"معلم" أم "مدرب درجة ثانية" : كأس العالم سيكشف عن معدن كيروش
البعض يعجبون به ويحترمونه ويلقبونه باسم "الأستاذ" ، بينما يسخر البعض منه ويرون أنه "مدرب درجة ثانية".
تتضمن السيرة الذاتية لكارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب البرتغالي ، والذي كان في السابق مساعدا للسير أليكس فيرجسون في تدريب فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي ، كلا الجانبين : المعرفة والإخفاق.
وستكون نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا فرصة ثمينة لهذا الرجل ، اللطيف الذي تعلم على مستو عال ، كي يطرد الأشباح التي طاردته ولطخت سمعته كمدرب.
وقال كيروش الذي ولد في أول آذار/مارس عام 1953 في مدينه نامبولا في موزمبيق التي كانت مستعمرة برتغاليه حينذاك "لم أرحل عن مانشستر للوصول (بالمنتخب البرتغالي) إلى كأس العالم. لقد رحلت لتحقيق حلم الفوز بلقب بطولة العالم."
ومن أجل الفوز بأول لقب دولي مهم له ، يحتاج المنتخب البرتغالي تسديدات نجمه كريستيانو رونالدو ولكنه بحاجة أيضا إلى تحركات ناني وتمريرات ديكو.
ويعرف كيروش بين المدربين الآخرين بأنه رجل يتمتع بمعرفة كبيرة ورؤية رائعة لكرة القدم. لقد أجرى العديد من البحوث ونجح في تحديث أساليب التدريب واكتشف لويس فيجو وروي كوستا ضمن مواهب أخرى.
وبعد الانتقال إلى البرتغال وهو في الثانية والعشرين من عمره ، بسبب الحرب الأهلية في وطنه ، التحق كيروش بمعهد لشبونة للتربية البدنية وعمل لفترة مدربا لفرق الناشئين واكتسب الشهرة عندما قاد البرتغال للفوز بلقب كاس العالم للشباب (تحت 20 عاما) عامي 1989 و1991 .
وبعدها توالت إخفاقاته ، ففبعدما تولى منصب المدير الفني للمنتخب البرتغالي الأول في عام 1991 أخفق في قيادة الفريق للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 1994 .
وجرى الاستغناء عن خدماته حينذاك وتولى بعدها تدريب فريق سبورتينج لشبونة بين عامي 1994 و1996 ، كما درب المنتخب الجنوب أفريقي بين عامي 2000 و2002 ومر بتجربة عصيبة في نادي ريال مدريد الأسباني بين عامي 2003 و2004 .
ولم يختلف الحال كثيرا عندما درب فريق مترو ستارز الأمريكي عام 1996 وناجويا جرامبوس الياباني بين عامي 1996 و1997 والمنتخب الإماراتي عام 1999 ، حيث اكتسب المزيد من الخبرة لكنه لم يحقق نجاحا كبيرا.
وفي إنجلترا عمل مدربا مساعدا للمدير الفني فيرجسون في مانشستر وفاز معه بعدة ألقاب ، وذلك في فترتين الأولى بين عامي 2002 و2003 والثانية بين عامي 2004 و2008 .
وفي استاد "أولد ترافورد" معقل نادي مانشستر يونايتد ، يعتقد الكثيروون أن كيروش لعب دورا أساسيا في تلك لانتصارات.
وذكرت صحيفة صنداي تايمز" في عام 2008 إن كيروش لعب دورا مهما "في إعادة إحياء مانشستر يونايتد كبطل لأوروبا."
ولكن إذا جرى سؤال المشجعين عنه في مدريد أو سبورتينج لشبونة ، سيقول الجميع تقريبا أن كيروش سيظل دائما "مدرب درجة ثانية" خاسرا.
ويقول من يعرفونه جيدا في البرتغال إن كيروش يعرف كيف يبني فريق كما يجب : "من الخط الخلفي إلى الخط الأمامي ، وبدفاع صلب."
ويعتقد آخرون أنه يفتقد الشخصية التي تمكنه من قيادة النجوم وتجعله قائدا "في غرفة تغيير الملابس". ولا يزال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يشيد بمدربه ، ويقول "إنه مثل والدي".
والآن أصبح كيروش بصدد تحقيق "حلم العمر" وهو المشاركة في نهائيات كأس العالم.
لكن أحلامه لا تقتصر على كرة القدم. بل لديه أهداف ومشروعات أخرى.
ويتسم كيروش ، بخلاف سلفه في تدريب المنتخب البرتغالي لويس فيليبي سكولاري ، بالابتسامة الدائمة على وجهه.
ويمتلك كيروش حصة في منتجع في جزيرة بموزمبيق مع مستثمرين آخرين.
ويقوم كيروش بدعم عدة مشروعات اجتماعية وبيئية في منتجعه بجزيرة فاميزي ، وكان قد أنجز في السابق برنامجا لإزالة الألغام ، ومول بناء مدارس ومستشفيات.
وأصبح كيروش يعتبر أن كرة القدم عاطفة ، لكن تقيدها عدة حدود.
وقال "قبل أعوام قليلة أدركت أنني أصبحت سجينا لكرة القدم ، وأن رأسي تحولت إلى كرة ، وأصبحت أفقد السيطرة على حياتي."
وأشار إلى أن هذا هو سبب "قدرته الفائقة على تجاهل الأخبار الرياضية."
ويقول كيروش إنه يقرأ لكنه يفضل الكاتب البرازيلي باولو كويليو والمجلات مثل مجلة "نيوزويك" أو "تايم".
وأضاف "إذا أردت فهم كرة القدم بشكل أفضل ، عليك بمعرفة ماذا يحدث في العالم."
المفضلات