه تعالوا نحتكم إلى هذه الحسبة البسيطة.
قائمة الهلال البطولية تحوي (50) بطولة رسمية وموثقة في سجلات المرجعيات الرسمية المعينة، وهؤلاء يدّعون بأن لدى أنديتهم بطولات كثيرة غير أن الإعلام لا يعترف ببعضها، وهذا صحيح.. فالإعلام المسؤول والمحترم لا يرصد ولا يعترف ولا يشهر ويقدم للرأي العام سوى البطولات التي تكتسب الصفات المعتبرة والحائزة على الشروط الكاملة لمعنى ومسمى (بطولة) متوجة بكأس أو درع مصدره جهة رسمية يتم تسليمه عبر منصة مشهودة ومشاهدة وليس من محلات (أبو عشرة).. أما ما عداها من هلاميات ومن تخاريف.. فإن أماكن تدوالها والتمايل والتراقص عليها فيجب ألا تتجاوز مجالس السمر في الاستراحات ونحوها، فقط.
وللتأكيد أكثر: فلنأت بالقائمة البطولية للزعيم ونضعها أمام قوائم بطولات تلك الأندية لنرى إن كانت ثمة بطولة مُحتسبة له ضمن الـ(50) لم تحتسب لأي من تلك الأندية.. ثم نأتي لنرى هل القائمة الهلالية تحتوي على أي من الوهميات والهلاميات المدّعى بها لذات الأندية، والتي لو احتسبها الهلال لتجاوزت بطولات الـ(80) وبالتالي زيادة حنق وغيظ طابور التنابلة.. غير أنه أرفع وأسمى من أن يتباكى على الهلاميات وعلى فتات الموائد البطولة.. لذلك ولِد زعيماً وسيظل كذلك (إن شاء الله).
خلاصة الخلاصة
على طريقة (علّم في المتبلّم..) ثم ليقيني بعدم قدرة هؤلاء على الاستيعاب وعن التخلي عن عنتهم ونزقهم الوراثي وبالتالي عدم قدرتهم على التحلي بشيء من الشجاعة في التسليم بالأمر الواقع المدعم بالوثائق والأرقام دون تلبيس أو تدليس.
لهذا أنصحهم بتجميع شتاتهم وفلولهم، والتوحد للمطالبة بإنشاء جمعية خيرية تُعنى بمنح البطولات التي تنسجم وتتماشى مع مستوى طموحاتهم واستيعابهم الفكري ويتركون البطولات (الكايدة) لأهلها.
بيت القصيد
(كلما كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأهواء)
المفضلات