باتجاه الأفق
منيرة القحطاني
لم يكن يوماً عادياً، ذلك الذي تشرفت فيه القناة الرياضية السعودية بإشراف الأمير تركي بن سلطان عليها، ولم تكن القفزات النوعية في الأداء والتعاطي مع الأحداث والمناسبات كافة عادية، لأنها اختصرت الزمن الذي خلنا أنه توقف عندنا، فيما كان عند الغير يسابق الريح نحو التطور، واختزلت الوقت الذي توقعنا أنه تسرب من بين أيدينا، وكنا نقنع بالنقل الباهت ولا نجرؤ على مجرد البوح بالرغبة في الحقوق الحصرية، لأنها في نظرنا صارت فعلاً حصرية، ونداري كل ذلك بضعف الإمكانات ونقص الخبرات، حتى بات أمر شروق شمس التغيير على وضع أفضل من مستحيلات الأماني.
نقلب القنوات ونتقبلها ولو قدمت لنا الغث هروباً من قناتنا بعد أن أقفرت من المبدعين معدين ومقدمين، وعندما نراهم لدى الغير يتفانون في العطاء نتحسّر نحن على فقدانهم، أو عدم تقديرهم معنوياً أو مادياً، لكننا اليوم ننهض وبجسارة لنقدم الاحترافية في العمل بأبهى صورها بأيدٍ سعودية صرفة وجدت الدعم والتشجيع، فتمسّكت بالعمل وارتبطت بالوطن حباً وعشقاً، على رغم الإغراءات كافة التى تقدم لها، وشتان بين العمل في قناة رسمية وأخرى تجارية.
وقناتنا الرياضية في واجهة الأحداث باتجاه الأفق تعلو ونحو الإبداع تسمو، وبالأمس القريب كانت تنال حق الرعاية الحصرية لحفلة الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء في لندن، وتجنّد لنجاحها طاقاتها المادية والبشرية كافة، وهي بذلك تقتحم فضاءً جديداً كان مجرد الدخول فيه في ما مضى ضرباً من الجنون وسط حمى القنوات في الحصول على الحصرية في كل مسابقة أو حفلة، وما ينجم عنها من حقوق دعائية وإعلانات تدر دخلاً مالياً هائلاً، ثم هي بالتفاتة سريعة تعود للداخل لأجل إبراز جهد أبناء البلد ومبدعيه، وتقيم حفلة ضخمة لنجوم الموسم الرياضي ولما يجف بعد عرقهم من توالي المسابقات، فتقدم شكرها لهم بطريقتها الخاصة على ما بذلوا من جهد توّجهم نجوماً، وهل هناك أروع من المكافأة عقب التعب ومسح العرق بعبارات الثناء والتقدير.
كل ما يجري هنا ليس إلا نتاج جهد جبار أحدث أثراً، وإن شاب البدايات بعض من النقص أو الضعف، فما ذلك إلا لقلة الخبرة والممارسة ولكنها مع الوقت ستتلاشى، لأن من يقود السفينة خبير ومتمرس لديه الدواء لكل داء يمكن أن يتسبب في وقف المسير وفي كنفه لا بد أن تحل المشكلات كافة وتسهل الصعاب.
وقناتنا الرياضية باتت ذهبية شكلاً ومضموناً، ولا بد أن يتواصل هذا البريق.
المفضلات